هل تعلم أنك تمتلك كنزاً ثميناً؟
كثيرةٌ هي المواقف التي تمرُّ في حياتنا ونقول فيها: لو أنني أتذكر ؟
وكثيراً ما ندخل إلى مكان ما ونقول:ماذا نريد من هنا ؟
ترى لماذا تختفي المعلومات التي نريدها، في الوقت الذي نتذكر فيه معلومات وذكريات لا نريدها؟!
• ما هي الذاكرة وكيف تتم عملية حفظ المعلومات فيها؟
تجري عمليات الذاكرة وفق آلية لا شعورية تتم بدون أي تدخل قسري منا، فهي تعمل بسلاسة عالية ودقة متناهية لدرجة أن كل كلمة نتفوه بها أو أي عبارة ننصت إليها محفوظة في ذلك المخزن العظيم( الذاكرة ) متجاوزة بذلك تفاصيل الزمان ومختصرةً حدود المكان فتختزل هذه الذاكرة اللحظة الراهنة بطريقة عجيبة وسريعة في آن واحد.
• هل تعلم بأن لديك كنز ثمين ؟
لدى كل إنسان منّا كنز عظيم يمتلكه ولا يشاركه به أحد، فقد منحنا الخالق تعالى تباركت قدرته عقلاً يستطيع أن يساعد القلب على أن ينبض أكثر من 50 ألف نبضة في اليوم من دون أدنى تفكير بالأمر، ويساهم في ضخ مئات الليترات من الدم في الشرايين الدقيقة التي يصل طولها إلى مئات الأمتار، كما أنه يساعد العيون على تمييز مئات الألوان في أقل من ثوان، ويقوم بتخزين معلومات هائلة فهل تعلم بأن عقولنا قادرةٌٌ على الاحتفاظ حوالي 100بليون معلومة ؟ (وهذا الرقم يعادل ما تتضمنه دائرة معارف ) وأنها تمتلك 200بليون خلية ؟( ما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية )وعلى الرغم من عجائب خلق الله فينا إلا أننا فعلياً لا نستخدم سوى نسبة واحد بالمائة من قدرات عقولنا بينما تظل نسبة تسعة وتسعين في المائة مهملة دون استخدام، وكل ما ذكرناه غيضٌ من فيض، وبعد كل الذي عرفناه عن عقولنا ترانا هل ما زلنا غير واثقين بقدرتنا على التذكر بصورة أفضل ؟
• هل حقاً أننا نحتفظ بكل تجاربنا في ذاكرتنا ؟
قام العلماء بدراسات عديدة حول مدى قدرة الإنسان على تذكر الأحداث والتجارب السابقة التي مرت في حياته، وقد توصلوا إلى أن تحفيز الفص الصدغي يؤدي إلى سرد تجارب متكاملة كانت قد مرت في حياة الإنسان وهي غالباً ما تحتوي على معلومات شاملة من حيث تذكر ( اللون، والصوت، والحركة، والمحتوى العاطفي للتجربة)، ويذكر العالم البريطاني دايفيد بوم أن كل خلية من خلايا مخنا تعمل كمخ مصغر مسجلةً وبطريقةٍِ معقدة للغاية تجربتنا برمتها، وبقدر ما يبدو هذا الأمر خيالياً للوهلة الأولى إلا أنه يفسر لنا الذكريات الرائعة التي نراها في أحلامنا والتذكر العشوائي المفاجئ، وذكريات حاديّ الذاكرة.