فـي ظلمـة المكـان .. حـاول التعـرف عليهـاآآ .......!!!












في ظلمة المكان .. رآها فجأة أمامه
متعبة .. مستلقية على فراش من نور
حاول التعرف عليها .. اقترب منها
سألها .. ما هو اسمك سيدتي ؟


فـ أجابت :
أسماني الغزاة عبر العصور ..العصية
أجدادي أطلقوا علي اسم .. الفيحاء
أما أبنائي فينادوني .. الأبية
وما أروع عشاقي عندما يصفوني .. بـ البهية



سألها ليتعرف عليها أكثر ...
كم عمرك سيدتي ؟


قالت :
ولدت قبل تدوين التاريخ .. بتاريخ
ونطقت أحرفي الأولى .. قبل أن تنطق الأبجدية
غسلت وجهي ..بماء الحضارة
لملمت شعري .. كحلت عيوني
فكنت على الأرض .. أول صبية



قال لها بخجل ...
ولمن تنتسبين سيدتي ؟



قالت ...
نسبي يعود إلى آدم .. أبو البشرية
ذكرني الله في قرآنه .. مرات ومرات
نبيه و سيدنا محمد .. قال أني كنانته
وأنار وجهي .. عيسى ابن المجدلية
جامعي أموي .. وكنيستي مريمية
أبي قاسيون .. رافع الرأس
أمي الغوظة .. وبردى يسير من وريدي إلى وريدي
أبوابي للعز والتاريخ حكاية
وأزقتي للحضارة مدرسة

والياسمين .. لكل عاشق مني هدية
في كتب المجد .. منذ الأزل لم أغب
وفي قصص البطولة سيفي على مدى الدهر لم يتعب
فارسي مغوار .. تارة اسمه ابن الوليد
وطوراً يأتي برفقة عقبة ... أو بلال ابن الحبشية
وصلاح الدين .. في حضني نام نومته الأبدية



أبنائي كثر مباركين
منهم من يقيم في الشاغور
ومنهم من يقيم في القنوات أو الصالحية
منهم من ولد في الميدان
ومنهم من مات في العمارة و القيمرية





حاول أن يسألها أكثر
لكنه لاحظ أن بعض جراحها تنزف
ركع أمام حضرتها وبكى وجعها


ربتت على كتفه بـ حنان كعادتها وقالت :
لا تبكي يا ولدي ... لا تبكي
قم .. وأمسك بيدي لننهض معاً من كبوتنا
.........




فـ أنــــا دمشــــــق .....
بـ إذن اللــه محميــــة ...
بـ إذن اللــه محميــــة ...
بـ إذن اللــه محميــــة ...