نشأة هذا العلم:
في نهاية السبعينات كان ريتشارد باندلر وهو عالم رياضيات, وجون جريندر وهو عالم فلفسة شهير قد بدأا فعلا في التحدث عن اكتشافات مبهرة في طريقة التعامل مع عقل الإنسان للسيطرة على مشاعره وأحاسيسه.وكان العالمان جريندر وباندلر قد جمعا فلول هذا الفن من عدة أشخاص , ربما كان أبرزهم دز ميلتون أريكسون (الذي كان مشلولاً ماً), وهذا ما ساعده في ملاحظة اللغة ودورها في التأثير على نفسية الإنسان وجسمه.كما كان الشخص الآخر الأكثر أهمية والذي أنشأ كل تلك الحركة التنموية هي العالمة النشطة والداهية في ذكائها فرجينيا ساتير التي ركزت على عمق المدرسة الإدراكية في علم النفس , والتي تنص على أن التغيير السلوكي ينطلق من تغيير مفهوم الإنسان وقناعاته الداخلية .وكانت ساتير هي الأكثر تأثيراً في نشأة هذا العلم, كما شارك في التأسيس لهذا العلم علماء آخرون أبرزهم :
العالم الانكليزي وجوجري باتيسون وعالم اللغويات الشهير نعوم تشومسكي والعالم الألماني فرتر بيرلز وغيرهم....
البرمجة اللغوية العصبية في الوطن العربي:
كانت البدايات متواضعة جداً في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بدأها د. محمد التكريتي, والدكتور نجيب الرفاعي , والدكتور صلاح الراشد والذي أخذ هذا العلم من مدرسة جون سيمور في بريستول , وهو صاحب الكتاب الأول والأشهر في البرمجة اللغوية العصبية ( الإيجابية ) ومن مؤسسي العلم المشاهير, ثم جاء الدكتور ابراهيم الفقي الذي عقد مجموعة من البرامج في هذا الاختصاص . وتوالت الدورات حتى عام 1999 -2000 م حيث تخرجت مجموعة كبيرة من الشباب والشابات من قبل هؤلاء المدربين ومن قبل مدربين أجانب في أمريكا وبريطانيا وصار كثيراً منهم يدرس هذا الفن في أنحاء الخليج وبعض البلدان العربية الأخرى ...


مشاهير العالم في هذا الفن:
ومن أبرز المختصين في هذا العلم في العالم : ربوبرت ديلتز صاحب كثير من المؤلفات وأشهرها مجلد دليل ال nlp .
كما وضع نظريات وتدريبات كثيرة جداً مثل تمارين ديزني في الإبداع وغيرها, وتميز ديلتز بالذات في البرمجة والصحة.
وعمل كل من جوديث ديلوزر والعالمان باندلر وجريندر سنوات طويلة في هذا الميدان أسهمت في تطوير العمل , وشاركت ديلتز في مؤلفاته وأبدعت نظريات وتمرينات كثيرة منها المولد الجديد للسلوك.

وايضاً هناك العالمان ستيف وكونايري أندريز ومعروفان بالزوجين آندريز , رافقا باندلر كثيراً وألفا أول كتاب في البرمجة اللغوية العصبية من كلام باندلر وتدريباته اسمه غير عقلك في عام 1979 م .
وطورت كونايري , دكتورة علم النفس تمرينات معروفة اليوم ب ctp أي عملية التغيير الجوهري , التي تعطى عادة للمراحل المتقدمة من المتدربين في البرمجة.
ثم جاء ستيف جاليجان وهو دكتور نفسي متميز في تطوير العلم وعلاقته بالتنويم والإيحاء .
ثم جون سيمور: وهو صاحب أول كتاب رسمي في البرمجة اللغوية العصبية (مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية) ثم الكاتب المتميز جون مكديرمت الذي أطلق مجموعة من الكتب أهمها :

البرمجة والتسويق, البرمجة والتدريب , والبرمجة والمبيعات, والبرمجة والإدارة....الخ
وأيضاً مجموعة كبيرة أخرى انكليزية, أمريكية اشتهرت فيما بعد , منهم مكينا المتميز في طرح التنويم وعلاقته في البرمجة اللغوية العصبية.
الافتراضات المسبقة لهذا الفن:
لابد أن نذكر في البداية بعض التفاصيل عن هذا الفن. إن لدى هذا الفن ما يسمى بالافتراضات المسبقة وبها تصح التطبيقات, وهذه بعضها 1- الخارطة ليست الواقع:
وهي أول الافتراضات وتعني أن ما في عقلك ليس بالضرورة الحقيقة, فما تعتقده عن شخص أو مكان أو زمان قد لا يكون صحيحاً دائماً.


