في حادثة مأوساية تعكس مرارة وقسوة موجة الغلاء التي يواجهها المصريون ، قام عامل من محافظة سوهاج يوم السبت الموافق 16 أكتوبر بتمزيق جسد زوجته بعد عجزه عن شراء كيلو طماطم بـ 10 جنيهات.
وكانت مديرية أمن سوهاج تلقت بلاغا بوصول سيدة تبلغ من العمر 21 عاما وتدعى عايدة إلى مستشفى جرجا المركزي وبها عدة طعنات نافذة بالصدر والبطن وتهتك بالكبد حيث لفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها المستشفى.

وأظهرت التحريات الأولية أن الزوج "علي السيد علي خضر 28 عاما" الذي يعمل عاملا باليومية ويقطن بقرية المشادة البحرية بجرجا في سوهاج كان توجه لشراء كيلو الطماطم الذي طلبته منه زوجته عقب انتهاء عمله ، إلا أنه فوجيء بأن سعر كيلو الطماطم الجيدة 10 جنيهات والأقل جودة 8 جنيهات وهو ما يعادل نصف يوميته التى لا تتخطى 20 جنيهاً فرفض شراؤها ، وعند رجوعه إلى المنزل سألته زوجته "عايدة 21 عاما" عن كيلو الطماطم الذى طلبته منه فأكد لها أنه لم يستطع شراؤها بسبب زيادة سعرها فوبخته الزوجة عدة مرات وهددته بترك المنزل لعدم قدرته على توفير مصاريفه.

وعلى إثر ما سبق ، نشبت مشادة كلامية بين الزوجين تطورت إلى مشاجرة عنيفة وأسرع الزوج إلى المطبخ وأحضر سكينا وانهال على زوجته بعدة طعنات فسقطت على الأرض جثة هامدة ثم فر هاربا .

وعقب إبلاغها بالحادث ، شكلت مديرية أمن سوهاج فريقا للبحث بإشراف مدير المباحث الجنائية وتم إلقاء القبض على المتهم ، وبمواجهته انهار واعترف تفصيليا بارتكاب الواقعة وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.

ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد في حال استمرت موجة الغلاء الحالية ، حيث أنه في 11 أكتوبر أيضا قام مصري بإلقاء زوجته من الطابق الثاني لمطالبتها بزيادة مصروف المنزل بسبب ارتفاع سعر كيلو الطماطم ليصل إلى 10 جنيهات.

وكانت مشاجرة نشبت بين الزوجة "ن أ م" وزوجها الموظف "ع س ع" بسبب طلبها بزيادة مصروف المنزل وإلحاحها في طلبها رغم اعتذار الزوج لعدم قدرته فقام بالإمساك بها وألقاها من شرفة المنزل بالطابق الثاني مما أدي إلى إصابتها بإصابات بالغة وتم نقلها في حالة سيئة إلى مستشفي بولاق العام لتلقي العلاج حيث تعرضت لكسور وكدمات.

ورغم أن مجلس الوزراء المصري أعلن أنه تم اتخاذ عدة قرارات لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية أهمها فتح باب استيراد وتوفير السلع البديلة مثل الصلصة وسرعة إعداد تعديل تشريعى لتشديد العقوبات لمحاسبة كل من يخالف قواعد الرقابة على الأسواق وقواعد تداول السلع خاصة الغذائية ، إلا أن مشكلة ارتفاع أسعار الطماطم يبدو أنها لن تشهد انفراجة سوى في نوفمبر المقبل .

ففي 14 أكتوبر ، أكد المهندس أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى في مصر أن أزمة الطماطم سوف تحل تماما في بداية نوفمبر 2010 بعد طرح المحصول الجديد بالأسواق ، معللا ارتفاع سعر الطماطم بالأسواق بنقص المعروض منها وحرص المزارعين على طرحها خلال شهر رمضان بكميات كبيرة ، مما أدى إلى غلائها بعد عيد الفطر المبارك.