سليم الجمَاسي بين الغيرة العمياء والقدر !
ونفش الريش والندم !
قبل أيًام قليلة اتصل بي شخص من أقاربي , وطلب مني استقبال شخص من العشيرة بحاجة للمساعدة !
وحضر اليً مع حماه وهو قريب وصديق لي ! وسرد عليً قصته الحزينة 0وابتدرني بطلبه مني يجب أن أحصل له حقه ! قلت :
وأنا أهدي من توتره الواضح خيرا إن شاء الله ؟ وين حقك قال :
عند ذوي زوجتي ! أريد منهم دية دم ولديً! تذكرته جيدا وكان ذلك في العام 2005م حينما ذهبت لزيارة قريب لي في سجن الرقة المركزي وجاء على استحياء شاب في مقتبل العمر , واضح أنه محطم نفسيا" من خلال المظاهر البادية عليه ! لقد كان هو !
وقد سرد عليَ قصته , حول انتحار زوجته وقتلها لأبنائه ! لم أعير الأمر اهتمام كبير ! سوى تفاعلي بهذه القصة المؤلمة , وبقيت أيام تخطر على بالي ! لكن زحمة الحياة وضغوطها أنسانيها جملة وتفصيلا ! لقد تذكرته جيدا اليوم ! وبدأ بسرد قصته , المأساة ! كان عامل موظف في الدولة , وكان يسكن في بيت لايحمل من مكونات البيت إلاً اسمه ! غرفة من البلوك مسقوفة بالتنك , مع منافع وباحة سماوية ! في منطقة المخالفات شمال مدينة الرقة ! هذا ماورد في ضبط الشرطة بوصف سكنه ! لقد تعرف على زوجته وأحبها ومرت قصة حبهما بمد وجزر ! لكنها انتهت بنهاية سعيدة وتكللت بالزواج وكوًن نفسه من هنا وهناك ؟ شأن شريحة واسعة من المكون الشعبي السوري كل شيء بالدين إلاً الزوجة بالنقدي ! وأمعنت النظر فيه وهو يسرد قصته ! شاب فارع الطول جميل الطلعة , وان لوًحت وجهه سمرة مقبولة ويبدو من كلامه أنًه مثقف وان كان التوتر يظهر عليه كلما توغل بقصته , تزوجتها وهي أحب إنسان لي في هذا الوجود ! وابتسم لي القدر فكنت مع وظيفتي أعمل سائق باص سرفيس ! وكنت أسدد الديون التي تركبت عليً بزواجي من حبيبتي !رزقنا بثمرة هذا الزواج بولدين أحمد وعمره ثلاث سنوات وأيهم وعمره أربعة أشهر, وكنت ولا زلت أحتفظ بصداقات محدودة ومميزة !وهمي الوحيد تحسين وضعي المالي وسعادة أسرتي ! وذات صباح من نهاية شهر رمضان يوم 24- 11- 2003م عدت لبيتي لأبلغ زوجتي أني مسافر إلى القامشلي ودخلت بيتي وهو غرفتي الوحيدة فشاهدت أولادي مغطيين بشرشف وزوجتي بجانبهم الكل نيام ! ندهت عليهم بأسمائهم فلم يرد عليً أحد ! وكشفت الشرشف عن وجه ابني أحمد فكان الزبد يغطي فمه ولا حراك فيه وتفقدت أيهم الصغير وأيضا لاحراك فيه وحركت زوجتي فكانت مثلهم ! خرجت أصرخ وألطم على وجهي ! هرول على صراخي الجوار وركًاب الباص ! وكانت الفاجعة المأساة !
تم التحقيق معه مع الشهود وتم توقيفه بناءا على دعوى من أب وأم زوجته المنتحرة ! لم يفيق من صدمته إلا بعد سنتين تقريبا " !
لقد كانت الفاجعة كبيرة وزاد من وطأتها السجن وقفصه الحديدي وكرامته المهزوزة بالتهمة التي وجهها إليه ذوي زوجته وهي حملها على الانتحار ! لقد أبكاني بقوله أنً ابنه أيهم صباح اليوم المشئوم لوًح له بيده وابتسم مودعا لي حينما خرجت من المنزل كأنه يعلم أنً هذا اليوم آخر يوم له في هذه الدنيا ! وبعد السرد لحيثيات قصته واستيضاح بعض النقاط خرجت بالتقييم التالي :
لقد كان شأنه شأن شباب اليوم ! ينفشون ريشهم أمام زوجاتهم إذا تعثر في المشي , وقالت له حسناء الله يحميك ! يصور نفسه أنه مطلوب ومقبول عند البنات ! ومما زاد الطينة بلة طبيعة مهنته وهي سائق سرفيس بعد الدوام ! فكل يوم يأتي فيه يسرد قصص وحكايات عن البنات اللاتي قابلهن في ذلك اليوم ! ويبدوا أنه متعاقد مع موظفات أو معلمات يوميا" ينقلهن في الصباح إلى عملهن ويأتي بهنً بنهاية الدوام إلى بيوتهنً ويتبحبح زيادة في سرد الوقائع لزوجته ! لم ينتبه تغير زوجته وعصبيتها بعد التقرير اليومي الذي يدليه كل زوج لزوجته بأي موقع كان وبأي مستوى ثقافي ! فطبيعة الزوجات في المجتمع السوري الزوج عندهنً مملوك شخصي يجب أن يبرمج على تردد معين ثابت خارج البيت يكون كما هو في داخل البيت يتودد لها ويبوح لها حتى بخواطر تطرأ على باله ! وهو امتحان يومي يؤديه الزوج قبل الدخول إلى السرير ! ليلته سوداء إن لم يعترف باعتراف مرضي لزوجته