تتمة العصر العباسي ]

[ تتمة خلافة الراضي بالله ]

الحمد لله العدل
حكاية عن بجكم تدل على دهاء وفكر

حكى أبو زكريّا يحيى بن سعيد السوسي قال: لمّا ترسّلت بين بجكم وبين ابن رائق أشرت على بجكم بأن لا يكاشف ابن رائق فسألنى عن السبب الذي من أجله أشرت عليه بذلك فقلت:
« لأنّ بغداد في يده والخليفة معه والرئاسة ولأنّ الجيش معه كثير والأعمال والأموال في يده والمال في يدك قليل وعدّة من معك يسير. » فقال لي:
« أمّا كثرة رجاله فهم جوز فارغ قد خبرتهم وعرفتهم وما أبالى كثروا أم قلّوا وكون الخليفة معه لا يضرّنى عند أصحابي. فأمّا ما توهّمته من قلّة المال معي فليس الأمر فيه كما ظننته وقد وفيت أصحابي استحقاقاتهم وما لأحد عليّ منهم مطالبة وفي صناديقى معي مال يستظهر به، فكم تظنّ مبلغه؟ » قلت: « لا أدري. » فقال: « على كلّ حال. »
فقلت: « مائة ألف درهم. » فقال: « غفر الله لك معي خمسون ألف دينار لا أحتاج إليها. » قال: فقلت له:
« أنت أعلم وما تختار. » قال: فلمّا هرب ابن رائق وملك بجكم قال لي يوما:
« أتذكر وقد قلت لك إنّ المال معي كثير وظننت أنّه مائة ألف درهم فعرّفتك أنّه خمسون ألف دينار؟ » فقلت: « نعم. » قال: « أفتدري كم كان بالحقيقة معي؟ » قلت: « لا. » قال: « خمسين ألف درهم. » قلت: « هذا يدلّ على أنك لم تثق بي ولم تصدقني. » قال: « لا ولكنّك صاحبي ورسولي فكرهت أن تعلم صحته في القلّة فيضعف قلبك وإذا ضعف قلبك ضعف كلامك فيطمع ذلك فيّ خصمي وأردت أن تمضى إليه بقلب قويّ فتخاطبه بما ينخب قلبه ويضعف نفسه. » وفي هذه السنة تغلّب اللشكري بن مردى على أذربيجان وهذا غير اللشكري الذي تقدّم خبره، وكان أوجه من ذاك وأكبر مرتبة وكان من أصحاب وشمكير وخليفته على أعمال الجبل. فجمع مالا كثيرا ورجلا وخلّف صاحبه وسار إلى أذربيجان ليستولى عليها. وكان بها يومئذ ديسم بن إبراهيم فجمع ديسم عسكرا كثيرا من الأكراد وأصناف أخر وأحرز سواده في بعض الجهات وأقبل إلى اللشكري فواقعه دفعتين في مدّة شهرين وانهزم ديسم فيهما جميعا.
واستولى اللشكري على بلاده إلّا أردبيل فإنّ أهلها أجلاد ولهم بأس شديد وهم حملة سلاح ومدينتهم محصّنة بسور وهي قصبة أذربيجان ودار المملكة. فراسلهم اللشكري ورفق بهم ووعدهم الإحسان فأبوا عليه لما كان عندهم من أخبار الجيل ومعاملتهم أهل همذان وغيرها بأنواع الألم.
فحاصرهم اللشكري وطالت الحرب بينه وبينهم إلى أن تمكّن طائفة من أصحابه يوما من السور فصعدوه ونقبوا أيضا عدّة نقوب فيه وفتحوا الباب وتمكّنوا من الدخول وأدركهم الليل.
ذكر إضاعة حزم من اللشكري بعد هذه الحال حتى هرب وقتل أكثر أصحابه

