بسم الله الرحمن الرحيم
أشهرت مدونة مسيحية، إسلامها على الانترنت، قائلة إنها عاشت على مدار عام ونصف في صراع داخلي عنيف انتهى بها إلى إشهار إسلامها في نفس المكان الذي كانت تتناول فيه الإسلام بالنقد.
وأعلنت المدونة، واسمها ماندولينا إسلامها في مدونتها
"الحياة الأبدية"، حيث قامت بتعليق كل موضوعات المدونة السابقة التي كانت تهاجم فيها الإسلام، وشرحت أسباب اعتناقها الإسلام.
واتصلت
"المصريون" بالمدونة للتأكد من صحة الخبر، حيث أكدت لنا بالفعل إسلامها، وقالت إنها أصبحت سعيدة بإسلامها وتعلم أن الله اختار لها الطريق الصحيح.

وقالت ماندولينا في صدر مدونتها:
"أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأشهد أن المسيح رسول الله، إنسان ليس لاهوتا أو صورة الله في الأرض، حاشَا لله أن يتخذ جسدا فانيا ليظهر لنا، فإن ذلك ضعف، والله قوي قادر لا يحتاج التجسد لينفذ مشيئته، بل أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون".
وتابعت: "
الله ليس خاضعًا لكي يخضع لخطوات لابد من تنفيذها لينفذ مغفرة أو محو خطايا، الله إن أراد ان يدخل الناس جميعا الجنة لم يعجز عن ذلك، وإذا أراد أن يهلكهم جميعا لا يستطيع أحد أن يرده عن مشيئته، فلِمَ يتجسد فهو قدوس لا يختلط ببشر، ولا يأخذ شكل جسد.. هذا هو إيماني باختصار وهو إيمان قبله عقلي واستراح له قلبي، فالحمد لله أن هداني بعد ان كنت تائهة، وأنار لي ظلمة طريقي بعد أن كنت في ظلام ودلني على الطريق بعد أن كنت ضائعة".
وختمت بتوقيعها "مندولينا".

وهذا أول حوار مع المسلمة مندولينا، يجريه المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير..
قام المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير بمحاورة المدونة الشهيرة "مندولينا" بعد إسلامها بقليل ويسعدنا أن ننقل لكم هذا الحوار..

- المرصد:
أولا أحب أن أشكرك على إتاحة الفرصة لهذا الحوار معك وعدم الخوف من نشره.
- ماندولينا: أنا كنت فخورة قبل هذا بإيماني القديم مع أنه كان يغضب الله، كيف لا أكون فخورة الآن وأنا تحدث كيف أخذ الله بيدي وهداني إلى الحق.

- المرصد:
من سنين ويبننا حوار على المستوى الشخصي وكنت ألاحظ منك العند لكني فؤجئت حقيقة بخبر إسلامك.
- ماندولينا: صدقني لم يكن عنداً، لكن الإيمان ليس قطعة ملابس يسهل تغيرها، الإيمان علاقة بيننا وبين الله.
لذلك لابد من التأكد مليار في المائة أنه هو الإيمان الصحيح الذي يرضى الله تعالى.

- المرصد:
حقيقة عندما سمعت الخبر قلت أكيد حدث شيئ هام ومؤثر ؟
- ماندولينا: لا بالعكس لم يحدث شيئا كبيراً لكني أحب تحكيم العقل، ومنذ سنة ونصف تحديدا بدأت القراءة في الكتب الإسلامية بحثا عن الحق.

- المرصد:
ما هي الكتب التي قرأتها ؟
- ماندولينا: ربما تفاجأ لو عرفتها، ولك أن تتصور.. لقد بدأت بكتب ابن تيمية، أغلبها تقريبا قرأته، وكذلك كتاب العقيدة الطحاوية، وكنت على يقين أن الإسلام به الكثير من الأشياء الجميلة.

- المرصد:
وماذا بعد؟
- حقيقة كان هناك ثلاثة أمور تقف بيني وبين الإسلام.

