يمكن أن يكون للقرص الصلب دور كبير جدا في أداء الكمبيوتر سلبا أو إيجايا، فالوصول إلى البيانات على القرص الصلب هو عنق الزجاجة في أداء الكمبيوتر، لأن هذه العملية تتم بطريقة ميكانيكية تتمثل في دوران أقراص التخزين وانتقال رأس القراءة والكتابة إلى مكان البيانات على القرص، وفي الوقت الذي يقاس فيه زمن الوصول إلى بيانات القرص الصلب Access Time بالميلي ثانية، يقاس زمن الوصول إلى البيانات في الذاكرة الرئيسية RAM بالنانو ثانية، وبذلك فإن تحديث القرص الصلب إلى آخر أسرع سيؤدي إلى زيادة كلية في أداء النظام يقدرها البعض بمقدار 5%، علاوة على اكتساب سعة تخزين إضافية.
سيكون حالك عند شراء القرص الصلب الجديد كما هو عليه عند محاولة شراء أي مكون آخر من مكونات الكمبيوتر، فستسأل عن مسميات ربما لم تسمع بها من قبل، وأهم ما سيسألك عنه رجل المبيعات هو أي نوع من الأقراص تريد ATA أو SATA أو PATA؟ فما هذه؟
هذه المسميات هي لواجهة توصيل القرص الصلب مع اللوحة الرئيسة للكمبيوتر، فقد تطورت معايير التوصيل لتتيح للأقراص الصلبة تقديم سرعة أكبر في الوصول أو ايصال البيانات من وإلى مكونات الكمبيوتر الأخرى.
تشير الاختصارات ATA إلى Advanced Technology Attachment، والعبارة SATA إلى Serial ATA، ويشار إلى المعيار ATA أحيانا بالاسم IDE، وتختلف المعايير السابقة من حيث القياسات الفيزيائية للمنفذ والسرعات التي يمكن إنجازها عند نقل البيانات من القرص الصلب إلى باقي مكونات الكمبيوتر وبالعكس. المعيار ATA (ويعرف أيضا بالاسم IDE) هو أكثر المعايير انتشارا منذ اختراع الأقراص الصلبة عام 1986، لكن تغييرات كثيرة طرأت على المعيار ATA في السنوات الماضية لتقديم أقراص صلبة بأحجام أقل وسعات أكبر والأهم سرعات أعلى في نقل البيانات.
مراحل تطور ATA
مر المعيار ATA عبر سبعة مراحل بدأت بالمعيار ATA-1 و انتهت ATA-7 ويوفر هذا المعيار سرعة نقل بيانات تصل إلى 133 ميغابايت في الثانية، وهذا المعيار هو آخر المعايير قبل وصول SATA، وعند ظهور الأخير تمت تسمية المعيار ATA بالاسم PATA للتمييز بين Parallel ATA وSerial ATA. بعبارة أخرى تشير المصطلحات ATA وPATA وIDE إلى نفس المعيار الذي يوفر سرعة 133 ميغابايت في الثانية. لا داعي للارتباك بالمصطلحات الكثيرة إذن فهناك معياريان فقط هما ATA (PATA أو IDE) وSATA وكل ما عدا ذلك من أسماء هي من ابتكار شركات تصنيع الأقراص الصلبة لأغراض تسويقية ولتمييز منتجاتها عما يقدمه المنافسون.
وصول SATA
ظهر المعيار SATA تقريبا في العام 2000 وأثبتت خلال سنوات قليلة تحسينات كثيرة في نواح عدة بالمقارنة مع المعيار الأقدم ATA، ليصبح المعيار الجديد هو السائد والأكثر استخداما في قطاع الأقراص الصلبة حتى وقتنا الحالي. يمكن تلخيص المزايا التي يقدمها المعيار SATA بالمقارنة مع معيار PATA بالنقاط التالية: اختصار أسلاك التوصيل فواجهة التوصيل PATA تعتمد على كيبل مكون من أربعين سلكا، بينما تتألف في SATA من كيبلين كل منهما يتألف من 7 أسلاك. يوفر المعيار SATA-1 سرعة نقل بيانات تصل إلى 150 ميغابايت في الثانية في حين يوفر الجيل الثاني SATA-2 سرعة 300 ميغابايت في الثانية، أما سرعة الجيل الثالث SATA-3 فهي 375 ميغابايت في الثانية، بينما لا تتجاوز سرعة المعيار PATA بأحدث أجياله 133 ميغابايت في الثانية. تتمتع وصلات SATA بخاصية Full Duplex التي يعني إمكانية إرسال واستقبال البيانات في الوقت ذاته، ولا تتوفر هذه الميزة في وصلات PATA، ولا تحتوي الأخيرة على ميزة التبديل السريع Hot Swapping التي تتيح فصل محرك الأقراص حتى لو كانت تعمل، في حين قد يؤدي ذلك إلى تعطيل محرك الأقراص عند الاعتماد على وصلات PATA. ومن المزايا المهمة للمعيار SATA أن الأقراص المتوافقة معه تعمل بدرجة حرارة أقل من تلك المتوافقة مع PATA.
