أكثر من 300 طفل مريض بالتهاب القصيبات الشعرية هم نزلاء مستشفى الأطفال بدمشق يوم أمس، ومثل هذا الرقم أقل أو أكثر يتكرر يومياً منذ نحو الشهر، فهو مرض موسمي ولكنه أكثر قسوة هذا العام من سابقيه بحسب توضيح مشرف الإسعاف في المستشفى عدنان حسن.

يعج قسم الإسعاف بعشرات الأطفال من مختلف الأمراض ويفد يومياً إلى المستشفى قرابة 800 طفل بإصابات مرضية مختلفة بحسب إحصائيات مكتب القبول، وينتظر أكثر من 135 طفلاً على أمل خلو حاضنة ليدخلها من يرأس جدول المكوث في الطابق الثاني المخصص للإقامة المؤقتة.


أسرة المشفى لم تعد تتسع ففي الطابق الثاني هناك 38 سريراً فقط وبذات الوقت هناك 150 نزيلاً وفدوا يوم أمس، وهنا بيّن مشرف الإسعاف أن المشكلة لا يمكن معالجتها بهذه الإمكانات المتاحة حيث تعاني المستشفى بحسب تصريحه لـ«الوطن» من نقص كبير بالكوادر الطبية والتمريضية، والمساحات الضيقة فمن غير المنطقي -وهو يحصل- أن توضع ستة أسرة في غرفة مخصصة لاثنين أو ثلاثة فقط وهذا يحدث فقط في مستشفى الأطفال بدمشق وبين حسن أن المشافي بالعالم أجمع لا يمكن أن تعمل ضمن هذه الظروف من الضغط الكبير الذي يعانيه المستشفى حيث يفده أطفال من جميع المحافظات وبأعداد كبيرة ورغم منع المرافقين إلا في حالات الضرورة تجد أن الغرف ملأى بالناس من مرضى ومرافقين، وهذا يمنع الطبيب من التركيز على عمله وكذلك حال الممرضات.
إحالات من مستشفيات الصحة وخاصة المجتهد ومن مستشفيات التعليم العالي وخاصة المواساة تصل كل يوم بمعدل 30 إلى 40 إحالة لأطفال إلى مستشفى الأطفال لعدم وجود مساحة في تلك المستشفيات أو لعدم وجود حاضنة ولكن الكارثة أن جميع حواضن الأطفال ملأى، والمنافس رغم عددها الكبير إلا أنها بالكاد تفرغ واحدة، مع العلم أن عددها في العناية المشددة يصل إلى 14 والحواضن منها 23، وجميعها ملأى بنسبة 100%.
كل يوم كسابقه أو يقل قليلاً أو يزيد عدد النزلاء قليلاً ولكن الواقع يزداد صعوبة مع زيادة أعداد الأطفال النزلاء ما دفع المستشفى إلى إضافة أسرة في غرف معدة لاستيعاب 38 سريراً ليصل العدد إلى 60 وهو رقم خيالي بحسب حسن الذي أوضح أن التصميم للمستشفى كان ليستوعب عدداً محدداً كمشفى تعلمي ولكن الواقع تجاوز جميع المقاييس التي وضعت في السابق، فالمزيد من الأطفال يأتون كل يوم ولا أحد يعرف المخرج الأفضل من هذا المأزق الذي يعانيه مستشفى الأطفال بسبب كثرة المرضى وقلة الأدوات والمساحات والكوادر التمريضية والطبية ففي قسم الإسعاف لا يزيد عدد الممرضات على 15 منهن ست في الصباح والبقية توزعت على المناوبات المسائية المختلفة، وفي قسم الإقامة العدد لا يتجاوز 11 فقط، خمس في الصباح والبقية للمناوبات المسائية.
وهذه الحالة عامة بوجود مرض التهاب القصيبات أو دونه فالازدحام ووجود خمسة أطفال على سرير واحد أو أربعة ووجود 9 أطفال في غرفة مخصصة لثلاثة أو ستة أمر اعتيادي في المستشفى الذي يضم كمقيمين 36 طبيباً فقط من مختلف السنوات وستة أطباء مشرفين فقط، ويعاني بحسب رئيسة الممرضات ومشرف الإسعاف من نقص في الكوادر ورغم وجود شواغر إلا أن لا أحد يتقدم بسبب عدم وجود امتيازات للعاملين فيه، وهنا طالب الجميع ممن قابلتهم «الوطن» بتوسيع رقعة الامتيازات من موازنة المستشفى التي تأتي من خلال القسم الخاص مع العلم أن المستشفى تحول منذ فترة إلى مستشفى مأجور بنسبة 40%.
وفي الختام لا يشكل المرض الموسمي المتمثل بالتهاب القصيبات الشعرية مشكلة بالمعنى الصحي على الأطفال فهو مرض يستمر مدة أسبوع ومن ثم ينحسر بحسب توضيح مشرف الإسعاف عدنان حسن ولكن المشكلة الرئيسية أنه يحتاج لعناية فقط ومساحة جيدة فهو مرض معد مثل الإنفلونزا، ولذا يجب أن يتم العزل ولو بالحدود الدنيا وهذا أمر مستحيل في ظل ظروف مستشفى الأطفال اليوم.