- المرصد:
ما هي؟
- الأول كان الشعور بأني سوف أخون المسيح – كما يقولون لنا – إذا فكرت مجرد التفكير في دين آخر غير المسيحية .
والسببين الأخريين في الإسلام نفسه، فكنت أظن أن العبادات في الإسلام ليست علاقة خاصة بين الله وبين الإنسان، وهذا يمنع من وجود روحانيات فيها.
ثانيا كنت أظن أن الإسلام لا يسمح بحرية الفكر .
ومع هذا كنت أرى أن الإسلام إيمان ثابت وواضح وثوابته ليس فيها شك عكس المسيحية.

- المرصد:
وكيف حسمتِ الأمر ؟
- ماندولينا: منذ ستة أشهر تقريبا امتنعت عن مناقشة أي شخص في المسائل الدينية وقررت أن أصفي تفكيري حتى أستطيع اتخاذ قرار.

- المرصد:
هل امتنعت عن مناقشة المسلمين والنصارى معاً؟
- نعم أي شيخ مسلم أو مسيحي، لكن في مرات معدودة كنت أناقش المسيحيين في فكرة التجسد وهل تنفي القداسة عن الله.

- المرصد:
وهل وجدتي إجابة من أحد منهم ؟
- ماندولينا: لم أجد ما يقنعني واهتديت أخيرا أن فكرة التجسد لا تناسب تصوري العقلي عن (الله)، حتى إيماني الذي أخذته من الكتاب المقدس أن الله قدوس والسماوات لا تتسع لقدسه والأرض لا تصلح موطء قدميه.
ووصلت إلى يقين أن الله تعالى لا يحتاج إلى شيء وأن التجسد ليس سوى صورة من صور الضعف، والله إذا احتاج إلى التجسد ليطهرنا من الخطيئة فهو ضعيف، وحاشا لله أن يكون ضعيفا.
ولو قام الله بهذا لأن الناموس يقول هذا فأي إله هذا الذي يخضع للناموس؟! حتى لو كان هو الذي وضع الناموس فهو وضعه لنا وليس له، فالله أقوى وأرحم وأحن علينا من هذا.

- المرصد:
هائل.. أحسنت والله.
- ماندولينا: ظللت لفترة بعد هذا أعتقد أن المسيح إنسان عظيم وأن عظمته كلها في أنه إنسان..

- المرصد:
هل اقتنعتي بالإسلام وقتها ؟
- ماندولينا: حقيقة لم يكن الإسلام من اختياراتي وقتها، وكان الأقرب لي أن أعبد الله وأنا مؤمنه بإنسانية المسيح وعظمته .

-
وكيف دخل الإسلام إلى خياراتك ؟
- ماندولينا: ذات يوم كنت أقوم بجمع مادة لبحث سوف أنشره في مدونتي، اسمه مأساة العقل في الإسلام، عن حرية التفكير والاجتهاد في الإسلام، وبالفعل وضعت مقدمته في المدونة وبدأ الناس يناقشوني فيه، وبعد أكثر من نقاش أحسست من داخلي أن هذه الحالات والنماذج التي استشهدت بها لا تصلح كدليل على وجود مأساة للعقل في الإسلام .

- المرصد:
ما هي هذه الحالات والنماذج التي جمعتها ؟
- ماندولينا: قمت بحصر حالات الاختلاف الفكري التي ترتب عليها قتل شخص أو إعدام عدة أشخاص، من مقتل عثمان بن عفان - رضى الله عنه- مرورا بالحلاج وغيلان الدمشقي وانتهاءً بفرج فودة، في البداية كنت أحصر الحالات بالجملة ولم أكن راجعت أفكارها أو قرأت شيء عنها.
وعندما طرحت الموضوع للنقاش على مدونتي وجدت أن أفكارهم لا تستحق وأنه تم الرد عليها جميعاً، وعرفت أني متأثرة بكثير من الشائعات عن الإسلام، لكنها كلها غير صحيحة.



يتبع