عودة الدوري التونسي .. بين الرضا والخوف !!
عودة الدوري التونسي .. بين الرضا والخوف !!
جاء قرار استئناف منافسات الدوري التونسي للمحترفين بردا وسلاما على الأندية التي عانت ماديا ورياضيا من توقف المنافسات الرسمية لمدة تقارب الأربعة أشهر.
وتضررت مداخيل الأندية بوضوح بعد حرمانها من مصدري التمويل الأهم اللذين كانت تعتمد عليهما في ظل النظام السياسي والرياضي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وهذان المصدران الأساسيان للتمويل هما دعم الدولة في كل الظروف وبقطع النظر عن النتائج والعمل المنجز في مجالات تكوين الشباب وحسن التصرف والنتائج الرياضية من ناحية ومداخيل جمهور الملاعب وحقوق البث التلفزيوني من جهة أخرى.
جرعة أكسيجين
ومهّد القرار عودة مباريات دوري الرابطة الأولى والثانية للمحترفين بحضور الجماهير اجتماع مطول وساخن بين أعضاء الاتحاد التونسي لكرة القدم ورؤساء الأندية المحترفة وممثلين عن الأجهزة الأمنية التونسية وبعد أن حصلت الأندية على ضمانات اعتبرتها "كافية" لعودة المباريات في أجواء عادية.
وقال جمال العتروس، رئيس النادي الإفريقي، الذي كان من أشد المدافعين عن عودة الدوري، أن القرار "أسعده كثيرا" لأنه جاء ليضع حدا "لضرر كبير لحق بالفريق جراء توقف المباريات الرسمية".
وقال العتروس لـ"يوروسبورت عربية" الخميس أن استئناف البطولة "يمثل جرعة أكسيجين كم نحن في حاجة إليها رياضيا، لأن لا شيء يساوي المنافسات الرسمية، وماليا لما سنجنيه من الحضور الجماهيري ومن البث التلفزيوني لمبارياتنا".
ورأى حامد كمّون، رئيس النجم الساحلي، في القرار "فوائد عديدة للجميع" لكنه ربط بين نجاح بقية الموسم و"انضباط الجماهير وابتعادها عن كل ما قد يخل بأمن البلاد وحسن سير المباريات" وقال في هذا السياق أن جماهير الملاعب "مطالبة بأن تتصرف كمواطنين مسؤولين وواعين في هذه المرحلة الدقيقة".
أمّا حمدي المؤدب، رئيس الترجي التونسي، فوصف قرار عودة البطولة بـ "الحكيم" وقال أن مباريات كرة قدم بدون جمهور "لا معنى لها وعدم إقامتها أفضل".
خوف من المحظور
ولم يمر "الحدث" دون تشكيك وتخوف من حدوث ما قد يؤثر جذريا على بقية الموسم في كل الرياضات وعلى صورة تونس في الخارج.
ويقول البعض أن شروط إقامة المباريات الرياضية بالجمهور لم تتوفر بعد لأن الهاجس الأمني ما زال مخيما على عديد المناطق في تونس وما زالت أعمال شغب ونهب وإضرابات تحصل من حين لآخر وإن بأقل تواتر وأقل حدّة من الأسابيع الأولى التي تلت ثورة 14 يناير.
وزادت أحداث استاد القاهرة في نهاية مباراة الزمالك والنادي الإفريقي السبت من الخوف من حدوث أعمال عنف مشابهة في الملاعب التونسية خصوصا بعد اجتياح جماهير غاضبة لملعب بن قردان في إحدى مباريات الرابطة الثانية، رغم أن مباراة اتحاد بن قردان والملعب القابسي كانت دون حضور الجمهور، والاعتداء الذي تعرض له الحكم سليم بودبّوس في إحدى مباريات الدرجة الثالثة.
ويخشى المحترزون على استئناف الدوري من حصول المحظور في أحد اللقاءات أو أكثر وهو ما سيعيد الوضع الأمني في البلاد إلى الخلف ويزيد في قلق المواطنين وفي انعدام ثقة السياح والمستثمرين والساسة الأجانب من عدم استقرار الأوضاع في تونس.
