جميع المعلومات الحالية عن اعادة تصنيع النفايات الالكترونية تشير الى ان هذه الفعاليات تتم في الدول النامية بصورة اكبر من تلك التي تتم بالدول المتقدمة إلا ان الدراسات لم تتطرق الى الفروقات الاقتصادية بين الدول مع الافتراض أن الأثر السلبي لهذه الاعمال في تأثيرها على البيئة والصحة يكون كبيرا في كلتا الحالتين. كما ان افتراض اعادة التصنيع خير من رمي النفايات الالكترونية على الأراضي ليس بالامر المقنع عندما يكون الناتج عن هذه الممارسات عمالا ملوثين ومرضى صحيا. فضلا عن مكبات النفايات المكشوفة وحرقها بالعراء كما هو مشهود في الدول الآسيوية. فبينما تعد عملية اعادة تصنيع المواد الضارة من أهم مسببات التلوث البيئي قد تكون هذه الممارسة من اشد الكوارث في مناطق العالم التي يقل فيها مستوى الوعي وتنعدم فيها البنية التحتية التي يسعها التعامل مع مثل هذا النوع من القضايا.
مع هذه المؤشرات الخطيرة فقد جرت التقديرات على ان 11% من اجمالي انتاج عام 1998م من الحاسبات الآلية تم اعادة تصنيعها بما فيها تلك التي تم ارسالها خارجيا ويتوقع ان ترتفع النسبة بمعدل 18% سنويا. وبذلك يكون حجم الحاسبات الآلية التي تم اعادة تصنيعها في العام 2002م قد بلغ 75 ،12 مليون حاسب آلي (تشمل الشاشات ولوحات المفاتيح). وتجري قطاعات العمل الكبرى وكبار مصنعي الأدوات الحديثة عمليات اعادة التصنيع بصورة أكبر من القطاعات الصغيرة. حيث تمثل القطاعات الكبيرة 75% من الاجمالي العام.
غياب الرقابة
ظهرت في الآونة الاخيرة بعض الوحدات لاعادة تصنيع النفايات الالكترونية في الولايات المتحدة خاصة في ولاية كاليفورنيا وبعض الولايات الاخرى وتتركز هذه الوحدات في السجون. وتعتبر هي الأقل ثمنا مقارنة بالحلول الأخرى لمشكلة النفايات الالكترونية. وستشغل وحدة جديدة في سجن «أتواتر» الفيدرالي بولاية كاليفورنيا مساحة تبلغ 000 ،50 قدم مربع وتوفر نحو 350 وظيفة لمعالجة هذه المشكلة التي تعاني منها كاليفورنيا كثيرا منذ ان منع قسم السميات والتحكم رمي الانابيب التي تحتوي على اشعة الكاثود على مكبات النفايات. ونسبة لقلة أجور الأيدي العاملة المحلية اقتنع اصحاب العمل في حقل اعادة التصنيع المحليين بعدم امكانية المنافسة حيث يتوجب عليهم مراعاة صحة وسلامة السجناء الذين يعملون وسط المكونات الضارة التي تحتويها الشاشات والمكونات الاخرى فلجأ هؤلاء الى تصدير هذه المكونات الى الدول النامية تحت دوافع أهمها:
رخص الايدي العاملة 50 ،1 دولار باليوم في الصين.
غياب الرقابة والنظم الوظيفية في تلك الدول.
يعد تصدير النفايات الالكترونية السامة مشروعا في الولايات المتحدة رغم عدم قانونيته عالميا.
أضرار النفايات الالكترونية
من المعروف أن النفايات الإلكترونية تحتوي على كميات كبيرة من المكونات السامة والضارة كالرصاص والكادميوم المكون الأساسي للوحات الدوائر فضلا عن أكسيد الرصاص وأنابيب أشعة الكاثود بالشاشات وبطاريات الكمبيوتر كما نجد الزئبق في لوحة المفاتيح والشاشات المسطحة وكلوريدات البيفنيل التي تحتويها كل من المكثفات والمحولات إضافة إلى اللهب البرومي الذي ينتج عن حرق لوحات دوائر الطابعات والأغطية البلاستيكية وكلوريداتالبيفنيل.
