أويس القرني
أويس القرني هو القدوة الزاهد سيد التابعين في زمانه أبو عمرو أويس بن عامر ابن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني، وقرن بطن من مراد
وفد على عمر وروى قليلا عنه وعن علي
روى عنه يسير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عبد رب الدمشقي وغيرهم حكايات يسيرةما روى شيئا مسندا ولاتهيأ أن يحكم عليه بلين وقد كان من أولياء الله المتقين ومن عباده المخلصين
عفان ( م ) حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال لما أقبل أهل اليمن جعل عمر رضي الله عنه يستقرئ الرفاق فيقول هل فيكم أحد من قرن فوقع زمام عمر أو زمام أويس فناوله أو ناول أحدهما الآخر فعرفه فقال عمر ما اسمك قال أنا أويس قال هل لك والدة قال نعم قال فهل كان بك من البياض شيء قال نعم فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربي قال له عمر استغفر لي قال أنت أحق أن تستغفر لي أنت صاحب رسول الله فقال عمر إني سمعت رسول الله يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته، فاستغفر له ثم دخل في غمار الناس فلم ندر أين وقع قال فقدم الكوفة قال فكنا نجتمع في حلقة فنذكرالله فيجلس معنا فكان إذا ذكر هو وقع في قلوبنا لا يقع حديث غيره، فذكر الحديث هكذا اختصره م حدثنا ابن مثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتاده عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى اتى على أويس فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم ( قال فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم ) قال الك والدة قال نعم قال سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي قال فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها قال أكون في غبرات الناس أحب إلي قال فلما كان من العام المقبل حج رجل من اشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال تركته رث الهيئة قليل المتاع قال سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال استغفر لي قال لقيت عمر قال نعم قال فاستغفر له قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة وكان كل من رآه قال من أين لأويس هذه البردة ( م ) حدثنا محمد بن مثنى حدثنا عفان حدثنا حماد عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير عن عمر سمعت رسول الله يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم. قال ابن المديني هذا حديث بصري.
قلت تفرد به أسير بن جابر ويقال يسير بن عمرو أبو الخباز بصري روى عنه ابنه قيس وأبو إسحاق الشيباني وابن سيرين وأبو عمران الجوني قال ابن المديني أسير بن جابر من أصحاب ابن مسعود سمعت سفيان يقول قدم أسير البصرة فجعل يحدثهم فقالوا هذا هكذا فكيف النهر الذي شرب منه يعنون ابن مسعود قال علي وأهل البصرة يقولون أسير بن جابر واهل الكوفة يقولون ابن عمرو ويقال يسير وقال العوام بن حوشب ولد في مهاجر النبي ومات سنة خمس وثمانين
أبو النضر م حدثنا سليمان بن المغيرة ( عن ) أبي نضرة عن أسير ابن جابر عن عمر سمع رسول الله يقول خير التابعين رجل يقال له أويس وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته لا يدع باليمن غير أم له فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال عمر فقدم علينا رجل فقلت له من أين أنت قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قلت فمن تركت باليمن قال أما لي قلت أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قالت نعم قلت فاستغفر لي قال أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر لي وقلت له أنت اخي لا تفارقني قال فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال فجعل رجل كان يسخر بأويس بالكوفة ويحقره يقول ما هذا منا ولا نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا وكذا فقال كأنه يضع شأنه فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس فقال عمر أدرك فلا أراك تدركه قال فأقبل ذلك الرجل حتى دخل على أويس قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه عادتك فما بدا لك قال سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر ما سمعته من عمر لأحد قال نعم فاستغفر له قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره في الكوفة قال فدخلت عليه فقلت يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال وانملس مني فذهب