إذا تقدم محركات الأقراص من النوع SATA مزايا أفضل في الأداء وتوفير الطاقة والموثوقية علاوة على السعة الكبيرة التي توفرها، فقد وصلت سعة الأقراص الداخلية SATA من سيغيت طراز باراكودا Barracuda 7200.11 إلى 1.5 تيرابايت (1500 غيغابايت) بسعر 200 دولار، كما توفر سيغيت طرازا آخر من الأقراص الصلبة الداخلية من النوع SATA هو Barracuda LP تصل سعته إلى 2 تيرابايت بسعر 350 دولار. أما ويسترن ديجيتال فتقدم مجموعة أقراص ويسترن ديجيتال كافيار WD Caviar Blue وتتراوح سعاتها بين 160 غيغابايت و750 غيغابايت وهي متوفرة بمنافذ من النوع SATA وPATA مع ذاكرة مؤقتة تتراوح من 2 إلى 16 ميغابايت، أما عائلة ويسترن ديجيتال كافيار غرين WD Caviar Green فتتراوح سعاتها بين 500 غيغابايت و2 تيرابايت وهي متوفرة بمنافذ SATA فقط وبخيارين للذاكرة المؤقتة 16 و32 ميغابايت، وأخيرا عائلة كافيار بلاك WD Caviar Black بسعات من 500 غيغابايت إلى 1 تيرابايت بذاكرة مؤقتة بسعة 32 ميغابايت وسرعة دوران الأطباق 7200 دورة في الدقيقة.
هل أنت جاهز للترقية؟
لابد أن هذه السعات والسرعات مغرية لتبحث عن قرصك الصلب الجديد من النوع SATA، فهل كمبيوترك المكتبي جاهز لذلك؟ يتطلب ذلك التأكد من وجود منفذ من SATA على اللوحة الأساسية وهو عبارة عن موصلين متجاورين كل منهما يتألف من سبعة دبابيس (انظر الصورة)، في حال وجود هذا المنفذ فأنت جاهز للترقية ولا يلزمك سوى تركيب القرص الجديد في المكان المخصص له، وتوصيلة إلى منفذ SATA على اللوحة، وتشغيل الكمبيوتر. الآن لديك خيارين إما استخدام القرص الجديد كقرص ثانوي وفي هذه الحالة ستستفيد فقط من السعة الإضافية ولن تستفيد من سرعة هذا القرص في تحميل نظام التشغيل والبرامج، والخيار الثاني هو استخدام القرص الجديد كقرص رئيسي وفي هذه الحالة عليك نقل نظام محتويات القرص الصلب القديم كما هي إلى القرص الجديد من خلال برنامج HD Clone المجاني والمتوفر على الموقع http://tinyurl.com/2q5rb. أما تحديد القرص الصلب الرئيسي والثانوي فتتم من خلال بيوس ويمكن ضبط أربعة أقراص كحد أقصى على الشكل التالي: Primary Master وPrimary Slave وSecondary Master وSecondary Slave.
ولكن ماذا لو لم تحتوي اللوحة الرئيسة لكمبيوترك على منفذ من النوع SATA؟ ليس هناك أي مشكلة فهناك العديد من المحولات المخصصة للتحويل بين IDE وSATA وتتراوح أسعار هذه المحولات بين 15 و25 دولار. حتى ولو لم يكن لديك منفذ IDE شاغر على اللوحة الرئيسة تتوفر بعض المحولات من شركة ماكستور من نوع PCI تقدم واجهة توصيل من نوع SATA. ولكن عند تركيب القرص الصلب بالاعتماد على هذا النوع من المحولات فإن السرعة ستكون أقل مما هي عليه عند التوصيل المباشر.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)