«نيسان» تكشف عن طراز «تاون بود»


كشفت شركة نيسان موتور المحدودة خلال معرض باريس للسيارات 2010 الذي اختتم اخيرا النقاب وللمرة الاولى عن مركبة تجريبية جديدة تقدم نظرة لما ستتوسع نيسان في تطويره وانتاجه في عالم المركبات منعدمة الانبعاثات.
اطلقت الشركة اسم «تاون بود» على السيارة الجديدة، وتتميز هذه السيارة بتصميمها الجذاب ومقصورتها الداخلية الفسيحة والعملية، صممت السيارة لتوفر حلاً للتنقل منعدم الانبعاثات من اجل الجيل الجديد من اصحاب الاعمال المبدعين والمحبين لكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، انها اكثر من مجرد سيارة واكثر من مجرد مركبة من فئة الــ «فان» حيث انها تفتح صفحة جديدة في عالم السيارات مرنة الاستخدامات وانيقة الشكل والتي تقدم ايضا حلول السيارات الكهربائية الى اعداد كبيرة من العملاء.

نظرة عامة
قبل سنوات ليست بالطويلة، كان مفهوم السيارة الاساسي اخذ شخص واحد الى العمل خمسة ايام في الاسبوع وتوفير مساحة كافية في الصندوق الخلفي لنقل اغراض السوبرماركت الكافية لفترة اسبوع ومقاعد كافية لنقل اسرة صغيرة الى ساحل البحر لقضاء عطلة نهاية الاسبوع. وفي الفترة الاخيرة تطورت سيارات السيدان وما يسمى بسيارات «ايستيت» الى فئة الهاتش باك والسيارات متعددة الاغراض والسيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، وحاليا فئة «الكروس اوفر»، وصممت جميعها لقطاعات خاصة من السكان، ولكن لم يكن هناك سيارة تلبي الاحتياجات الخاصة للاشخاص.
تقدم نيسان تاون بود منصة بسيطة يمكن للمستخدم تكييفها لخدمة احتياجاته الشخصية، ان كان موسيقيا يريد نقل معداته من مكان الى اخر او صاحب محلات للاطعمة يريد توزيع منتجاته او معماريا يريد نقل رسوماته الى مكاتب عملائه.. يمكن لكل هؤلاء استخدام مقصورة السيارة حسب ما يريدون من خلال اكسسوارات من نيسان او من طرف ثالث.
وقال فرانسوا بانكون مدير عام قسم التخطيط الاستكشافي والتطويري في نيسان: «يعرف الاشخاص ما هو اساسي بالنسبة لحياتهم، ومن المنطقي ان يكونوا هم من يحدد المواصفات الخاصة بسياراتهم. بالنسبة لهم، الحلول الجاهزة ليست كافية، وهم من يستطيع تشكيل السيارة حسب ما يتطلبون. ان مستخدمي نيسان تاون بود لا يريدون النماذج الجاهزة او رموز المكانة الاجتماعية، فبالنسبة لهم المكانة الاجتماعية المطلقة هي عدم وجودها، وهذا ما يعيدنا الى الجوانب العملانية التي تمثلها نيسان تاون بود».

التصميم الخارجي
يشمل التصميم الخارجي لنيسان تاون بود العديد من العناصر المألوفة، ولكنها مختلفة في نفس الوقت. تستخدم السيارة نفس التقنية منعدمة الانبعاثات التي نجدها في سيارة نيسان ليف، وتوجد نقاط الشحن في مقدمة السيارة خلف غطاء يرجع للخلف آليا والذي يبدو مضاء من الخلف حيث ان محيطه مصبوغ باللون الازرق «الكهربائي»، مما يعكس تناسقا لونيا رائعا كون هيكل السيارة مصبوغا باللون الابيض. ونرى هذا اللون الازرق خلق مقابض الابواب ولوحة الارقام وقضبان العجلات المصنوعة من سبائك المعدن وفي اماكن المصابيح الرئيسية. ولا تحتاج السيارة لتعرف نفسها على انها سيارة كهربائية، حيث انها توحي لمن يراها وبكل قوة ان لها خواص صديقة للبيئة ومميزات اقتصادية.
وتعكس المصابيح الرئيسية فلسفة نيسان تاون بود في دمج النواحي العملانية بالمظهر الجميل عند اغلاق الاغطية الزرقاء وفتح المصابيح الرئيسية بينما يسهل الموقع الخارجي للصناديق التي تحتوي المصابيح عملية الصيانة الاساسية. وبشكل مشابه، الدهان القريب من اللون الفضي فوق مصابيح الاشارة ليست لمجرد الزينة، فالسطح الذي يشبه المرآة يحول مصابيح الاشارة الى عاكسات حديثة عندما لا تكون في حالة التشغيل.