وبالإسناد إلى أسير بن جابر قال كان بالكوفة رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحد يتكلم به ففقدته فسألت عنه فقالوا ذاك أويس فاستدللت عليه وأتيته فقلت ما حبسك عنا قال العري قال وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قلت هذا برد فخذه قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن هذا البرد قال فجاء فوضعه فأتيت فقلت ما تريدون من هذا الرجل فقد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسي أخرى وآخذتهم بلساني فقضي أن أهل الكوفة وفدوا على عمر فوفد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر ما ها هنا رجل من القرنين فقام ذلك الرجل فقال عمر إن رسول الله ص قال إن رجل يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غيرأم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع لدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال عمر فقدم علينا ها هنا فقلت ما أنت قال أنا أويس قلت من تركت باليمن قال أما لي قلت هل كان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قال نعم قلت استغفر لي قال يا أمير المؤمنين يستغفر مثلي لمثلك قلت أنت أخي لا تفارقني فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال وجعل الرجل يحقره عما يقول فيه عمر فجعل يقول ماذا فينا ولا نعرف هذا قال عمر بلى إنه رجل كذا فجعل يضع من أمره فقال ذاك رجل عندنا نسخر به فقال له أويس قال هو هو أدرك ولا أراك تدرك فأقبل الرجل حتى دخل عليه من قبل أن يأتي أهله فقال أويس ما كانت هذه عادتك فما بدا لك أنشدك الله قال لقيت عمر فقال كذا وقال كذا فاستغفر لي قال لا أستغفر لك حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي ولا تذكر ما سمعت من عمر إلى أحد قال لك ذاك قال فاستغفر له قال أسير فما لبث أن فشا حديثه بالكوفه فأتيته فقلت يا أخي ألا أراك أنت العجب وكنا لانشعر قال ما كان في هذا ما أتبلغ به إلى الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله فلما فشا الحديث هرب فذهب
ورواه أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة وفي لفظ أو يستغفر لمثلك وروى نحوا من ذلك عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه وزاد فيها ثم أنه غزا أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا أبو سعد الكنجروذي أنبأنا أبو عمرو الحيري حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا مبارك بن فضالة حدثني أبو الأصفر عن صعصعة بن معاوية قال كان أويس بن عامر رجلا من قرن وكان من أهل الكوفة وكان من التابعين فخرج به وضح فدعا الله أن يذهبه عنه فأذهبه الله قال دع في جسدي منه ما أذكر به نعمك علي فترك له ما يذكر به نعمه عليه وكان رجل يلزم المسجد في ناس من أصحابه وكان ابن عم له يلزم السلطان يولع به فإن رآه مع قوم أغنياء قال ما هو إلا يستأكلهم وإن رآه مع قوم فقراء قال ما هو إلا يخدعهم وأويس لايقول في ابن عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سببه وكان عمر يسأل الوفود إذا هم قدموا عليه من الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك فقال هل تعرفون أويسا قال ابن عمه يا أمير المؤمنين هو ابن عمي وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت قال ويلك هلكت ويلك هلكت إذا قدمت فأقره مني السلام ومره فليفد إلي فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد فرأى أويسا فلم به فقال استغفر لي يا ابن عمي قال غفر الله لك يا ابن عم قال وأنت فغفر الله لك يا أويس أمير المؤمنين يقرئك السلام قال ومن ذكرني لأمير المؤمنين قال هو ذكرك وأمرني أن أبلغك أن تفد إليه قال سمعا وطاعة لأمير المؤمنين فوفد عليه فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت اللهم دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك قال وما أدراك يا أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر قال أخبرنا رسول الله أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي فيدع له ما يذكر به نعمه عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له فاستغفر لي يا أويس قال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال وأنت غفر الله لك يا أويس بن عامر قال فلما سمعوا عمر قال عن النبي ص قال رجل استغفر لي يا أويس وقال آخر استغفر لي يا أويس فلما كثروا عليه انساب فذهب فما رؤي حتى الساعة. هذا حديث غريب تفرد به مبارك بن فضالة عن أبي الأصفر وأبو الأصفر ليس بمعروف
معلل بن نفيل حدثنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن سالم عن أبيه عن جده قال رسول الله ص يا عمر إذا رأيت أويسا القرني فقل له فليستغفر لك فإنه يشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر بين كتفيه علامة وضح مثل الدرهم. أخرجه الإسماعيلي في مسند عمر ومحمد بن محصن هو العكاشي تالف
أنبئت عن أبي المكارم التيمي أنبأنا أبو علي المقرىء أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صص به وأوصى به. إلى أن قال في الترجمة: ورواه الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابع عليها وما رواه أحد سوى مخلد بن