ربما يكتب التاريخ يوما أننا كنا نعيش معتركا صعبا

هجمة ثقافية وافدة غازية مغرضة دبرها أصحاب العولمة منذ عام 1953

وأول من كتب عنها من علماء الغرب صاحب كتاب تشكيل العقل الحديث " كرينتون "

وكان مبشرا بأنه سيأتى اليوم الذى يغرقنا فيه الغرب بوسائل حديثة : السيارات الفارهة والكوندشن والكاسيت والتلفاز والماكينات .......

ويقول

حينئذ سيؤمنون بنا ويتخلون عن كومفوشيوس وبوذا ، حقا لم يذكر محمدا صلى الله عليه وسلم لأنهم توقعوا - وكان توقعهم صائبا - أن آسيا غير العربية ستكون أسبق احتكاكا وتحضرا ، ولذا قال كومفوشيوس وبوذا .

وجاءت العولمة مسلحة بثورة التكنولوجيا وثورة المعلومات والانفجار المعرفى ، وكما أرادوا صار الكوكب قرية كونية .

راهنوا على انقراض حضاراتنا ، وضربوا المثل بأفريقيا وزوال ثقافتها ولغاتها " كما يذكر ذلك فلوريان كولماس " فى كتابه اللغة والاقتصاد ".

نعمل فى معترك صعب

رهاننا اليوم على البقاء : ولذا نحاول استعادة الانتماء والثقة بالنفس وبالتراث والتاريخ والدور العظيم الذى لعبته حضارتنا فى تنوير العالم ، ومن ثم يمكننا أن نعود كسابق عهدنا .


واستعادة قيم حضارتنا : الوفاء والعطاء والتراحم والتضحية ، وهى لا تعود إلا من خلال مربية الأجيال " الأم " تعود كما كانت معين ونبع القيم ، يرضعها الصغير حنانا ودفئا وعطاء وتضحية .

ولذا كان تركيز العولمة على اقتلاع المرأة من تراثها ،

رحم الله المفكر الكبير الذى رثيته بقصيدة - سادرجها هنا " عبد الوهاب المسيرى ، عاش هناك عمرا وعاد ليقول : المرأة سلعة ، وألعوبة ، وعليها تقوم صناعات وأسواق فى الغرب . يريدوننا أن نفقد صمام بقاء ثقافتنا التى تنتقل عبر الأجيال من خلال الأمهات حارسات القيم والتقاليد والترابط .

لعلكم معى طالعتم فى الشهر الماضى إسلام عاملات بالإعلام الانجليزى وما الذى سقنه سببا فى إسلامهن . ولعلكم قبلى عرفتم بإسلام أخت زوجة تونى بلير ، قلنها صراحة : الخواء الروحى وحياة العبث ، وأنهم وجدن فى الإسلام ضالتهن .

أطفالنا وشبابنا بحاجة إلى عين ساهرة .

من خلال الحب والحنان وحده ترضع القيم وتتشربها النفس فتصبح يقينا واعتقادا .

ليتكم تبحثون تحت عنوان تغيير الاعتقادات وترون ما يدبر لنا عبر نصف قرن .

دمتم ترعاكم عين الله