أما الوضعية الإبداعية للمصابيح الرئيسية فتجعل غطاء المحرك شبيهاً بغطاء المحرك في سيارات الكوبيه وليس بعيداً من ناحية الشكل عن سيارة نيسان (Z)، وتمنح المركبة هيئة حادة مع الزجاج باللون الأزرق الذي يذكرنا بنيسان (Cube)، بينما تذكرنا أبعاد الهيكل بمركبات فترة الخمسينات من القرن الماضي. تتميز السيارة بملامح سيارات الـ «فان» حيث يفتح البابان الخلفيان بشكل منفصل، وفي الجزء الخلفي مصابيح على الجانب الأيمن ومكان وضع لوحة الأرقام على الجانب الأيسر، ومقبض الباب الخلفي موضوع في منطقة السطح المحدّب. وإذا نظرنا الى السيارة من الأعلى نجد تدفق بصمة القدم المستطيلة على مساحة كبيرة لتتصل بالسقف البيضوي مما يمنح السيارة خطوطاً رزينة اضافة إلى الفعالية الايروديناميكية المعززة.
وصممت المصابيح الخلفية لتعكس الضوء وكأنها جواهر عندما لا تكون في حالة الاستعمال، وتلمع بدلاً من مجرد الاشعاع عندما تكون مضاءة.
وتتيح المفاصل الابداعية للأبواب الخلفية امكانية الفتح السهل بالانزلاق السلس وتفتح الأبواب في مساحات مقيدة وتطوى على جانب السيارة لكي لا تعيق حركة السير أو المشاة. وبما أن المصابيح الخلفية متموضعة في البابين الخلفيين، هناك مجموعة ثانية من مصابيح الوضعية والاشارة في العتبة السفلية للأبواب. أما فتحة السقف، التي تعمل وكأنها فتحة تقليدية، فقد وضعت فوق منطقة الأغراض مباشرة مما يمكّن السائق من وضع أغراض طويلة داخل السيارة.

تصميم المقصورة
تتواصل فكرة أن الشكل السهل يتبع النواحي العملانية في سيارة نيسان تاون بود. فمنطقة الأمتعة والمساحة المخصصة للركاب ولوحة التجهيزات المركزية مرتبة بشكل مميز ولا يعني كون المقصورة الداخلية مفعمة بالنواحي العملية أنها غير جميلة، فعلى العكس تماماً، نرى المقصورة في غاية الأناقة ويستمتع السائق فيها بعجلة القيادة السهلة التي تتركز فيها اللمسات المستقبلية وأدوات تشغيل المصابيح والمساحات. وبالاضافة إلى هذه الأدوات المتميزة بجمالها وبساطتها، لا نرى في لوحة التجهيزات المركزية أي أزرار ميكانيكية، ويتم اختيار الحركة إلى الأمام والخلف باستخدام عصا التحكم السهلة على الجانب الأيمن من قاعدة مقعد السائق.

وصول سهل
ليس هناك ما يعيق الوصول إلى منطقة الأمتعة من الخلف بفضل البابين الخلفيين الابداعيين، بينما تعني الفتحات على الجانبين بأن الاحمال المتعبة أو الأطفال المشاغبين يمكن وضعهم في السيارة بسهولة عند الجانب. الأبواب عريضة للغاية لأنه لا يوجد عامود B بين البابين الأماميين بالمفصل التقليدي والبابين الجرارين في الخلف، مع آلية القفل للبابين الأماميين موضوعة في الطرف الأمامي للبابين الخلفيين.