إنّ اللشكري لمّا تمكّن من أردبيل سكنت نفسه إلى الظفر وأشفق أن ينتهب البلد وتذهب الأموال عن يده وعن أيدى أصحابها. فرأى أن ينصرف إلى معسكره وكان على ميل من البلد فيبيت ثم يصبح فيدخل المدينة نهارا.
فلمّا فعل ذلك بادر أهل المدينة إلى سدّ تلك الثلم وإحكامها وأغلقوا الأبواب وعاودوا الحرب، فتحيّر اللشكري وعلم أنّه فرط حين لم يدخل المدينة ليلا أو يوكّل بالثلم من يحفظها. وأقبل قوّاده عليه يلومونه ويستعجزونه فلم يكن عنده إلّا الاعتراف بالخطإ.
وبادر أهل المدينة برسلهم إلى ديسم يعرّفونه الصورة ويشيرون عليه بالمبادرة في يوم يعيّنه حتى يخرجوا لمحاربته ويكبّ ديسم من ورائه فتمّت لهم الحيلة وأقبل ديسم في ذلك اليوم بجموع كثيرة من الصعاليك والأكراد وخرج أهل المدينة بزيّ الديلم معهم التراس والزوبينات وهم نحو عشرة آلاف رجل فصافّهم الحرب وخرج ديسم من ورائه فحمل عليهم فانهزم أقبح هزيمة وقتل أصحابه مقتلة عظيمة وذهب نحو موقان محروبا مسلوبا ليس معه كراع ولا سلاح.
فخرج إليه اصفهبذ موقان ويعرف بابن داولة متلقيا فأضافه مع قوّاده فشكره اللشكري وسأله أن يقيم بضيافة أصحابه إلى أن يمضى هو إلى بلده - وكانت بينه وبينها مسيرة أربعة أيّام - فيستخرج ذخائره ويخرج معه ابنه وأخاه ويجمع الرجال فأجابه ابن داولة. ومضى اللشكري مخفا وعاد سريعا ومعه ابنه وابن أخيه وألف رجل من أحداث الجيل مستظهرين بالسلاح والآلات، وعطف على أذربيجان طالبا ديسم وساعده ابن دلوله الاصفهبذ في أصحابه. فهرب ديسم وعبر نهرا يقال له: الرس وماؤه شديد الجرية وأخذ المعابر إلى الجانب الذي حصل فيه. ونازله اللشكري مقيما بازائه مدّة لا يصل إليه فاجتمع إليه ابنه وابن أخيه وأحداث الجيل وجميعهم سبّاح لأنّ بلادهم على شاطئ البحر وأعلموه أنّهم تتبّعوا هذا النهر من أعلاه إلى أسفله فوجدوه على ثلاثة فراسخ من معسكرهم موضعا منه ساكن الجرية واستأذنوه في المخاطرة والعبور فأذن لهم. فصاروا إلى الموضع ليلا ومعهم جماعة من البوقيّين بتراسهم وأسلحتهم وزحفوا إلى عسكر ديسم وضربوا بالبوقات وقتلوا نفرا فانهزم ديسم واستولى الجيل على أموالهم وسوادهم واستغنوا بما حصل لهم وتمّ الظفر للشكري.