الحبيبة ! إن التدخين للزوجة يرهق جملتها العصبية ويجعل منها حساسة لأتفه الأسباب ! ومما ساهم في رفع معدل التوتر عند النساء المدخنات هو رش الكالونيا على السيجارة لإحداث نشوة عابرة على حساب التحكم بالأعصاب ! ومثل ذلك تعمد بعض النساء من باب البرستيج تسحب لها كم نفس معسًل في البيت أو في المقاهي ! والدخان جملة وتفصيلا له دور سلبي على النساء وعلى نفسيتهنً! لقد كانت زوجته غيورة جدا لدرجة أنها حذرته ولم ينتبه ! ففي إحدى نزواته ونفش ريشه الزاهي أمامها استرسل بالسرد أغلبه من خياله إلا بعض الحقائق البسيطة فينسج عليها مايثيرها ! فعمدت إلى إرسال أختها العانس لمراقبته في نهاية الخط وبدايته الذي يعمل عليه السرفيس ! وذات يوم قبل الفاجعة بأسبوع زاره أحد أصدقائه مع زوجته , وعادة يتبارى الأزواج في سرد قصص تعدد لزوجات مع إطلاق بعض الزفرات حسرة على الزوجة الثانية ! وأنه أو أنهم ليسوا مثل فلان العلاًن الذي تزوج ثلاث أو اثنتين أو أربع والكل يسكنون في بيت واحد !! ياأخي فلان العلاًن ! مثل الديك يصيح كل وقت بمخدع إحدى زوجاته ! ويستطرد الآخر ياأخي أعرف شخص تزوج موظفة تساعده بالمصروف وزوجته الأولى ترعى الأطفال في البيت ! وتستمر المهاترات ونفش الريش أمام الزوجات حتى ينقطع الحديث بتهديد الزوجة أو الزوجات بأن ميعاد النوم قريب وهناك نعرف بعضنا ! ويحجم الديوك عن المهاترات والصياح ! وكل منهم بقرارة نفسه يقول ليلته سوداء إذا نام لوحده ! فيعمد الى المصالحة وأحيانا الرشوة بهدية أو بوعد معزز بأغلظ الأيمان حتى تمضي الليلة بخير ! وكأنك يا أبو زيد ماغزيت ! وهكذا نمسي على مانصبح ونصبح على ماأمسينا ! أنا شخصيا عندي زوجتين كل واحدة في دولة وغير مرتاح وان كان زواجي من الثانية ضرورة أباحها العرف والحاجة قبل الشرع ولكن الغيرة عمياء تحصد الأخضر مع اليابس ! تراكمت السلبيات عند الزوجة المدخنة مع حبة زيادة على السيجارة ! ولم تستوعب نفش ريش الزوج أنه فقط من أجل إثارتها لتمنحه رعاية واهتمام أكثر ! غاب عنها أنهم يعيشون في غرفة ومنافع لاتقي من برد ولا حر من أين له تكلفة زواج ثاني ! نسيت كل الساعات والأيام الخوالي التي رشفا معا رحيق السعادة واللذة الزوجية ! ولكن نار الغيرة التي أشعلت نارها وزيرة السوء أختها ! وجاءت لحظة الضعف فلم تشفع ليلة وقفة العيد ! ولم تردعها النقود التي أخذتها قبل يومين لشراء كسوة العيد لها وللأولاد ! ولربًما وشاية من أختها وزيرة السوء مع حبة بهار زيادة عن المعتاد ماترويه من النشرة اليومية عمدت على الانتحار ! فقامت وذهبت إلى السوق واشترت مادة سامة وأسقت ولديها وبعد أن تأكدت من موتهم غطتهم بشرشف حتى لاترى وجوههم المستنكرة لهذا الفعل الشنيع الذي جسده آلآم مبرحة حتى زهقت أرواحهم وهم يصارعون الموت ! أين عطف وحنان ورحمة وحب الأم مع هذا المشهد الكارثي بامتياز !!!
أين الخلل لنمو هذا الحقد الأسود على أطفال أبرياء ! وعلى زوج أمسو أحباب وأصبحوا أصحاب ومن أشعل فتيل القنبلة فحصدت الزوجة التعيسة وأحمد ذي الثلاث سنوات وأيهم الذي ودع أباه وهو يلوح له على صدر أمه مع ابتسامة عريضة ذو عمر الأربعة شهور الوداع الأخير ! السؤال الكبير ! ماهو حجم القوة الممثلة بإرادة القتل لأولادها !! ماهو المبرر القاهر للانتحار !
قالت له ذات يوم إذا طلعت عيونك يمين أو يسار على وحدة أو سمعت عنك شيء ! سوف أنتحر وأقتل أولادك ! وأتهمك وأزجك بالسجن وتنام على بطنك فوق البلاط وأنت تتحسر حتى تموت !!!!
نسيت أنً هذا التهديد كررته أمام جاره وزوجته حينما كانوا عندهم في إحدى الأمسيات ! تذكر الجيران تلك التهديدات وذهبوا إلى المحكمة وأدلوا بشهادتهم واقتنعت فيها محكمة الجنايات بالرقة وأطلقت سراحه بالقرار رقم 92 لعام 2005م لقد طلب مني صاحب هذه الفاجعة أن أنشرها عسى أن يتعض الناس بها , فيحجم الديوك عن نفش الريش , وتقلع النساء عن التدخين لأنه مدمر لصمًام الأمان بأعصابهنً !!
قلت ماتقدم والله من وراء القصد
الشيخ عبد القادر الخضر
لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)