2- وراء كل سلوك سلوك قصد إيجابي:
ومراد هذا الافتراض أن الإنسان دائماً يملك مقاصد إيجابية حتى ولو كانت التصرفات خاطئة, فلو افترضنا شخصاً مثلاً يسرق, فما نيته الإيجابية ؟!
نسأله : مالذي جعلك تسرق ؟ فقد يقول: لكي أعيش أو أسدد ديوني أو أستغني أو أتمتع...الخ. وهذه كلها نوايا إيجابية ومقبولة , فكل إنسان له حق العيش والغنى وتسديد الديون والتمتع. وعلى المعالج النفسي والمتصل القوي أن يبحث دائماً عن النوايا الإيجابية
ثم يجتهد لتوفيرها بأفضل الطرق التي لا تؤدي إلى ضرر أكبر له وللآخرين .
3- الأكثر مرونة الأكثر تحكماً :
وتعني أن الجزء الأكثر مرونة في النظام يتحكم في النظام كله ! فمقود السيارة يتحكم فيها ..
وفي الحديث الشريف : " ما خير النبي بين أمرين إلا اختار أيسرهما , مالم يكن إثماً"
4- لا فشل...فقط تجارب وخبرات:
هذه افتراضية جليلة تنص على أن الحياة تجارب وليست فشلاً أو نجاحاً, وإن الذين يجتهدون يخطئون لكنهم يستمرون فينجحون, أما الذين لا يجتهدون لا يخطئون ولا يصيبون! والفشل أولى خطوات النجاح, وهذه الافتراضية تجعل من ممارس العلم يستمر في الاجتهاد حتى يصل إلى هدفه ...
5- إذا كنت تعمل الذي تعمله دائماً فستحصل على النتائج نفسها :
وهذا يعني أنك إذا لم تحصل على ما تريده فيجب أن تغير الوسيلة للوصول إلى ما تريد, وهذه الافتراضية تنسجم مع افتراضية الليونة وإن كانوا جميعاً يتناغمون.
6- إذا كان شخص آخر يستطيع فعله, فأنت حتماً تستطيع فعله:
نحن جميعاًُ تقريباً نملك نفس القدرات ونفس الجهاز العصبي, لذا فإن ما يستطيع فعله إنسان يستطيع فعله إنسان آخر, فقط لو علم طريقته للوصول لما هو عنده.

النجاح على طريقة البرمجة اللغوية العصبية (الإيجابية):
يتحقق النجاح هنا باجتماع الأركان الثلاثة له:
1) تحديد الهدف:
من غير تحديد الهدف لا يعلم الشخص أين يذهب وكيف يحدد اتجاهه, فلابد من تحديد الهدف أولاً, ولفن البرمجة طرق قوية في تحديد أهداف الإنسان في حياته, وهذا ما سنتناوله في حديثنا عن الهدف في المقالات التالية, ولعل اشهر طريقة في تحقيق الهدف هي طريقة (pacer ) , وملخصها :
أولاً- positive أي إيجابي: وتعني صياغة الهدف بطريقة إيجابية مثل تحقيق ربحية بقدر 1000 دينار زيادة شهرياً, وليس التغلب على القلق مثلاً, ويجب أن يكون الهدف إيجابياً عن طريق تحقيق شيء وليس الابتعاد عن شيء .
ثانياً- achievementأي إنجاز: يجب أن يكون هناك شيئ ينجز ويقاس, لا يصلح أن تقول إني أريد أن أكون قوياً أو ثقتي عالية فهذا لا يقاس .
يجب أن تعرف القوة والإيمان وتحولهما إلى أمور يقاس ويمكن أن تعرف إذا كنت قد أنجزت بعدها أم لا.
ثالثاً-conectأي محتوى . والمقصود محتوى وتفاصيل ما تريد من خلال الصورة والصوت والأحاسيس المطلوبة.
رابعاً- ecologyأي البيئة. والمقصود بعد ذلك أن تراجع شرعية هذا الأمر بالنسبة لك, هل يؤثر في علاقتك مع ربك؟ الآخرين ؟ نفسك؟ في أشخاص آخرين؟

خامساً- resources أي المصادر. وتعني أن تفكر وتعد المصادر التي تحتاجها الآن ومستقبلاً للوصول إلى هدفك.
2) التطبيق: وذلك من خلال تنفيذ ما يجب تنفيذه من الخطة التي أعدت وقت تحديد الهدف.
3)
الاستعداد للتغيير: أن تكون لديك المرونة في تغيير هدفك إذا صعب تحقيقه أو التعديل عليه أو على أقل حال تغيير الوسائل الموصلة له.



يتبع ..