القمح.. يعتبر من أهّم الحبوب المفيدة لصحة الإنسان، فهو غني جداً بالفيتامينات وخاصةًَ مجموعة فيتامين "ب" المرّكب، كما أنه يحتوي على معادن كثيرة، مثل الحديد, الفسفور, السليكون, واليود، بالإضافة إلى أنه يقّوي الجهاز العصبي ويساعد في بناء العظام، ويساهم في تكوين الأنسجة والعصارات الهاضمة. وقد نصح باحثون بريطانيون بالإكثار من تناول الألياف بعد ان اكتشفوا في دراسة أجروها أن تناول الخبز الأسمر أو المصنوع من حبوب كاملة 3 مرات يومياً يخفض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بحوالي الخمس.
وأفادت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية أن الباحثين وجدوا أن الألياف تخفض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، في حين أن المفاجئ هو عدم إيجاد "دليل واضح" على أن أكل البقوليات مثل، العدس والبازلاء والبندق، أو الإكثار من تناول الفواكه والخضار، يحمي من هذا النوع من السرطان.
ووجد الباحثون، وبينهم خبراء من معهد لندن الملكي وجامعة ليدز، رابطاً قوياً بين الأنظمة الغذائية الغنية بالحبوب الكاملة والحماية من سرطان الأمعاء، وهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في بريطانيا.
وأشاروا إلى أنه مقابل كل 10 جرامات يومياً في تناول الألياف، ثمة تراجع بنسبة 10% في خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
يذكر أن سرطان الأمعاء يشخص سنوياً عند 38 ألف 500 شخص في بريطانيا ويقتل أكثر من 16 ألفاً.
وأكد الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن القمح على يحتوي على النشويات والتي تعتبر أهم مصدر للطاقة، فيحتوي رغيف العيش البلدي على 45% نشويات وتوفر 245 سعر حراري، بينما رغيف العيش الأبيض يحتوي على 49% نشويات وتوفر 267 سعر حراري.
بالإضافة إلى إحتوائه على الألياف الغذائية، حيث يحتاج البالغ من 20 إلى 30 جرام من الألياف يومياً، وتوصي الجمعيه الأمريكية لطب الأطفال بضروره أن يتناول الأطفال من السنه الثالثه ما يعادل وزنهم زائد 5 من الجرامات يومياً حتى الوصول للاحتياج اليومي عند عمر 18 سنه.
والألياف ثبت حديثاً أنها تحمي من الإمساك وارتفاع الدهون فى الدم وأمراض القلب وتحمي من ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد الأكل.
وفي دراسه حديثه فرنسيه، تبين أن تناول 30 جرام من جنين القمح يومياً لمده 14 أسبوع استطاع أن يخفض الكوليسترول الكلى 7.5 % والكوليسترول الضار 15% والدهون الثلاثيه 11%، ومن المعروف أن خفض الكوليسترول الضار 7 % يؤدى إلى خفض معدلات الإصابه بأمراض القلب 15%.
كما تعمل الألياف كمصيده تصطاد المواد المسرطنه من الأمعاء خاصةً القولون وبذلك فهى تحمي من سرطان القولون. كما تقلل من الحساسيات وترفع المناعة لدعمها للبكتيريا النافعة على حساب البكتيريا الضارة.
ويعتبر القمح مصدر جيد "للثيامين" وهو موجود في جنين القمح والرده و الثيامين هو فيتامين "ب1" ويحتاجه الإنسان لإنتاج الطاقه للحفاظ على الشهيه الجيده والهضم واتزان الأعصاب وله دور هام فى نمو الأطفال والقدره على التعلم وتذكر المعلومات. ويوصي بدران الطلبه دائماً خلال الامتحانات بتناول البليله لهذا السبب.
كما ينصح بدران أن القمح المقوى (الرغيف الحديدي) مصدر للحديد اللازم لتكوين الهيموجلوبين أساس تكوين خلايا الدم الحمراء (عددها فى الإنسان البالغ 20 ألف بليون خليه وتنتج بمعدل 115 مليون في الدقيقه الواحده) والهيموجلوبين هو الذي يحمل الأكسجين من الرئة إلى الأنسجه وثانى أكسيد الكربون من الأنسجه إلى الرئة ونقص الهيموجلوبين يؤدى للانيميا سواء كان هذا النقص من سوء التغذيه أو النزيف أو تكسير الخلايا الحمراء·
لذا فرغيف العيش البلدي نعمه غالية ويجب الاقبال عليه والبعد عن الرغيف الأبيض، لأن ذلك يؤدي إلى السمنه وارتفاع ضغط الدم والسكر.
كما أفاد خبراء التغذية بأن الرجال الذين يأكلون الخبز المكون من الطحين الأسمر والأرز البني وغيرهما من الحبوب غير المقشورة يومياً تقل احتمالات إصابتهم بالسكري عن غيرهم.
وأظهرت تجربة أجريت على أكثر من 42 ألف رجل أن الذين يأكلون أغلب وجباتهم من الحبوب غير المقشورة يقل احتمال إصابتهم بالفئة الثانية من السكري بنسبة 42% عن الذين يأكلون كميات أقل منها.
وأشار الباحثون إلى أن الذين أكلوا كميات أكبر من الحبوب غير المقشورة يميلون أكثر للنحافة ولنشاط أكبر، ويستهلكون كميات أقل من الدهون ومن غير المرجح أن يصابوا بضغط الدم، مؤكدين أن هناك أكثر من سبب، فالردة في الحبوب غير المقشورة من الممكن أن تؤدي إلى إفراغ المعدة للغذاء بشكل أبطأ مما يبطئ بالتالي من عملية إفراز السكر في الدم.
الخبز دليل الحب والوفاء
أكد بدران أن الاحصائيات تشير إلى أن مصر من أعلى الدول إستيراداً وإستهلاكاً للقمح، ويستهلك المصريين 285 مليون رغيف يومياً.
فالخبز غذاء المصريين منذ عهد الفراعنة وكان مقدساً تصنعه الزوجة لزوجها دليلاً للحب والوفاء وهى صانعة الخبز صانعة الحياة.
ويسمونه بالعيش ولا غرابة فهو الطعام المشترك للمصريين وكأنه سر الحياة فمن يعيش يأكل العيش، والمصريون يتخذونه قسماً بجانب الملح،( وحياة العيش والملح).
وتذكر بردية هاريس أن القرابين المقدمة في عهد الملك رمسيس الثالث كانت حوالي 30 نوعاً من الخبز.
وفي الأساطير المصرية القديمة كانت إيزيس تصنع الخبز بيديها لزوجها أوزوريس دلالة على الحب والوفاء.
وينصح بدران بعدم تسخين الخبز على لهب البوتاجاز، وذلك لأن احتراق الخبز بغاز "البيوتان" المستخدم في أفران الغاز يصاحبه خروج 100 ماده سامه = هيدروكربونات أروماتية عديدة الحلقات ضارة مسرطنة وتخفض المناعة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)