ـ ليس الآن ,فأنا أشعر بالبرد والجوع ,سأراك مرة ًأخرى ..ثق بي أنا أصنع قدري بيدي "قالها وهو يطلق ضحكة ًساخرة".
أحس أن هنالك شيئاً غريباً يربطني ,يشدني إلى ذاك الشاب ..لا أدري ما هو..!
ربما لأنه يحب فيروز والقهوة العذراء كما أحب ,لا بل هناك ما هو أكبر من ذلك.
أو لأنه دخل مملكتي ولملم ذكرياتي حتى صار جزءً منها..لا أدري ..هنالك شيء أكبر لا أعرف ما هو ولكني أحس به .
ثم أ هو الفضول وحدّه يدفع بي لأتشوق لسماع تلك القصة ..
يالا هول الحيرة التي تلطمني بأمواجها كلما تعمقت بتلك القصة اللعينة ..
لكثرت ما سمعت عن الحب بت بأمس الحاجة لسماع صوت حبيبتي الحنون ,علّه يريحني ويبعد الحيرة عن صدري.
هاتفتها وتحدثت معها بكل شيء ممطراً إياها بعبارات الغزل والشوق لعينيها يقطر من بين أحرفي ويفوح الحب أريجاً من نبرات صوتي الملتاع إلى حدّ قالت فيه حبيبتي :
أنت مبحرٌ في الرقة هذا المساء..يا حبيبي.
أكثر من ساعتين ملّت منّا أسلاك الهاتف ولم نمل نحن ..
مرت أيامٌ عدّة وأنا أزور تلك الصومعة كل ما استطعت إليها سبيلا عبثاً إذ أحاول ,فمؤمن لم يأتي ..
وذات ليلة وفي مقهى الشموع بعد لقاء حلـّو مع فاتنتي الجميلة انتهى باضطرارها للرحيل تلبية لتحذيرات صديقتها من تأخر الوقت وتذكرتها بأن أهلها سيلحون بالسؤال عنها ..
خرجت معها و تركتني ألملم بقايا اللقاء الجميل وأنا أرشف فنجان القهوة البارد ,لكني فوجئت بمؤمن يسحب الكرسي ليواجهني على الطاولة وهو يضحك قائلاً:
ـ أشربها طاهرة ..أ لم أقل لك أني سأراك ـ أنا أفي دائماً بوعودي ـ.
ـ أنت إنسانٌ غريب الأطوار ,كيف تجلس على طاولتي بهذه الهمجية الحمقاء؟!
ـ أنا أملك الحق باحتلال أي مكان تكون فيه..."وعاد يستفزني بنفس الضحكة ".
ـ من أين جئت بهذا الحق " تغلبت على غيظي محاولاً أن أبدو هادئاً".
ـ من صداقتنا أم نسيت أننا أصدقاء..
/أحسست أنه يخفي شيئاً ما خلف تلميحاته هذه ,لم يكن صادقاً ـ أنا متأكدٌ من ذلك/
صرخ مؤمن بوجهي بطريقة تعمد فيها أن يكون همجياً: هيّ أين ذهبت
ما كان مني إلا أن التفت إليه بهدوء المحققين لأسأله : ما أدراك أني هنا؟
ـ لا يهم... المهم هل تريد سماع تتمة القصة ?
ـ "عرف كيف يستغل ادعائي باللامبالاة فأجبرني على الاستماع بصمت " يالك من ذكي حسنٌ سأسمع..
طلب فنجان قهوة وأشعل سيجارة وهمّ بالكلام: