المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حارة محل ما ضيع القرد ابنه



ريماس
05-30-2011, 03:17 PM
http://farm4.static.flickr.com/3469/3880554577_96ffbc490d.jpg
اسال وماتضيع هههه
http://www.shamcafe.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifhttp://farm4.static.flickr.com/3462/3880556399_0373dc95fe.jpg
الاطفال حفضوها عن ظهر قلب
http://www.shamcafe.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifhttp://farm3.static.flickr.com/2498/3881355502_1fe1c15f19_o.jpg
جميع ازقة الحاره متشابهه تماما
http://www.shamcafe.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifhttp://farm4.static.flickr.com/3440/3881357604_d7bf20f340.jpg

دمشق القديمة



من الجميل أنك ذاهب لمكان تعرف أنك ستضيع فيه، والأجمل أنك ستحب هذا الضياع، متاهات عشقية بزخرفة تراثية، ما إن تتواجد في هذا المكان، حتى تستفزك أزقته بالمضي قدماً، حاول ألا تستنجد بسؤال أحد الأهالي القاطنين هنا، جرب أن تمتص دهشتك، واستمتع بعالم الدهاليز.


"مكان ما ضيع القرد ابنه"، لقب طريف بعض الشيء لإحدى حارات "دمشق" القديمة، وتحديداً "باب السلام"، دفعتنا أنا وصديقي "أيهم" لرحلة بطلتها المغامرة.

هذه الحارة رفضت التحدث إلينا إلا بلسان أبنائها: فها هو "عدنان حمد" (أبو رامي) يقول: «إن هذه الحارة تراثية، وتقع في نهاية زقاق "الشيخة مريم"، ضمن سور "دمشق القديمة"، وتسميتها كانت نتيجة تشعبها وانقسامها لأزقة ضيقة جداً، ومتشابهة ومتداخلة ببعضها البعض، فالغريب عنها لا يستطيع الخروج منها إلا بعد مضي وقت وهو يبحث عن المخرج، ومنهم من يقول أن لا وجود لمثل هذه الحارة وإنما هي أسطورة أو مثل شعبي قديم».

أما "حسان طحلة" فقال: «أسمع منذ 40 عاماً، من على أيام والدي، أن القول لا ينسب إلى حارة واحدة فقط، وإنما هو
اسأل ولن تضيع
صالح لكل حي أو حارة شعبية تكثر فيها الالتفافات، وتتعدد المداخل، فالذي يدخلها من مكان يخرج من مكان آخر».

أما لـ "مصطفى المؤذن" (أبو مروان) رأي مختلف: «أعتقد أن ما تبحثون عنه في منطقة "العقيبة"، وتحديداً، حارة "السمانة"، وليست في "باب السلام"».

إذاً، لم ننته، فـ"العيبة" بانتظارنا...

"محمد أسامة الحبال" (أبو وائل) وهو خادم جامع التوبة أحد سكان "العقيبة" قال لنا: «إجمالاً حارة "محل ما ضيع القرد ابنه"، تصح على كل حارة ضيقة ومتشعبة في "دمشق القديمة"، وأصل هذه القصة قديم جداً، حيث أتى شخص من إحدى الضيع ومعه قرد يقدم استعراضاً بهلوانياً، وكانت الفرجة وقتها بفرنك واحد، وفجأة هرب القرد منه ولحقه صاحبه، وضاعا في هذه الحارات».

وشاطره الرأي "علي علي" (أبو سامح): «إن
حفظوها عن ظهر قلب
هذه التسمية صالحة لكل حارات الشام القديمة، من حارات "باب توما" إلى "القيمرية" إلى "باب السلام" إلى "ستي زيتونة" إلى "العقيبة"».

وعندما سألناه عن التسمية قال: «الآن أنت هنا، هل تعرف كيف ستخرج؟».

إذاً حارات "دمشق"، تحتفظ بأسماء قديمة لها أو جديدة، وكثيرة هي الأزقة التي تحتفظ بألقاب متداولة بين العوام، حتى اقتنع الزقاق ولبس لبوس هذا الاسم، ولا سيما أنه لا يملك غير أن يتأقلم معه.

والمثير للاهتمام أن أبناء المنطقة اعتادوا على مصادقة هذه الوجوه المتفاجئة دوماً، مخفين ابتساماتهم عن أشخاص غرباء عن حارتهم، وسؤال (أبو سامح)، كان منطقياً جداً، ولكن يا ترى هل وجد هذا الرجل القروي قرده الذي هرب منه؟.

التفت يميناً، وشمالاً، أيهم؟....، أيهم؟.. .

باعتقادي أن "أيهم" سيكون بانتظاري في
كلها متشابهة
ساحة "باب توما"، بناء على الاتفاق الذي عقدناه قبل بدء هذه المغامرة، حيث حددنا مكاناً ثابتاً نلتقي فيه في حال ضعنا كما ضاع القرد في حارته.