شاشة العرض الثنائية
يتم الوصول إلى جميع أدوات التحكم والملحقات وتشغيل الوسائط الرقمية من خلال شاشتين رقميتين ركبتا في الوسط. ويلعب جهاز العرض العلوي دور لوحة الأدوات ويعرض سرعة السيارة وحالة البطارية والمسافة المتبقية لقيادة السيارة ونظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية. كما جهز النظام بتقنية بلوتوث اللاسلكية مما يتيح امكانية التواصل مع جهاز المساعد الرقمي الشخصي.
وقال ماساتو أنو، كبير مصممي المنتجات في نيسان: «اليوم، أول شيء يقوم به الكثير من الناس عندما يركبون سياراتهم هو برمجة وحدة الملاحة مع رقم هاتفهم وعنوانهم والتفاصيل الأخرى. هذه الخطوة غير ضرورية في نيسان تاون بود حيث تتواصل السيارة مع خاصية البرامج في جهاز المساعد الرقمي الشخصي الخاص بالسائق لمعرفة مكان وزمان وجودك. وتبعاً لذلك، لا يقوم النظام بترتيب المسلك إلى موعدك التالي فحسب، بل يقوم أيضاً باعداد خطة لكل مواعيدك في ذلك اليوم. وفي حال وجود أي اختناقات مرورية، على سبيل المثال، أو احتمال تضارب موعد مع آخر، تعلمك السيارة بذلك لتتخذ ما تراه مناسباً. كما يمكن للسيارة أن تقترح أكثر الأوقات والأماكن راحة لك لاعادة شحن بطاريات الليثيوم-ايون».
أما اللوحة السفلية التي تعمل باللمس فتقدم جميع أدوات التحكم لنظام الملاحة وتتيح للمستخدمين أداء عملية فحص النظام على كامل السيارة وتشغيل النظام السمعي في نيسان تاون بود.
وأضاف بانكون: «من يعرف كيف سنخزّن الموسيقى عام 2020؟ منذ فترة ليست بالطويلة، جهزت السيارات بمشغل الكاسيت ثم جاء دور الأقراص المدمجة، أما الآن، فعلينا أن نجهز تقنياتنا لتكون متطابقة مع تقنية (iPod). هذا الوضع لن يبقى على حاله لفترة طويلة ولهذا يجب أن تكون نيسان تاون بود متطابقة مع أي أجهزة تظهر في المستقبل».
وبما أن نيسان تاون بود يمكنها أن تتصل لاسلكياً بجهاز المساعد الرقمي الشخصي لدى السائق، يمكنها أيضاً أن تتواصل مع التشكيلات الموسيقية الشخصية لركاب السيارة، أو أي جهاز آخر يستخدمونه لاستقبال شارة الانترنت. وختم بانكون كلامه قائلاً: «قد تبقى أجهزة الركاب في جيوبهم ولكن من المفيد أيضاً أن تكون ظاهرة. لا نعرف ماهية الأجهزة التي ستظهر في المستقبل ولا نعرف أين سيضعها الركاب. ولهذا طورنا آلية The Puck».

المقعد الخلفي الجرار..
في المقعد الخلفي خدعة جميلة موجودة في تصميمه: ليس من الغريب أن نجد المقاعد الخلفية التي تجر ان تطوى مما يمكّن الركاب من تحديد مساحة الأقدام أو المساحة المخصصة للأمتعة، ويمكن طي وجر المقعد الخلفي بفضل التصميم المرن للمقاعد ليصبح وراء المقاعد الأمامية مما يحرر المساحة المسطحة كلياً في الخلف لتحميل الأغراض كبيرة الحجم.
الألوان
يتعزز الدمج بين الأسلوب الأنيق والمقصورة الاحترافية مع قدرات تحميل الأمتعة والبضائع من خلال استخدام الجلد الصناعي المدبوغ والطري في المقدمة والنسيج الأزرق الخفيف والمتين في الخلف. ويعكس اللون الأزرق قدرات «نيسان تاون بود» الاحترافية بينما يذكرنا اللون الأصفر بأن مستخدم السيارة يمكنه الاستمتاع بها للترفيه والتسلية أيضاً.
تعريف في الأردن
في الأول من سبتمبر 2010، وقعت كل من المملكة الأردنية الهاشمية وشركة نيسان موتور المحدودة مذكرة تفاهم للتعريف بالمركبات الكهربائية (منعدمة الانبعاثات) في المملكة، وهي الشراكة الاولى من نوعها في المنطقة العربية. ويتضمن الاتفاق استخدام سيارة نيسان ليف الكهربائية في الأردن.
وتعتبر سيارة نيسان «ليف»، السيارة الكهربائية الأولى ومنعدمة الانبعاثات كلياً في العالم ذات السعر المناسب. ويولّد محرك السيارة الكهربائي قوة 80 كيلوواط و280 نيوتن متر من عزم التدوير لتحقيق سرعة قصوى تبلغ 140 كلم في الساعة. ويعمل المحرك الكهربائي ببطارية ليثيوم - أيون مرققة بطاقة كهربائية تزيد على 90 كيلوواط.
وفي حالة شحن البطارية بشكل كامل، يمكن تشغيل السيارة لمسافة 160 كلم، مما يعني تلبية متطلبات القيادة اليومية لمعظم العملاء. الجدير بالذكر أن الأبحاث العالمية تشير إلى أن معدل المسافة التي يقطعها 80 في المائة من السكان على مستوى العالم يومياً تقل عن 100 كلم.