أنا وفنجان قهوتي


في كل مساء في الجو الماطر

والغائم في

ضوء القمر وعتم الليل

في وقت هبوب الريح

في وقت

دخول سكون اليوم

إلى شرفه منزلنا

وأنا لازلت أجالس

ذاك الليل وصديقه أيامي

القهوة السوداء

لكن اليوم يداهمني شيئ

لم يخطر لي في بال

اليوم شعوري لا اقدر تميزه

ولا حتى تمييز

الألوان

اليوم القمر يمزق عتم

الليل

والريح تداعب أغصان

الأشجار

أمطار الأمس لازالت

في كل الطرقات

واتى فنجان القهوة

كالمعتاد

لكن القهوة غيرت الأشياء

أصبحت أرى

أجساد واسمع أصوات

غناء

وأحس باني في وادي

الأشباح

فالقهوة هذا اليوم

تغير فيها العنوان وحتى

وجه الفنجان

الوجه الأسود للقهوة

قد غاب

وحل به الهذيان أو

أني سكران

وكيف القهوة تسكر أعصاب

الإنسان

وأنا الآن أخاف لمس

الفنجان

فرأيت الليلة سيدتي عائمةٌ

في الفنجان

فهل هذا فعلاً أم أني

سكران

منذ زمان ٍ لم أقربْ كاس

الخمر

فكيف سكرت وما هذا

الهذيان

والله رأيت النور بهذا

الفنجان

ولازلت أرى وجهك يضحك

لي ويلوح لي

وأنا يجتاحني خوفٌ من

هذا الفنجان

والآن أعيد حساباتي

في نوع البن

ومصدر تلك النار

وبحثت عن مصدر

صنع الفنجان

فوجدته ذات البن وذات

الفنجان

والركوة والنار هما لا زالا

نفسهما

يا رب ألهمني مامصدر ذاك

الوجه يعوم بهذا

الفنجان

وصرخت بأعلى الأصوات

وكان الناس نيام

أفاقوا ماهذا المجنون يحاكي

فنجان

وهل يعقل أن أمراه تسكن

فنجان

اذهب يا ولدي واشرب

قهوتك السوداء

كي تصحوا من هذا

الهذيان

ورجعت لفنجاني ولوجه

معذبتي

هي لازالت عائمة فوق

الفنجان

وبعد ضياعي ومرور الوقت

ألاحظُ أن القمر

هو من يسكن هذا

الفنجان

فنسيت بأنك سيدتي

قمر ي كل مساء

وجه البدر هو من كان

يساكن ذاك

الفنجان

تعودت دوماً أن أراك

بوجه القمر

سألتها ما الذي انزل القمر

ليسكن وجه القهوة

قالت

هذا اشتياقي

يا حبيبي


((بقلمي ودي لكم ))