أردوغان ...ماذا فاعل بنا يارجل.!!!!







الجميلون الشرفاء، تركوا خلفهم ما يقتتل عليه غيرهم من مكاسب دنيوية،و ذهبوا يدافعون عن إخوانهم في الإنسانيّة. من كلّ الأعمار كانوا، من كلّ الأديان، و من ثلاثين جنسيّة. لكن عندما ركبوا القوافل البحريّة نحو غزّة، ما أصبحت لهم من هويّة غير "الحريّة" فتحت رايتها أبحرت مراكب الإغاثة. كانوا يستعجلون بلوغ شواطئ غزّة، لإفراغ حمولة مراكبهم، و حمولة قلوبهم التي أثقلها همّ البؤس الفلسطيني. لكنّهم ماتوا دون بلوغ شاطئ أحلامهم النبيلة.

لن يروا الأعلام التي كانت تنتظرهم، و الاستقبال الذي كان البؤساء و المرضى و الجياع يعدّونه لهم. فلقد اختطفتهم فرق الموت الإسرائيليّة من عرض البحر، و أجهزت عليهم بالرصاص الحيّ و عصي الصواعق الكهربائيّة.
انتهوا مضمّخين بدمائهم، جثثا تتدحرج في مراكب استؤجرت بأموال الصدقات الإنسانيّة.

ماتوا دون أن يفهموا ما الذي حصل. ما كانوا في الزمان و لا في المكان الخطأ. إنّها الألفيّة الثالثة المنذورة للحرية و حقوق الإنسان. و هم يقفون في المياه الدولية على متن باخرة ترفع راية الإغاثة الإنسانيّة. فكيف وقعت "الحرية" في قبضة قطاع طرق التاريخ، و القتلة من بني صهيون الجالسين بزهو على القانون.

كلما أرادت إسرائيل إستعادة هيبتها خسرت ماء وجهها.
كلما أرادت إسرائيل إثبات قوّتها، كان الوسام من نصيب الموتى العزّل الذين استقوت عليهم.
كلّما حاكت للحقّ مؤامرة.. وقعت فيها بحقّ.
حاولت إقناع العالم أنّ الفلسطينيين فصيلة بشرية لا تستحقّ الحياة، ما دام حبّ الموت طبيعة ثانية لديهم. فأثبتت أنّ القتل طبيعة أولى لديها.

تحتاج إسرائيل إلى إعادة تأهيل إنساني و خلقي. إلى دروس في الحياء، كي لا تواصل إستغباء 8 مليار إنسان حين تدّعي أن متطوّعين إنسانيين نصفهم عجزة و نساء أطلقوا على جنودها "الجيمس بونديّين" النار. كفى كذبا، و كفى أمريكا مراوغة.
لتعترف أنّ بقع البترول المتدفق في شواطئها يقضّ مضجعها أكثر من بقع دمنا المهدور في المياه الدوليّة.
لا نريد من مجلس الأمن أن يطبطب على أكتافنا ببيانات ترضية و هو يرى أكتاف الضباط الإسرائيليين مزيّنة بجماجمنا.

و لا نريد من الجامعة العربيّة و لا وزراء خارجيتها أن يجتمعوا لإصدار بيان ( ندري ماذا تفعل به إسرائيل!).
نريد أن يوفّروا لنا وسائل نقل كافية لنذهب شعوبا و قبائل عربيّة نتبضّع في تركيا شيئا من الكرامة و الأنفة.
نريد أن نستأذن السيدة أمينة أردوغان في أن تنجب أمّتنا من زوجها رجالاً للأجيال العربيّة القادمة بعد أن فسد نسلنا، و وهن جذعنا و زاد هواننا. إن كانت فتياتنا قد وقعن في حبّ مهنّد، فشعوبنا استولى على قلبها أردوغان.
ماذا أنت فاعل بنا يا رجل؟
إنّ وقفة العزّ أصبحت تبكينا! ـ

احلام مستغانمي من مقالاتها على الفيسبوك