ملحق من كتاب البداية والنهاية لابن كثير ""وقد روي من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبي صلى الله عليه وسلم ; كان [ ص: 189 ] النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم في طست ، فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه ، فقال له : لا تمسك النار إلا تحلة القسم ، وويل لك من الناس ، وويل للناس منك وفي رواية أنه قال له : يا عبد الله ، اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه ، فلما رجع قال : ما صنعت بالدم ؟ قال : عمدت إلى أخفى موضع علمت فجعلته فيه . قال : فلعلك شربته ؟ قال : نعم . فقال : لا تمسك النار إلا تحلة القسم ، ويل للناس منك ، وويل لك من الناس فكانت تلك القوة التي به من ذلك الدم """
"""وقد ذكرنا أنه شهد مع عبد الله بن أبي سرح قتال البربر ; وكانوا في عشرين ومائة ألف ، والمسلمون عشرين ألفا ، فأحاطوا بهم من كل جانب ، [ ص: 194 ] فما زال عبد الله بن الزبير يحتال حتى ركب في ثلاثين فارسا ، وسار نحو ملك البربر ، وهو منفرد وراء الجيش ، وجواريه يظللنه بريش النعام ، فساق حتى انتهى إليه ، والناس يظنون أنه ذاهب في رسالة إليه ، فلما فهمه الملك ولى مدبرا ، فلحقه عبد الله بن الزبير فقتله ، واحتز رأسه ، وجعله فوق رمحه ، وكبر وكبر المسلمون ، وحملوا على البربر فهزموهم بين أيديهم ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا ، وغنموا مغانم كثيرة جدا ، وبعث ابن أبي سرح بالبشارة مع عبد الله بن الزبير """
"""