حين يصفعك الألم
بكفه الخشنة على وجهك الرحب

وحين تمتد يده الباردة لتعبث بمشاعرك
فتغير ترتيب حياتك وتغادرك

ركاما من لا شئ..


وحين تجد أنه مهما أوصدت نوافذك إلا انه يجد طريقه للوصول إليك
أينما كنت ومهما اختبأت

حينها لا بد ان تدرك كم أنت ضعيف

ويستقر في جوفك طعم مرٌّ...لاذع

يسرق من عينيك النوم الهانئ

ويحيل عينيك ينبوعا لشلالات متدفقة تسكب أحزانك





لكن.. قف..

نعم ..قف..


فدمعك المتساقط هذا ..ملكك وحدك

وإن رأته كل الأعين.. فهي لم تر منه إلا ما قد فضحته عينك

وأما ما خبأته بين ضلوعك وزفرة الآه التي تحرق جوفك

فهي أيضا ملكك وحدك


وإن مررت بهذا كله فتهانيَّ لك فأنت لا زلت إنسانا تشعر وتحس !!

فلا تبتئس بدمعك..
فهو علامة حياتك ووجودك وهو سبيلك لترى آلام

الآخرين بعين أخرى غير التي اعتدت
التعامل بها مع أوجاعهم وأحزانهم

ولا تجزع ولا تصخب فكل ذلك سيفقدك معنى
الألم وسيحيلك أشلاءا

ودمارا دون أن ترى ما أُريدَ منك..

اغتنم دمعك لتكفكف دمع غيرك واغتنم حزنك لتداوي جرح غيرك

ألا ترى معي أن
الألم حينما صفعك فهو قد أحيا روحك؟؟!!..

وأن الله اجتلبك نحوه بدعائك؟؟!!..

وأن شلال دمعك قد غسل شيئا من نفسك؟؟!!..

وتعال الى واحة اليقين وإن كان الدرب مليئا بأشواك الوهم

فما أَعطرَ تلك الواحة!!!!....


واقترب بأنفاسك الى طهر السماوات لترقى بكل نفسك..
بكل روحك..

والتفت إلى المساكين الذين غفلوا عن عظيم ما مررت به ومدّ لهم يدك

علّهم إذا لمسوا دفء حزنك ذاب بعض جليد قلوبهم..

كم من الذين تجمدت مشاعرهم حين صفعهم
الألم وهربوا إلى أصقاع

بعيدة عن واحتك فبردوا وماتت مشاعرهم!!

وغدت أحزانهم هي غذاء أرواحهم فمات أي إحساس بالآخرين!!

وظنّوا أنهم هم فقط الذين يعلمون معنى الألم
فعموا وصمّوا عن جراحات الأخرين!!!!

فأي يد ستمتد لأولئك التائهين غير يدك، لتنير لهم الطريق

وتعينهم على أن يكون هذا الألم
بوابة الانفراج وبداية الطريق نحو فسيح الأمل