فيصل المفضلي - مكة المكرمة



أصرّ أحد الحجاج على أن يزوج ابنته إلى أحد أفراد الكشافة الذي نجح في الجمع بين الأب وابنته بعد أن

تاها عن بعضهما فترة طويلة داخل المشاعر المقدسة.

ولرد الجميل أعلن الأب أمام الجميع أن ابنته من نصيب هذا الكشاف الشهم، وبلا أي مهر أو نفقات.

يقول مساعد القائد الكشفي أحمد الوهيبي: قدمت إلينا فتاة فَقَدت والدها الطاعن في السن، فتم

تجنيد أحد أفراد الكشافة للوقوف معها طيلة يوم التروية للبحث عن والدها، متنقلاً بها على عربة بين


منى حتى حان وقت صلاة المغرب؛ ليجد جمعًا من الحجاج ملتفّين حول حاج كبير قد أعياه التعب؛

ليكتشف منهم أن هذا الحاج قد فَقَدَ ابنته منذ الصباح الباكر من يوم التروية. ولاحظ الكشاف أن السوارة

التي بيد ذلك الحاج الشايب وعناوينها هي نفس السوارة التي في يد الفتاة التائهة؛ ليتضح أنها ابنته.


ويضيف الوهيبي: قام والد الفتاة باحتضان الكشاف، وأخذ يقبّله ويضمه إلى صدره، وأمره بأن يطلب منه

ما شاء، إلاّ أن بطل الكشافة لم يجد ما يطلبه منه، معتبرًا تلك الخدمة التي قدّمها هي من واجب

ضيوف الرحمن تجاهه، لكن والد الفتاة أصرّ إلاّ أن يقدّم له تلك الفتاة هدية له كزوجة على سنّة الله

ورسوله؛ نتيجة للعمل الإنساني الذي قدّمه لهما؛ ليجد أن ذلك الشاب يطلب منه أخذ رأي والديه، وكان

والداه قد شجّعاه على ذلك، فقال والد الفتاة أمام أفراد الكشافة إن ابنته هي من نصيب ذلك البطل

الشهم، واتّفقا على أن تكون المِلْكة عقب انتهاء موسم الحج.