بعد تعدد الأقاويل حول قصار القامة، ذكائهم ونجاحهم إجتماعياً، يتضح أن طوال القامة يميلون إلى تحقيق دخل وتعليم أكبر من نظرائهم قصار القامة. فقد أشارت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية أن الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة "علم الاقتصاد والطبيعة البشرية" أن قصار القامة يشعرون بتعاسة، ألم وتذمر من حياتهم أكثر من أصحاب القامة الطويلة.
وقال الباحثون من جامعة برينستون في نيو جيرسي ان الشخص الطويل يقلق أقل عند اختبار حالة إجهاد وغضب من الأشخاص الذين يعتبر طولهم معتدلاً. وأضافوا ان احتمالات تحقيق طوال القامة قدراتهم الإدراكية الكاملة أكبر من القصار، مشيرين إلى ان سوء التغذية وأمراض الطفولة تعيق النمو وتحد التطور العقلي في بعض الحالات.
وقال الباحثون "ثمة دليل جيد على ان العمل الإدراكي والجسدي يتطوران معاً، ونقص النمو الإدراكي هو الذي يتسبب بانخفاض معدل التعليم والدخل في سن الرشد وهذه بدورها مسؤولة عن نسبة تقييم الحياة والوضع العاطفي السيء".
وقارن الباحثون تأثر الطول مع عوامل أخرى تؤثر على نوعية الحياة ومن بينها الدخل، وتبين ان كل سنتمترين يزيدان من معدل السعادة بقدر ما يفعله ارتفاع الدخل بنسبة 4.4% عند الرجال و3.8% عند النساء. وأوضح الباحثون انه لا يمكن عزو هذه النتائج إلى الخصائص الديمغرافية والإثنية الأخرى لدى طوال القامة، وإنما يمكن تفسيرها بالارتباط الإيجابي بين الطول والدخل والتعليم اللذين يتركون أثراً إيجابياً على الحياة.
يذكر ان النتائج استندت إلى أجوبة 454065 راشداً أميركياً على استطلاعات عبر الهاتف. وتبين ان النساء القصيرات حصلن عن معدل 6.55 على مقياس السعادة الذي يتراوح بين 0 و10، في حين ان معدل سعادة اللواتي يزدنهن طولاً بلغ 6.64، أما بالنسبة إلى الرجال فكان الفارق أكبر إذ ان معدل سعادة القصار 6.41 وطوال القامة 6.55.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)