إضافة إلى الأضرار العامة المتمثلة في تلوث المياه والهواء هناك أضرارخطيرة تتخلل عملية إعادة التصنيع وتنتج عن النفايات الإلكترونية وخاصة إذاكانت سعيا وراء الربح المادي فقط. ومن بين هذه الأضرار المخاطر تلك التي تتواجد بشكل كبير في مكونات الأجهزة الإلكترونية:
المكونات الخطرة الرصاص. ونسبة لمكوناته الخطيرة تم إصدار قرار عام 1970م بوجوب تنقيته من الوقود نسبة لتأثيره المباشر والخطير على الجهاز العصبي والدورة الدمويةوالكلى وجهاز المناعة لدى الجسم البشري فضلا عن أثره السلبي على النمو العقلي للأطفال.
ويتركز الرصاص في الأجهزة الإلكترونية على كل من لوحات التحكم وشاشات (58 أرطال بالشاشة الواحدة) وبطاريات الكومبيوتر ولوحات الطابعات.
عنصر الكادميوم. من العناصر الفلزية ذات التأثير الخطير على جسم الانسان عند ترسبه على الكلى والجهاز البولي. ويتركز هذا العنصر على مقاومات الشرائح وعلى المكثفات وعلى رقائق التوصيل الصغيرة. ويتواجد الكادميوم بشكل كبيرعلى انابيب اشعة الكاثود.
الزئبق. يعمل على تحطيم الأعضاء الداخلية وخاصة الدماغ والكلى ويؤثر سلبيا على تكوين الجنين. وينتج عن اختلاط الزئبق بالماء ميثالين الزئبق الذي يترسب داخل الأعضاء الحية بكل سهولة ويتركز على السلسلة الغذائية وخاصة الأسماك.
وتشير الدراسات أن 22% من الاستهلاك السنوي للزئبق يتم عبر المعدات الكهربائية والإلكترونية والأجهزة الطبية والهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار.
وازداد استعمال الزئبق بصورة كبيرة مؤخرا بعد تطوير شاشات العرض الحديثة والمسطحة التي ظهرت لتحل محل أنابيب الكاثود التقليدية.
عنصر الكروم. الذي يخترق الخلايا بسهولة لسهولة تشربه ويعمل على تحطيم الحمض النووي. ويعد من اكثر العناصر تهديدا للبيئة. وتزن الادوات البلاستيكية التي تحتوي على عنصر الكروم نحو 8 ،13 رطل في الكومبيوتر. و26% من هذه المواد البلاستيكية تحتوي على كلوريد البوليفنيل.
الأمراض المزمنة
عنصر الباريوم. ويستخدم لحماية مستخدمي الحاسبات الآلية من الإشعاعات. وأشارت الدراسات إلى إن التعرض للباريوم لفترة قصيرة يؤدي إلى أورام المخ وضعف عضلات الجسم ويعمل على إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة. البيرليوم. وهو عنصر فلزي نادر وموصل جيد للحرارة
والكهرباء لذا يدخل في مكونات الحاسب الآلي وخاصة في اللوحة الأم (Motherboard) والمقابض. وتم تصنيف البيرليوم مؤخرا ضمن مسببات سرطان الرئة.
وذلك من خلال استنشاق ذراته أوبلوغها الجسم بأي صورة ما. كما يؤدي تعرض العمال للبيرليوم بشكل مستمر ومباشرإلى الإصابة بأمراض جلدية مزمنة فضلا عن الأمراض التي تعرف بأمراض البيرليوم المزمنة وهي التي تصيب الرئة.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن الأمراض المصاحبة للبيرليوم قد تظهر حتى بعد مرور وقت طويل على التعرض إليه.
السرطانات
الأحبار. تحتوي النفايات الإلكترونية على حاويات بلاستيكية مليئة بالأحبار الملونة والسوداء. تتكون هذه الأحبار من اخطر العناصر وهو الكربون المسبب الرئيسي لامراض الجهاز التنفسي والسرطان حسب تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان. كما تحتوي هذه الأحبار على معادن ثقيلة.
الفسفور وملحقاته. وهي مكونات عضوية كيميائية ومعلومات أضرارها ليست معروفة بشكل شائع إلا أن سلاح البحرية الأمريكي أبان بعض الأضرار التي يسببها الفسفور وحذر من المساس بحطام ألواح الفسفور نظرا لما تحتويه من سميات.
تدمير الدول الفقيرة
أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الولايات المتحدة تغض الطرف عن تصدير النفايات الالكترونية هي وبعض الدول الصناعية الغنية انها استفادت من هذا الأمر كثيرا. وما زال حتى هذه اللحظة الوجهة الوحيدة لهذه النفايات هي دول آسيا الناميةرغم أن القدر الكبير لهذه النفايات السامة يصدر عن الدول الغنية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)