وقصد ديسم وشمكير وهو بالريّ فأعلمه ما جرى عليه من اللشكري وأنّه قد تمكّن من أذربيجان وطابقه ابن دلوله اصفهبذ موقان وأنّ بلاد الجيل قريبة منه والاستمداد سهل عليه وأنّه لا يلبث أن يقصد الريّ وينازعه إيّاها ويلتمس منه عسكرا من الجيل والديلم ليكون بإزاء اللشكري وأصحابه، وواقفه أن يجمع إليه من الأكراد وغيرهم عشرة آلاف رجل فرسانا وأن يقوم بنفقة العسكر يوم دخوله الخونج وهو أوّل حدود أذربيجان من ناحية الريّ وأن يقيم الخطبة على منابر أذربيجان كلّها ويحمل إليه في كلّ سنة مائة ألف دينار خالصة ويردّ إليه العسكر الذي يجرّد معه بعد فراغه من أمر اللشكري. فلمّا سمع وشمكير ذلك أهمّه هذا الخطب واستجاب ديسم إلى كلّ ما يلتمسه وأخذ كلّ واحد منهما على صاحبه العهد والميثاق بالوفاء وابتدأ بتجريد العسكر.
فإلى أن يتكامل ذلك ورد الخبر بوفاة ابن داولة الاصفهبذ وخلق كثير من أصحابه بعلّة الجدري وأقام بقية أصحابه مع اللشكري فأنفذ اللشكري بقائد كبير من أصحابه يقال له: بلسوار بن ملك بن مسافر وهو ابن أخي محمّد بن مسافر اللشكري إلى نواحي الميانج - وهي تجرى مجرى الثغر - بينه وبين وشمكير وأمره أن يحفظ الطرق ويتتبّع المجتازين ويفتشهم ويقرأ كتبهم تحرّزا واستظهارا. فلم يلبث بلسوار أن ظفر بفيج معه كتب من قوّاد عسكر اللشكري إلى وشمكير بالاعتذار إليه من دخولهم في طاعة اللشكري وإنّهم إنّما دخلوا معه وعندهم أنّه على طاعتهم وأنهم إن رأوا راية من راياته قد أقبلت إليهم انحازوا إليها وصاروا بأجمعهم عليه. فلمّا وقف اللشكري على هذه الكتب طواها وستر خبرها.
وورد عليه انفصال ديسم عن الريّ في عسكر وشمكير مع حاجبه الشابشتى فركب إلى الصحراء وجمع قوّاده وعرّفهم إقبال العسكر إليه وأنه يتخوّف أن يشتغل بحرب الجيل والديلم فيأتيه ديسم من ورائه ويجرى الأمر كما جرى في وقعة أردبيل وأنّه قد عزم أن يرحل بهم إلى بلاد الأرمن فيغزوهم ويستبيح أموالهم ويبعد عنهم إلى الموصل وديار ربيعة فإنها بلاد كثيرة الغلّات والأموال واسعة والرجال بها قليل. فساعدوه على ذلك ورحل بهم إلى أرمينية وأهلها غارّون. فنهبهم واستباح أموالهم ومواشيهم وسبى خلقا كثيرا وانتهى إلى زوزان وفي يده وأيدى قوّاده من المواشي التي غنموها شيء كثير لا ينضبط ولا يعرفون مبلغها وقد وكّلوا بها الرعاة فكانوا يخرجونها إلى مسارحها بكرة ويردّونها عشية إلى معسكرهم.
وكان بالقرب من زوزان قلعة للأرمن فيها عظيم من عظمائهم يقال له: أطوم بن جرجين وهو قريب لابن الديراني ملك الأرمن. فسأل اللشكري بمراسلة لطيفة أن يكفّ عن الأرمن فإنّهم معاهدون يؤدون الأتاوة وأطمعه في مال يحمل إليه صلحا فأجابه إلى ما طلبه.
ذكر حيلة تمت لهذا الأرمني على اللشكري حتى قتله ومعظم أصحابه

