انتشرت على مدار السنوات الماضية عبر شبكة الإنترنت وفي العديد من وسائل الإعلام شائعة تقول أن العالم سينتهي في 21-12-2012!! وكلما اقتربنا من هذا التاريخ كلما زادت وتيرة هذه الإشاعات للدرجة التي اعتدنا فيها مشاهدة الأفلام والكتب والروايات التي تتحدث عن هذه النهاية الوشيكة للعالم!
ووصلت حمى نهاية العالم للدرجة التي دفعت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لنفي هذا الأمر بشكل رسمي وتخصيص صفحة على موقعها للإجابة عن التساؤلات التي أثارتها هذه الزوبعة!


يبدو الأمر سخيفاً لنا كمسلمين لأن الله -سبحانه وتعالى- أخبرنا في أكثر من آية بالقرآن الكريم أن الساعة لن تأتينا إلا بغتة كما قال في سورة محمد ” فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها“. لكن بما أن الشائعة انتشرت لهذه الدرجة التي تنبئ بازدياد حاملةً ثوب العلم والمنطق، وجدت أن الأفضل هو الإجابة عليها بنفس الرداء الذي ارتدته وهو العلم والمنطق.
لذا سنحاول من خلال هذا الموضوع الذي يتكون من جزأين إلقاء الضوء على إشاعة نهاية العالم في 2012، مستعرضين الأدلة التي ساقها المؤيدون ثم مستعرضين الأدلة المعاكسة التي ساقها المعارضون.
ولنبدأ الحكاية من البداية..


بدأت القصة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي عندما انتشرت شائعة تتحدث عن وجود كوكب غامض في المجموعة الشمسية، اكتشفه السومريون قديماً وأطلقوا عليه اسم “نيبيرو Nibiru”. هذا الكوكب يدور حول الشمس دورة كاملة كل 3600 سنة، وتقول الأسطورة أن هذا الكوكب سيمر بين الأرض والشمس في العام 2012، ويتسم هذا الكوكب بقوة مغناطيسية كبيرة ستتسبب في زلازل وفيضانات هائلة وتغييرات مفاجئة تقضي على أغلب سكان الكرة الأرضية! (يظن البعض أنه كان السبب في طوفان نوح –عليه السلام-!!)
ظهرت هذه النبوءة للمرة الأولى على يد الكاتب زيشاريا زيستيشن Zecharia Sitchin الذي نشر كتاباً عن الكوكب الحادي عشر، يقول فيه أنه حصل على وثائق سومرية تتحدث عن هذا الكوكب، ثم أكد البعض هذه المعلومة بعد اكتشاف ناسا لكوكب غامض سمته الكوكب X في العام 1983، وقال الكثيرون أنه الكوكب نيبيرو الذي اكتشفه السومريون!
فكانت أخبار هذا الكوكب بمثابة الحجر الذي أُلقي في بحيرة راكدة!
فقد التقت هذه المعلومات بظهور معلومة أخرى تتعلق بحضارة المايا. حيث كانت المايا من أعظم الحضارات الإنسانية التي اشتهرت بحساباتها الفلكية الدقيقة، وبراعتها في بناء المدن وتخطيطها (لنا حديث عن أحد مدنهم الأسطورية قريباً)، واشتهرت تلك الحضارة ببنائها للأهرامات والأبنية المدهشة:


وكانت أحد الإنجازات الهامة التي ابتكرها شعب المايا هي وضعهم لتقويم المايا، وهو عبارة عن سلسلة من الجداول الرياضية التي تتنبأ بالكوارث الجوية والأحداث الفلكية. ليس بناءاً على أساطير وخرافات، بل بناءاً على حسابات رياضية دقيقة!

لكن ما علاقة هذا التقويم بموضوعنا؟
أن هذا التقويم سينتهي في 21-12-2012! حيث يرى شعب المايا أن البشر يعيشون في دورات تمتد 5126 سنة، وبما أن اول ظهور لآخر سلالة من سلالات الإنسان كان في 3114 سنة قبل الميلاد (حسب اعتقادهم)، ستكون نهاية دورتهم الحالية في العام 2012!
ولم تنتهي الحكاية هنا، بل زادت سوءاً حين أعلنت ناسا أوائل العام الماضي عن إعصار شمسي قوي للغاية في العام 2012، قد يتسبب في أضرار تصل لترليونات الدولارات!!
وبعد كل ما سبق، اكتشف بعض هواة الفلك من مستخدمي الكومبيوتر أن برنامج Google Earth الشهير يُظهر منطقة سوداء في مكان معين من السماء

والغريب أنه ليس برنامج Google Earth فقط، بل كل البرامج التي تعرض صوراً للسماء!
النتيجة واحدة: مستطيل فارغ قال عنه مؤيدون نظرية نهاية العالم أنه مكان الكوكب نيبيرو الغامض، وأنه تم التعتيم على هذه المنطقة بأمر من الحكومة الأمريكية لإخفاء الحقيقة عن الناس!
انتشر على شبكة الإنترنت ايضاً بجانب هذه المعلومات، عدة صور لبعض الهواة، تُظهر وجود كوكب أو جرم سماوي قريب من الشمس،

استخدم مؤيدو نظرية نهاية العالم هذه الصور أيضاً للدلالة على صدق ادعائهم بأن هناك ما يتم إخفاؤه عن البشرية جمعاء!
وبهذه الصورة نختتم تلك الإطلالة السريعة على أهم النقاط التي يستند إليها مؤيدو فكرة نهاية العالم في 21-12-2012، فأين هي الحقيقة في كل ما سبق؟!!
إذا كانت ناسا قد أعلنت بالفعل عن وجود كوكب غامض في العام 1983 فلماذا تنكر أنه نيبيرو؟!
وإذا كانت الحضارة السومرية حضارة عظيمة بالفعل، فكيف يمكن أن يخطؤوا في ادعاء هذا الكوكب؟!
وكذلك حضارة المايا. ألم يشتهر المايا بالفعل بتفوقهم في علم الفلك والرياضيات، ونجحوا في وضع تقويم استطاع توقع العديد من الأحداث الكبرى بالفعل، فلماذا لن يصدق تقويهم في هذا الحدث؟!
ولماذا تخفي جوجل وميكروسوفت هذا المكان المجهول في برامجها؟!
وما قصة تلك الصور التي تظهر كوكباً آخر بجوار الشمس؟!!