لماذا نؤيد بشار الاسد ولا نؤيد “الثورة السورية” ؟؟ -منقول


سؤال يطرحه علينا جميع من حولنا وبعض قرأنا ومعارفنا واصدفائنا وما شاكل.. “لماذا تؤيدون بشار الاسد” و “لماذا لا تؤيدون الثورة والثوار”، “لماذا انتم تدافعون عن الاسد” و”لماذا تقفون بصف الجيش السوري الذي قتل شعبه” بحسب قولهم، “ولماذا لا تقفون مع الثوار الذين يريدون تحرير بلدهم، وهم شعب بسيط يريد الحرية”، “لماذا أنتم مع النظام السوري”. مع اننا لسنا مع النظام السوري ابداً بل مع الرئيس بشار الاسد حصراً. لماذا ولماذا و”لماذات” سنقول لماذا:
اولاً كما قلنا انافاً، لسنا من مؤيدي النظام السوري ابداً، لان هذا النظام حول سورية إلى بلد فاسد بسبب تصرفات بعض ازلامه، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر، عبد الحليم خدام، غازي كنعان، مصطفى ومناف طلاس، وغيرهم من في السلطة اليوم، روؤساء الاجهزة الامنية المخابراتية الذين حولوا البلد لامارة لهم،.. وغيرهم. نحن لسنا مع النظام الذي يمثله هؤلاء.. بل مع النظام الذي يمثله “الاسد” والذي حاول إصلاحه فعرقله هؤلاء.
ثانياً لماذا نحن نؤيد “بشار الاسد”، وهذا امر بديهي، بشار هذا الذي اتحد الشرق والغرب على محاربته هو الرئيس العربي الوحيد – كم يعلم الجميع – الذي دعم ووقف وفتح بلده للمقاومة وتنظيماتها. هو الذي دعم المقاومة اللبنانية بالسلاح والعتاد وفتح لها الطريق وساهم معها بالنصر عام 2006، وهو الذي إستضاف المقاومة الفلسطينية على ارضه، وفتح لها وطنه، وعامل الفلسطينيين في سورية، على اساس انهم مواطنون “عرب” لا يختلفون عن “السوري” بشىء، فما كان من بعض “المقاومة” إلا وان غدر به وذهب يحج في قطر.
لماذا نؤيد بشار الاسد، لانه الرئيس العربي الوحيد الذي آمن بالاصلاح، فنقل وطنه من بلد تحكمه المخابرات ولا يسمح بأن يكون فيه معارضة، إلى بلد أصبح بإمكانك ان تنتقد الحكومة والنظام على التلفزة، وسمح بوجود المعارضة الوطنية رغم تصرفات الاجهزة الامنية بحقها، سعى للاصلاح الزراعي وانجزه، كان ينزل إلى السوق ويذهب للادارات الرسمية ليشرف على حسن عملها وضبط المخالفين، آتني برئيس عربي واحد فعل ذلك.. سعى من خلال مؤتمر حزب “البعث” عام 2005 للبدء بالاصلاح السياسي، والجميع يعرف من عرقله.
لماذا نؤيد بشار الاسد، لانه الرئيس العربي الوحيد الذي نال ثقة اكثرية شعبه، واصبح بفترة قياسية قائداً ومعلماً، لانه نقل سورية من حالة إلا حالة، ووضعها بمصاف الدول الغنية، “سورية من الدول التي لديها إكتفاء ذاتي”، ساهم بتقوية جيشه حتى اصبح قوة لا يستهان بها، تسعى “إسرائيل” اليوم لتدميرها كي لا يفكر يوماً بمحاربتها.
لماذا نؤيد بشار الاسد، لانه وفي يوم من الايام، وفي احد الاحتفالات بفرنسا، وبحضور المخلوع ومبارك، والطبل القطري حمد، وثلّة من رعاة الابل المشايخ الخلجان، وبحضور الرئيس الاسد، مرّ رئيس الوزراء الاسرائيلي من امامهم، فركضو إليه جميعهم، وإرتموا امامه، وبدأوا يزحفون على بطونهم كالديدان، من اجل مصافحته ونيل البركة، اما “الاسد” فإستدار وإعطى ظهره “لاولمرت”، غير آبه به او بوجوده.. ارني رئيساً عربياً واحداً يفعل او فعل ذلك.
كلهم يركضون نحو “الاسرائيلي” و “الامريكي” ينالون الرضى، فكيف بنا لا ندافع عن رئيس “أسد” غدا اليوم شوكةً بعين “اسرائيل”، وحلفائها، كيف بنا لا نكون مع رئيس اضحى إسقاطه وإسقاط دولته وجيشها غاية لاسرائيل ومعها عرب الخليج ونصف الكرة الارضية، كيف بنا لا نكون مع رئيس قدم قدراته وقدرات دولته للمقاومة، كيف بنا لا نكون مع رئيس لم يقدم لبلده سوى العزة، عزة يريد تدميرها من يقاتل اليوم على ارض سورية خدمة للاسرائيلي والامريكي والغربي.
لو كان بسورية رئيس طاغي على شاكلة مبارك والقذافي وزين العابدين وغيرهم من امراء الخليج، لكنّا اول مع يقف مع تلك الثورة، لو لم تكن “ثورة سورية” المزعومة عبارة عن فوضى خلاقة إستغلت مطالب شعبية، وتحولت لحالة تريد إسقاط البلد خدمة لهؤلاء لكنّ اول من ساندها، لو لم تقم “الثورة المزعومة” بقتل وذبح وخطف المدنيين والعسكريين، ولو لم تقم بتدمير بلدها، ووضع “الاسرائيلي” بمثابة الصديق، ولم لو تكن “الثورة هذه” تحلّل قتل العلوي والمسيحي والشيعي والدرزي والسني المؤيد، لكنّ من مناصريها اليوم، لو لم تكن “الثورة هذه” تأخذ السلاح والتمويل والدعم من الولايات المتحدة واعوانها، لكن نناصرها في الشوارع اليوم، لماذا تقتل “الثورة” مثلاً العقول والادمغة والكفاءات السورية اليوم، لمصلحة من، او لمصلحة من إنشاء الامارات الاسلامية مثلاً، او خلق فكرة التقسيم..
لو لم تجتمع هذه العوامل كلها بما يسمى “الثورة السورية” لكنا نسير بركبها اليوم، ولكن مهلاً طالما اننا نتحدث عن الثورات.. لماذا لا تقف وتدعم الولايات المتحدة وخلجانها ثورة البحرين مثلاً بوجه الطاغية هناك؟؟!! الجواب واضح: “لان طاغية البحرين خدام لدى الاسرائيلي والامريكي“! فلا تقولوا لي انها تدعم “الثورة السورية” لانها “محقة وإنسانية” بل لغاية بنفس يعقوب.. يا سيداتي وسادتي، اليوم غدت للقوة تحديد ما هو الحق وما هو الباطل، وهي تحدّد الحق والباطل على مقاسها ومقاس مصالحها، فلا حقاً وباطلاً بوجهة النظر الامريكية. نقطة إنتهى.
اعرفتم اليوم لماذا نحن مع بشار الاسد ؟؟