المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل شاب يخاف الله



الصقرالحنون
07-20-2010, 01:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشاب الفطن






أرجو أن تقرأ هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت لك به بعيدا عن الانفعال أواتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكمل قراءتها فالعاقل الفطن من يستمع ويقرأ للنهاية ثم هوو شأنه ! قد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة دون التفكيرالمتعقل لعواقبها ومن ذلك ما يقوم به المعاكس للنساء لذا نقول له : دعنا نقف معكقليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به :

1ـإن الفتاة التي تعاكسها هي من أفرادمجتمعك ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاء لشهوتك وكان من المفترض ـ وأنت ابنالإسلام ـ أن تسهم في إصلاحه . فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد؟‍!

2ـإن الفتاة التي تعاكسها وتسعى إلى أنتفعل بها الفاحشة أو أنك قد فعلت : إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجةلقريبك أو لأحد من المسلمين وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قديبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا قال تعالى : ( الخبيثات للخبيثين ) [ النور : 26] .

3ـإن فساد النساء يعني فسادالمجتمع وقد يبدأ من شخصك أو مما تساهم في تنشيطه وينتهي في المستقبل مع قريباتكومن أفسدتها اليوم أنت أو غيرك قد تكون صديقة لزوجتك أو أختك أو قريبتك ويقمنبإفسادها ودلالتها على طريق الغواية .. فهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك وقد حذر نبيك منمغبة الأمر فقال صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنةبني اسرائيل كانت في النساء ) [ رواه مسلم ] .

4ـإن كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك فيعلاقة محرمة فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم ؟
ثم هل طواعيتها لك عذر مقبوللاعتدائك ؟! بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثماكتشفت ذلك فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر لهخطيئته ؟ وأسوق لك حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : ائذن لي في الزنا فقال صلى الله عليه وسلم : ( أتحبه لأمك لابنتك لزوجتك لعمتكلخالتك ) وكان يقول : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك فقال صلى الله عليهوسلم : ( ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم أو كما قال صلى اللهعليه وسلم ) [ رواه أحمد عن أبي أمامة ] .

5ـلو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك ماذاتختار ؟ إذا كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم
الناس ؟! قال الرسول صلى الله عليهوسلم : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو صحيح ] .

6ـما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش فيمجتمع خنته وهتكت محارمه وأفسدت نسائه ؟

7 ـهل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـ ثلاث أم أن الشيطانيريد لك الهلاك ؟
فالأمر لا يتوقف وهو مسلسل سقوط خطير في دنياك وآخرتك قالتعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) [ فاطر : 6 ] .

8ـسمعت عن القول المأثور ( الجزاء من جنس العمل ) فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابلالتنفيس عن شهواتك ؟

قد تقول : أتوب قبل أن أتزوج أو أرزق بنتا ! فأسألك : هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك ؟!
قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ الشورى : 40] .
واعلم أن الذئاب كثير ولك أم وأخت وزوجة وبنت وابنةعم وابنةخال .. فاحذر وانتبه !
قال الشافعي رحمه الله :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم
إنالزنى ديــــن فإن أقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم

9ـإذا صنف الناس إلى صنفين : مصلحينومفسدين فأين تصنف نفسك ؟ وقد نهى الله عز وجل عن الفساد قال تعالى : ( ولا تفسدواالأرض بعد إصلاحها ..) [ الأعراف : 56] .

10ـما هو شعورك وأنت تفعل الفاحشة بزانيةيدخل عليك والداك وإخوانك وكل صديق يثق بك ويحبك وكل عدو يود أن يشمت بك ثم الناسكلهم ويرونك على هذه الحال بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم في مأمن لكن عينالله تراك ؟ وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما ( ينصب لكل غادرلواء فيقال : هذه غدرة فلان ) كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري .

11ـإن كنت ذكيا وحاذقا واستطعت بذكائكالتلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : ( ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم : 42] .

12ـهل تظن أن ستر الله عليكفي هذا العمل كرامة ؟ لا بل قد يكون استدراجا لك لتموت على هذا العمل وتلاقي اللهبه ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) [ رواه البخاري ومسلم ] ، ( ومنمات على شيء بعثه الله عليه ) [ السلسلة الصحيحة 1/ 282] .

13ـثم لنفترض أن الله ستر عليك ، أفلا تستحيمنه وتتوب ، وإلى متى وأنت تفعل الذنوب ؟!

14ـنهاية طريق حياتك الموت ( ثم توفى كلنفس ما كسبت ) [ البقرة : 281 ] ، فهل تستطيع أن تشذ عن الخلق وتغير هذا الطريق ؟‍! إذا لماذا لا تستعد للموت وما بعده والقبر وظلمته والصراط وزلته !؟!
واعلم أنكتموت وحدك ، وتبعث وحدك ، وتحاسب وحدك .

15ـروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديثحتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجالونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) فلماسأل عنهم الملائكة قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناءالتنور فإنهم الزناة والزواني ) .
فهل تود أيهاالشاب أن تكون منهم ؟!

16ـقد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهورفهل الحل الوقوع في الحرام ؟! ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب وتسعى جادالتذليلها بجهدك ومالك وفكرك وأنت مأزور غير مأجور فلماذا لا تكون لك هذه الهمة فيطريق الحلال فتواجه الصعوبات ، وأنت مأجور لك الأجر وحسن المثوبة والذكر الحسن ؟قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث حق على الله عونهم ـ ذكر منهم ـ الناكح يريدالعفاف ) [ أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني ] .
فمـــاذا تختـــــار؟
إن ممارسة الشيءوالاستمرار عليه مدعاة لحبه والدعوة إليه فيخشى على من داوم فعل هذه الفاحشة أنيستسيغها حتى في أهله بعد حين فيصبح ديوثا والعياذ بالله من ذلك .

أخي المسلم ... قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعةعن طريق الهاتف متزوجة وفي لحظة ضعف أو غياب وعي استرسلت معك في الحديث ثم قمتبالتسجيل كالعادة ثم بدأت بتهديدها .. الخ
يتبع

الصقرالحنون
07-20-2010, 01:56 AM
هل تعلم أنك بهذا العمل قد ارتكبت جريمة شنعاء ؟!! ليس في حق المرأة فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه زوجته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس منا من خبب ـ أفسد ـ امرأة على زوجها ) [ رواه أبو داود ] ، ثم في حق أطفالها إن كان لديها أطفال فما ذنبهم أن يدنس عرضهم ويفرق بين أبويهم وقد يكون ذلك أيضا سببافي ضياعهم وانحرافهم . والمسؤول عن ذلك كله هو أنت فما هو عذرك أمام الله ؟

وختاما ...
نتمنى أن لا تكون ممن قال الله فيهم : ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) [ البقرة : 206 ] ولكن عد إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها واسع إلى التوبة النصوح قبل أن توسد في قبرك وتحصى عليك أعمالك .

قال تعالى : ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) [ المائدة : 39]

وقال تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر : 53، 54]

أخي الشاب ..
اغتنم شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك واجعل هذا الذكاء وهذه الفطنة لنفع الإسلام والمسلمين ورفع شأن راية الدين . جعلك الله هاديا مهديا إماما في الخير والهدى ورزقنا جميعا العفاف والتقى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



دار القاسم للنشر والتوزيع