كان هذا الأرمنيّ عرف سرعة ركاب اللشكري وخفّته وأنه يقدم بلا روية ويتسرع بلا تدبير. فكمن كمينا على جبلين بالقرب من موضعه الذي كان معسكرا فيه بينهما مسلك مضيق، ثم دسّ إلى المواشي التي معه جماعة من الأرمن حتى قتلوا رعاءها واستاقوها في ذلك المضيق وهرب بعض الرعاء إلى اللشكري مجروحا فصادفه خارجا من الحمّام في سوق زوزان فأخبره الخبر، فسار لوقته وأخذ ذلك الراعي بين يديه ليدلّه على الطريق وليس معه إلّا ستّة نفر من غلمانه أخذهم فتح اللشكري - وهو أحد قوّاد السلطان بمدينة السلام وقد شاهدته - وكان موصوفا بالبسالة والشجاعة وراسل باقى أصحابه في العسكر أن يلحقوه.
ذكر اتفاق حسن اتفق لفتح هذا الغلام حتى سلم وحده من القتل

اتّفق أن غمزت دابّة كاتبه لما قضاه الله من سلامته فنزل لينظر ويصلح حافرها فسبقه اللشكري ولم يعرج عليه ومضى مع الخمسة النفر الذين بقوا معه، فوصل إلى المضيق قبل أن يلحقه أصحابه الذين استدعاهم من المعسكر وولج الموضع فلمّا توسّطه ثار إليه الكمناء فقتلوه والغلمان الذين معه وأخذوا رؤوسهم وأسلابهم وتركوا جثثهم ومضوا.
ثم وصل العسكر إلى الفتح هذا الغلام وتبعوا اللشكري، فلمّا رأوا جماعتهم عرفوهم فانصرفوا معتزلين واجتمع أهل عسكره فعقدوا الرئاسة لابنه لشكرستان وتقرر الرأي بينهم ليحرزوا سوادهم وأثقالهم وغنائمهم من ورائها ويرجعوا إلى بلد أطوم بن جرجين فيدركوا ثأرهم منه ويأتوا عليه قتلا ونهبا.
ذكر حيلة تمت عليهم ثانية حتى قتلوا بأجمعهم إلا نفر يسير جدا وذلك لقلة احتراسهم من المضائق وجهلهم المسالك واغترارهم بالشدة

كان أطوم بن جرجين بثّ جواسيسه ليعرف أخبارهم واطّلع على هذه العزيمة منهم فسبقهم بأن رتب على رؤوس الجبال في طريقهم جموعا من الأرمن يرمونهم بالحجارة وكان طريقهم من هذه الجبال على موضع عرضه نحو خمسة أذرع وعلى يسرته الجبل وعن يمينه نهر عظيم جار والمهوى إليه أكثر من مائة ذراع. ووقف الأرمن متمكّنين على هذا الموضع وسار أطوم بنفسه من قلعته في نفر فكمن على طريق المضيق حتى ان أفلت انسان منهم أوقع به.
فلمّا انتهى الجيل والديلم إلى ذلك المضيق أرسلوا عليهم الحجارة فكانت الصخرة تأتى فتصدم الراكب والمركوب والرجّالة والبهائم والجمال فلا يمتنع منها شيء ويسقطون إلى النهر ويتلفون.
فترجّل قوم من الفرسان ودخلوا من قوائم الدوابّ فربّما سلم الواحد بعد الواحد. فهلك في ذلك الموضع أكثر من خمسة آلاف رجل وسلم جماعة لشكرستان فيمن سلم ومضى بمن معه إلى ناصر الدولة وهو بالموصل لائذين به فنزلهم بشيء من الأرزاق يسير فاختار بعضهم أن يقبض نفقة وينصرف عنه واختار بعضهم أن يقيم مع لشكرستان فأمّا الذين قبضوا النفقات فأخذوا جوازات وانحدروا إلى واسط لاحقين ببجكم. وأمّا الباقون فإنّهم كانوا خمسمائة رجل فجرّدهم ناصر الدولة مع ابن عمّه أبي عبد الله الحسين بن حمدان من أذربيجان لمّا أقبل إليها ديسم الكردي. وكان ديسم هذا من قوّاد ابن أبي الساج وكان أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان مقلّدا من قبل بن عمّه أبي محمّد الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة أعمال المعاون بأذربيجان.
وفيها اختصّ قاضى القضاة أبو الحسين عمر بن محمّد بالراضى بالله حتى حلّ محلّ الوزراء وصار الراضي يشاوره في الأمور ويدخله في التدبير ويصل إليه مع عبد الله بن عليّ النفرى خليفة الوزير الفضل بن جعفر ولا ينفذ أمرا إلّا بعد مشورته.
وفيها قصد الراضي بالله وبجكم معه ديار ربيعة والموصل
ذكر السبب في ذلك

