أول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يقام فى ألمانيا معرض حول الزعيم أدولف هتلر. المعرض يصور الطاغية" هتلر" كإنسان، ويبحث عن سر إعجاب الألمان بحقبته ، ويظهر الناحية الشعبية فيه، إذ كان هتلر أول زعيم يستخدم إمكانيات عصره التقنية، مثل الميكروفون والراديو والسينما - لترسيخ مكانته.

ويعتقد منظم المعرض، كلاوس يورجن زيمباخ (من مواليد 1933) أن نوعا من تقسيم العمل كان سائدا بين زعماء النازية الثلاثة، أى بين "الفوهرر" هتلر وبين القائد العام للقوات المسلحة هيرمان جورينج، ووزير الدعاية يوزف جوبلز.

ويصف زيمباخ أجواء المهرجانات الشعبية التى كانت تنظم لهتلر بقوله "فى البداية كان هتلر هو المتحدث وكان ينبح كالكلب. وبعد ذلك يتبعه جورينج الذى كان قائدا شعبيا، يعلن فى الحروب مثلا عن توزيع بطاقات للحصول على السلع بأسعار مدعومة. وعندئذ كان جوبلز يعتلى المنصة ويبدأ فى الخطابة بلغته الراقية وكلماته المنتقاة".

ويتذكر زيمباخ أن خطابات جوبلز كانت تترك دائما أثرا عميقا عليه وهو طفل."كان هتلر محبوبا من بعض الناس لأنه كان إنسانا عاديا مثلهم"، يقول زيمباخ، ويضيف "وكان جورينج بطلا حربيا فى أعين الجنود، أما غوبلز فكان الخطيب المفوه فى نظر المثقفين".

ويحفل المعرض البرلينى بالصور والمقتنيات التى تصور هتلر فى كافة مراحل حياته، مرة كإنسان عائلي، وأخرى كحاكم طيب يعمل من أجل الألمان الخيرين، ويقود الآخرين إلى مصيرهم ، كما يطلع الزائر على الرسائل والصور وخطابات التهنئة التى أرسلها أطفال إلى الزعيم هتلر.