-
قاطعها وليد قائلاً : أنت تحاول بناء شخصيةٍ محملةٍ بعقدٍ نفسية كثيرة تبدو للمشاهد والمتابع سوية لأنها نتاج مجتمع ٍ فاسد ولكنك يا صديقي وبهذا العرض تبدو كمن يعكس صورة للواقع ربما ولكنك لم تظهر الحلول أو حتى الاحتمالات المنطقية لإمكانية التغيير أو التطور
وافقه مجد وأضاف ذد على ذاك أنك كتبت النص على عجالة من جهة ومن وجهة نظر متحيزة ضدك أنت نفسك إلى حد وصلت فيه للتعاطف مع مها وخلق المبررات لأفعالها
وعادت دنيا لتدلي بدلوها قائلة بعد نقاش ٍ منفرد مع ميادة :
أنت تكتب كمن يوأرخ حياة حبيبته ثم إن النص يوحي لقارئه بالنقص هناك المزيد من الصفحات لتكتمل الفكرة
جاء دوري بالكلام أو الدفاع عن نفسي :
كل ما ورد صحيحاً ولكني يا أصدقائي كنت أريد أن أرسم ملامح الشخصية شخصية مها فحسب الشخصية التي لم تناقشوها بجدية بل آثرتم جميعاً الالتفاف
-
حول المشكلة الحقيقية لإعجابكم بطريقة كتابتها أو لخوفكم من كشف جوانب الضعف فيكم أمام كم السلبيات المبررة في هذه الشخصية
لا أنتظر منكم جواباً ولن ألعب دور الادعاء العام في محكمة الواقع الآن
هذا لا ينفي أني أوافق على جل ما قلتموه ولكن ما قرأتموه لم يكو سوى مسودة رسمت فيها شخصية مها لأرصد ردات فعلكم والتي أتت كما توقعتها تقريباً
أ وتعلموا لماذا .. بكل بساطة لأننا أصدقاء نفهم بعضنا البعض
هاكم النص الحقيقي سأشرحه لكم
-
تدور أحداث المسرحية في إحدى الجامعات لتوفير كم هائل من الشباب اللائي يمثلوا محور النص البطلة مها بالشخصية التي ناقشتموها تغرم بشابٍ بعيدٍ كل البعد عن عالمه لأنه وبكل بساطة لا يملك الوقت ليفعل ما تفعل لانشغاله بالعمل كي يكسب بعض النقود التي تعينه على مصاريف الجامعة مع أنه يأخذ مصروفاً شهرياً من والده يكفيه أو لعله يزيد عن حاجياته الهامة
ولكنه وانطلاقاً من قناعته بالترفع عن الملذات بالاستغناء ولأنه وجد حلمه مبكراً متخلصاً من لعنة الملل جاد يضع لبنات صرح مستقبله لبنة بعد أخرى
أحبته البطلة لأنه الوحيد الذي لم تغريه بفتها أو بحضورها ولا حتى بغناها
ولكنها ولما احتكت فيه عن قرب بدأت تلمس تفاهة حياتها وحقارة أحلامها أمام طموحاته الكبيرة
-
فبدأت ترمي عنها أعباء ومورثات ذاك الانتداب الحضاري الغاشم أمام بل تحت أقدامه وهو يومٌ بعد يوم يرتقي بها نحو النجوم بعد أن فرش عليها أغصان سيطرته الفكرية فلم تجد عاداته تقيدها بل تحررها أكثر فأكثر إلى أن تحولت من ملكة الحفلات إلى ثائرةٍ في طابور المنقبين عن الأصول العريقة خلف أكوام الهمبرغر والماكدونالد والوجبات السريعة والمحطات الفضائية الغبية
صفق الأصدقاء للفكرة وأعجبوا بطريقة وتوقيت طرحها بعد أن قرؤوا المسرحية كاملة