يوفر مركز الإرشاد الوظيفي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فرصة للباحثين عن العمل من مختلف الشرائح العمرية والعلمية والمهنية ليتمكنوا من معرفة المهن والوظائف المناسبة لهم وتزويدهم بمعلومات عن اتجاهات العرض والطلب في سوق العمل.
وقالت عفراء سليمان المنسقة الإعلامية لبرامج الوزارة مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي إن المركز هو أحد برامج سوق العمل الفعالة التي تنفذها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع البرنامج والذي تم افتتاحه في 24 تشرين الثاني 2010 من خلال تقديم حزمة من الخدمات تبدأ بمساعدة طالبي العمل على استكشاف قدراتهم وميولهم باستخدام الاختبارات والمقاييس المهنية.

وأضافت سليمان إنه يتم تزويد الباحثين عن العمل بمهارات كتابة وتقديم السيرة الذاتية وتقديم نصائح حول إجراء مقابلات العمل وكيفية خوض المفاوضات واتخاذ القرارات المهنية الصائبة انتهاء بمساعدتهم في البحث المباشر عن فرص العمل المتوفرة في السوق من خلال استخدام قسم الموارد في المركز.
بدورها بينت الدكتورة هلا رزق المديرة الوطنية لمشروع تأسيس مركز الإرشاد الوظيفي إن المركز الذي مقره دمشق هو الأول من نوعه في سورية يتعامل مع جانبي العرض والطلب في سوق العمل ويساعد في التقليل من الفجوة بينهما ويمثل أحد التدخلات المساعدة على معالجة مشكلة أساسية في سوق العمل وهي ضعف قنوات الاتصال بين جانبي العرض والطلب هذا الضعف الذي يولد شكلا من أشكال البطالة يعرف بالبطالة الاحتكاكية أي البطالة الناتجة عن ضعف الاحتكاك والتواصل بين طرفي عملية التشغيل لافتة إلى أن الدراسات الاقتصادية تظهر أن إحدى مشكلات سوق العمل في البلدان النامية هي ضعف قنوات الربط والاتصال بين جانبي العرض الباحثين عن العمل والطلب أصحاب العمل.
وأوضحت رزق أن الباحثين عن العمل لا يعرفون ما هي القنوات التي يتوجب عليهم سلوكها لمعرفة ما يتوفر من فرص عمل وتقتصر قنوات التوظيف على الإعلانات في بعض الصحف العامة أو المتخصصة أو على الوساطة الشخصية عن طريق المعارف أو الأصدقاء أو الأقرباء كما أنه لا تتوفر لدى الباحثين عن عمل معلومات عن التوجهات القائمة في سوق العمل وعن أبرز فرص العمل المطلوبة في السوق أو عن المهارات والخبرات اللازمة لشغلها كما لا تتوفر المعلومات لديهم أيضا عن مصادر التدريب وأنواع التدريب والمهارات الملائمة التي تنقصهم.

وقالت إن مشكلة ضيق قنوات الاتصال المؤسسية بين العرض والطلب يعاني منها جانب العرض أيضا حيث أن أصحاب العمل ليس لديهم قنوات تضمن لهم الحصول على الموارد البشرية المؤهلة المتناسبة مع حاجاتهم الأمر الذي يفرض عليهم اللجوء للقنوات غير المؤسسية لتأمين احتياجاتهم من الكوادر والموظفين.
وأضافت أن مركز الإرشاد الوظيفي يعمل على تعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات العامة والخاصة والأهلية العاملة في مجال تقديم خدمات العمل من إرشاد وتدريب وتشغيل إضافة إلى تعاونه مع أصحاب العمل في مختلف المؤسسات لتشجيعهم على المشاركة في نشاطات المركز من تأهيل وتدريب وإرشاد واعتماد المركز كقناة للإعلان عن وظائفهم الشاغرة عبره وكمصدر لتزويده بالموارد البشرية المؤهلة.
وأوضحت رزق أن المركز صمم ليكون أحد البرامج والتدخلات الفعالة لتسهيل وتوسيع إمكانية حصول الباحثين عن العمل على فرصة عمل مناسبة فهو لا يقدم الحل لمشكلة البطالة وإنما يساعد الباحث عن العمل على إيجاد فرصة العمل الأنسب له والمرجح نجاحه فيها وذلك عبر الإرشاد والمساعدة على استكشاف قدراته وميوله وبناء المهارات اللازمة.
من جهته قال المشرف الإداري في المركز سلوان باشا إن المركز يضم كادرا وطنيا تم تأهيله بشكل تخصصي إضافة إلى بناء مهاراتهم في التقييم المهني والسلوكي والتواصل الفعال لافتا إلى أن المركز يوفر جلسات إرشاد فردية وجماعية من خلال تنفيذ ورشات عمل حول كتابة السيرة الذاتية إضافة إلى إرشاد الباحثين على كيفية استخدام بيانات بنك الأعمال (غرفة الموارد) الموجودة في المركز.
ولفت باشا إلى أنه يتم العمل حاليا على التشبيك بين المركز وكافة الجمعيات العاملة في مجال تدريب رواد الأعمال ومراكز التدريب وأصحاب العمل إضافة إلى تنظيم يوم حوار بين صاحب إحدى الشركات مع الباحثين عن عمل لإطلاعهم على آلية اختيار الموظفين في الشركة مشيرا إلى أنه يتم التحضير ليوم تجربة بهدف تعريف مجموعة من طالبي العمل على الواقع العملي والتشغيلي في الشركة عن قرب.
تقرير وائل حويجة