كان السبب في ذلك انّ ناصر الدولة أخرّ ما اجتمع عليه من مال الحمل الذي كان في ضمانه للموصل وأخرّ مال الضياع التي في عمله بخدمة الراضي بالله فكان الراضي مغيظا عليه، فاجتمع رأيه مع بجكم على قصده.
ودخلت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة

فلمّا كان يوم الثلاثاء لثلاث خلون من المحرّم خرجا وأقام الراضي بتكريت ونفذ بجكم إلى الموصل في الجانب الشرقي من دجلة. فتلقّته زواريق أنفذها ناصر الدولة فيها دقيق وشعير وحيوان هدية إلى الراضي.
فأخذها بجكم وفرّق ما فيها على حاشيته وأصحابه وفرّغها وعبر فيها إلى الجانب الغربي وسار حتى لقي ناصر الدولة بالكحيل وجرت بينهما وقعة وانهزم فيها أصحاب بجكم. ثم حمل بجكم بنفسه على ناصر الدولة حملة حقّق فيها فانهزم وتبعه بجكم ولم ينزل الموصل إلى أن بلغ نصيبين.
ومضى ابن حمدان على وجهه إلى آمد وأقام بجكم بنصيبين وكتب إلى الراضي بالله بالفتح. فلمّا ورد كتابه بالفتح على الراضي بالله سار من تكريت يريد الموصل وكان مسيره في الماء.
وكان قبل ورود كتاب بجكم بالفتح قد لحق القرامطة الذين مع الراضي بتكريت مضايقة في أرزاقهم فانصرفوا مغضبين إلى بغداد. فلمّا وصلوا إليها ظهر ابن رائق من استتاره ببغداد وانضمّوا إليه. ويقال: إنّ انصرافهم من تكريت كان بمراسلة منه إليهم ومكاتبة في اجتذابهم.
وورد الخبر بذلك مع طائر إلى تكريت فخاف الراضي أن يسرى إليه ابن رائق والقرامطة فيأخذونه فخرج من الماء مبادرا وركب الظهر وسار إلى الموصل ودخلها ومعه عليّ بن خلف بن طناب كاتبه وهو قلق من ابن رائق.
ولمّا بلغ الحسن ابن عبد الله بن حمدان انصراف بجكم من نصيبين سار من آمد إليها. فانصرف عنها وعن أعمال ديار ربيعة من كان خلفه بجكم فيها من قوّاده وصاروا إلى الموصل وحصلت ديار ربيعة في يد ابن حمدان فزاد ذلك في قلق بجكم. وأخذ أصحاب بجكم يتسلّلون ويخرجون من الموصل إلى بغداد حتى احتاج بجكم إلى أن يسدّ أبواب دروب الموصل ويحفظ أصحابه وزاد ذلك في اضطراب بجكم إلى أن قال:
« حصلنا على أن يكون في يد الخليفة وأمير الأمراء قصبة الموصل فقط. » وأنفذ بن حمدان - قبل أن يتصل به خبر ابن رائق وظهوره ببغداد - أبا أحمد الطالقاني الذي كان أسره إلى بجكم يلتمس الصلح ويبذل أن يقدّم خمسمائة ألف درهم معجلة.
فلمّا ورد الرسول وأدّى الرسالة فرّج عن بجكم وفرّج بأن ابتدأه بنو حمدان بمسألة الصلح وكان فكر في تسليم الموصل إليه والانحدار لدفع ابن رائق. فبادر وركب من وقته إلى الراضي وعرّفه ما ورد به الطالقاني واستأذنه في إمضاء الصلح. فامتنع الراضي لشدّة غيظه على ابن حمدان.