مدينتي جريحة...
ماعدت أسمع حوارات...
وما عدت أرى جدلا...
والمشاعر لا أحد يعجب بها...
لقد أزالوا كل جميل من عقل مدينتي...
أصبحت مهملة مدينتي...
مشيت في ربوعها وكأني أشهد عالم جديد...
الموت الفج يمس القلب قبل الروح...
وأصبحت مثلي هذه المدينة...
لا تعرف دورها في هذه الحياة...
ولا تعرف لماذا هذه الحجارة هنا...
مدينتي هي مدينة عربية...
من سماء عربية...
من أرض عربية...
من تراب عربي...
من مياه عربية...
من عالم عربي...
من أم عربية...
من أب عربي...
كانت كبيرة وشعاعها في أعماقي...
صوتها كان يجلل في أرجاء هذا العالم...
واليوم إختفى الظل...
وظهر الحزن يغسل كل شيء...
والدخان تغلغل في العيون...
والإنسان فيها يتحرك بين الحطام...
ولكن ما زال الطيبون يمشون على ترابها...
لا... نحن لسنا بعابري سبيل...
فالحب ينبض فينا...
والضلوع أطلقت كل سجين...
وهنا نصافح يد الإخاء...والمحبة...والجار...
ومدينتي بحاجة الى الراحة...
وسوف ترتاح مدينتي...
لا تزعل يا صاحبي...
فالمطر سوف يعود... والندى أيضا...
سلام يا مدينتي...