عبث الطفولة .ايه ما احلاك يا عبث الصغار

لولاك ماعذبت وما لذت حياة للكبار



كلما اردد هذه الابيات ياخذني الحنين الى طفولتي

فاطل ببصري من الشرفة على كامل انحاء قريتي

لاستجدي من ذكريات الطفولة مايرضي هذا الصوت الدفين في داخلي

والذي مانفك يذكرني بالماضي

ففي هذه البقعة الصغيرة من ارض الله اكثر من ذكرى

وفي قريتي هذه ترعرعت،كان بيتنا هناك قريبا

من المقبرة التي تفتح ابواب المستقبل امام الاحياء

والتي لم يناى بها اهلنا بعيدا عن المساكن

ربما لانهم لا يخافون الاموات

انا ورفقتي ايضا لم نكن نخشاها

كنا نلعب حذوها في ذلك الزقاق الضيق الذي اخذ من نعال صبانا الكثير

كنا ندخل المقبرة خلسة ونقطف الازهار

فيشب بيننا العراك اذا اعتدى احدنا على ازهار قبر جد الاخر

لكن سرعان ماننسى الخلاف فتصبح ازهارنا باقة واحدة

نزين بها الاكواخ التي صنعناها من الطوب والحصى

كانت طفولة خالية من الخوف والرهبة والمنغصات والهم

عشتها بذهن خال الا من اللعب واللهو بين

اشجار الزيتون وفي احضان طبيعتنا الخلابة

عند مغيب الشمس نرجع سربا واحد الى بيوتنا

كما تعود العصافير الى اعشاشها

نجري ونضحك ونملأ الارجاء صخبا

نلهث من شدة الاعياء فتخرج من صدورنا

انفاس بريئة خالية من كل لهفة

كنت اتصور انني ساظل طفلة بريئة

فكانت امنيتي الوحيدة ان اكبر

وهاقد كبرت وعرفت ان الحياة محطات

نتوقف فيها لنستوعب من الدروس الكثير

حلوها ومرها
فيا ليتني اعود طفلة.......طفلة الى الابد