اليوم مدينتنا من محافظه حلب
جرابلس جذور في التاريخ.. وأغصان تعانق الفرات
تقع مدينة جرابلس في وادي الفرات الأعلى في سورية، وهي مركز منطقة بحسب التقسيمات الإدارية في سورية، وتتبع إدارياً لمحافظة حلب. وتتمركز المدينة في أقصى شمالي سورية على الضفة اليمنى لنهر الفرات عند دخوله الأراضي السورية.
وهي مدينة حدودية، تقع مباشرة جنوب الحدود السورية التركية عند الطرف الشرقي لمرتفع كلسي يدعى "جبل علي"، الذي يرتفع إلى (400)م عن سطح البحر، في حين يبلغ ارتفاع المدينة (367)م فوق سطح البحر، وتحيط بالمدينة من الشمال والجنوب مسيلات مائية تنحدر نحو الشرق باتجاه نهر الفرات, وتبعد مدينة جرابلس (118)كم عن مدينة حلب, و(42) كم عن مدينة منبج, وهي ذات أهمية تاريخية إذ شيدت قلعة " كركميش " في جنوبها
وهذا الموقع الفريد أهّل مدينة جرابلس لتكون حاضرة شاهدة على ماض عريق لمدينة أثرية قديمة كانت عاصمة للدولة "الحثية" في الألف الأول قبل الميلاد، إذ تلامس أطراف المدينة الشمالية المقدمات الجنوبية لمدينة "كركميش" التاريخية الجاثمة أطلالها في الأراضي التركية، إذ تشاهد هذه الأطلال بوضوح من مدينة جرابلس، ومن جسرها الذي يقع بالقرب من مدخل الفرات للأراضي السورية، والذي يعدّ واحداً من أهم ستة جسور مقامة على نهر الفرات في الأراضي السورية.
وهو جسر خشبي تحمله طوافت على سطح الماء و يعرف باسم "الجسر الحربي "ليس بعيداً عن المدينة أيضاً، يقع "تل الغنيمة" الأثري المعروف بتل العمارنة إذ يرتفع لنحو (30)م، وتجري فيه تنقيبات أثرية منذ عام 1993.وإلى الشرق من مدينة جرابلس الحالية بنحو كيلومترين،
تقع قرية جرابلس تحتاني ذات البيوت الطينية المتواضعة، وإلى الشمال من هذه القرية (بينها وبين مدينة جرابلس وبين نهر الفرات) يقع تل أثري على لضفة الغربية للنهر يدعى "تل جريبيس تحتاني"، ويناظره على الضفة الشرقية من النهر تل أثري يدعى " تل شيوخ فوقاني "
الجسر الحربي
وقد تطورت مدينة جرابلس في العصر الحديث من بلدة صغيرة عام (1908)م إلى مدينة، إذ لم يكن عدد سكانها يتجاوز بضع مئات عندما أنشئت سكة حديد حلب– بغداد، وبعد الاستقلال ومع توسع زراعة القطن وتطور أنظمة الري تزايد عدد سكانها وشهدت هجرات كثيفة من المناطق المجاورة، وقد وضع للمدينة مخطط تنظيمي حديث، وأصبحت تعد مركزاً تجارياً وزراعياً مهماً في تلك المنطقة, إذا يبلغ عدد سكانها نحو /81340 / نسمة , ومن أهم المزروعات (القمح, الشعير,
القطن, وأشجار: الفستق الحلبي, الزيتون, وأشجار الكرمة "والمساحة المزروعة بالقمح والشعير تقدر بحوالي (29500) هكتار, و(840)هكتار مزروعة بالقطن.
الجامع الكبير
إضافة إلى الأنشطة الأدبية المختلفة وأهمها مهرجان "كركميش" الثقافي.