«فورد» تستثمر مليار دولار بغوجارات.. و«بيجو» تبني مصنعا يدخل مرحلة الإنتاج في 2014

فورد «فيغو».. تشهد مبيعات متزايدة في الهند




تنوي شركتا «فورد» الأميركية و«بيجو» الفرنسية العملاقتان في مجال صناعة السيارات، توظيف استثمارات ضخمة في الهند، في وقت تقام فيه مصانع جديدة لتعزيز الإنتاج من شأنها تحويل الهند إلى دولة رئيسية مصدرة للسيارات. شركة «فورد» أعلنت من جانبها المباشرة في استثمار جديد بقيمة مليار دولار من خلال إنشاء ثاني مصنع لها في بلدة ساناند في ولاية غوجارات غرب الهند. أما شركة «بيجو سيتروين» الفرنسية فتعمل حاليا على إقامة مصنع لسياراتها لمنافسة «فورد» في المنطقة نفسها، رأسماله 914 مليون دولار.

وكانت شركة «فورد»، المتعددة الجنسيات والتي يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، قد باشرت نشاطاتها الصناعية في الهند عام 1995، وذلك من خلال مشروع مشترك مع شركة «ماهيندرا آند ماهيندرا» الهندية المصنعة للسيارات. وفي عام 1998 رفعت حصتها في المشروع موحية بازدياد اهتمامها في السوق الهندية.
ومن المتوقع أن يستغرق إنشاء المصنع الجديد نحو عامين، بحيث ينتهي العمل على إنشائه ويبدأ تشغيله عام 2014. ويشغّل هذا المصنع نحو 5 آلاف عامل ومهندس وموظف. وإضافة إلى ذلك، فسوف تستثمر شركة «فورد» في الهند 72 مليون دولار أميركي في مدينة تشيناي لزيادة الكفاءة الإنتاجية لسيارة «فيستا سيدان» من خلال خطة تتوخى زيادة مبيعاتها وخططها الخاصة بزيادة التصدير من الهند.
وسوف يبلغ معدل إنتاج مصنع ساناند المقام على نحو 460 فدانا - وهو سابع مصنع تقيمه شركة «فورد» في الهند - 240 ألف سيارة و270 ألف محرك سنويا. وستتضاعف استثمارات «فورد» في الهند بإنشائها المصنع الجديد، بحيث تصل إلى 2.72 مليار دولار. وتملك الشركة مصنعا في تشيناي الواقعة في جنوب الهند. وسوف يكون مصنع غوجارات سابع مصنع لشركة «فورد» في القارة الآسيوية. ويقول مايكل بونيهام، رئيس «فورد» الهند ومديرها التنفيذي «الهند هي المكان الوحيد في العالم الذي نقيم فيه مصانع جديدة».
ويؤكد بونيهام أن ميناء مدينة تشيناي يخدم أسواق الشركة في شرق وجنوب شرقي آسيا، كما أنه يمكن استخدامه لتصدير منتجات فورد إلى الأسواق الغربية مثل المكسيك وجنوب أفريقيا والشرق الأوسط. ويوضح قائلا «سوف يتم تصنيع منتجات (فورد) العالمية في ساناند كذلك». ومن المنتظر أن تزيد المصانع الجديدة مبيعات الشركة حول العالم بنسبة 50 في المائة بحلول منتصف العقد الحالي لتصل إلى 8 ملايين سيارة سنويا.
وفي المقابل، سوف تنتج شركة «بيجو» 165 ألف سيارة سنويا. وتملك مجموعة «بيجو سيتروين» 16 مصنعا في مختلف أنحاء العالم، وسيكون مصنع غوجارات السابع عشر. وسوف يصل حجم إنتاج المصنع إلى25 في المائة من إنتاج الشركة.
وتعد شركة «بيجو» ثالث شركة مصنعة للسيارات تستثمر في ساناند خلال السنوات الثلاث الماضية بعد «تاتا موتورز» و«فورد». ومن المتوقع أن تنتج «بيجو» أول سيارة لها في الهند عام 2014. وسوف يتم تصنيع سيارة «بيجو سيدان» في ساناند، ومن ثم يجمّع المصنع الموديل 508 الذي تشتهر به الشركة. ويقول فيليب فارين، رئيس مجلس إدارة «بيجو سيتروين»: «ننظر إلى الهند باعتبارها إحدى أهم الأسواق وأكثرها نشاطا في العالم. ومن المتوقع أن تصبح ثالث أكبر سوق للسيارات بحلول عام 2020».
وتوضح المبيعات الضخمة لسيارات «فورد» في الهند، والتي ارتفعت مؤخرا بنسبة 40 في المائة، خطط توسعها في الهند. فبعد ارتفاع ملحوظ في المبيعات بلغت نسبته 172 في المائة عام 2010، أنتجت «فورد» في الهند، عام 2011، سيارة «فيستا» وبعدها عددا من موديلاتها المعروفة بينها «فيستا ستايل» و«فيستا تريند» و«فيستا تيتانيوم» و«تيتانيوم بلاس» التي تعمل كلها بالبنزين والديزل. وتختلف أسعار هذه الموديلات عن بعضها بعضا على خلفية المصانع التي تنتجها.
وبلغ حجم مبيعات سيارات «فورد» بما فيها المصدرة من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب) عام 2011 الماضي نحو 80.332 سيرة، في مقابل 57.303 في الفترة نفسها من العام الماضي. وسوف تعني هذه التطويرات توفير المزيد من الخيارات للمستهلك الهندي، كما ستعني أيضا منافسة أكبر للشركات الهندية المحلية المصنعة للسيارات مثل «تاتا موتورز» و«ماروتي». وقد أدى ارتفاع معدل دخل الفرد في الهند وارتفاع عدد الشباب في المنطقة إلى تحفيز كل من «فولكس فاغن» و«جنرال موتورز» و«تويوتا موتور كوربوريشن» و«نيسان موتور» على التوسع خارج محيطها بمشاركة مساهمين في الهند. وسوف تقدم «فورد» سيارتها الصغيرة من خلال مصنعها الجديد في الهند تحت اسم «فورد فيغو هاتش باك». ويقال إن مشروع تطوير السيارة الصغيرة «بي 562» سيتم من خلال مؤسسات البحث والتطوير التابعة للشركة في البرازيل توصلا لإنتاج سيارة جديدة صغيرة عالمية.
وكانت «فورد» قد حققت نجاحا ملحوظا في الهند بفضل السيارة «فيغو هاتش باك» التي ارتفع سعرها مع ارتفاع أدائها القوي ومقدار ما تقطعه من أميال. وأصبحت السيارة أهم سيارة بالنسبة إلى «فورد» في الهند حيث تحقق حجم المبيعات الأكبر. وقد ازداد الطلب على سيارة «فورد فيغو» العائلية الصغيرة بحيث بلغ عدد السيارات المباعة منها، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2011، نحو 60 ألف وحدة، بما في ذلك تلك التي تم تصديرها إلى خارج الهند.
وخلال فاعلية تدشين «فيستا سيدان» مؤخرا، أشارت شركة «فورد» إلى احتمال استخدام محرك «إيكو بوست» سعة لتر واحد في سيارة «فورد فيغو» في المستقبل القريب، وكذلك في السيارة الجديدة الصغيرة. ويتضمن خط إنتاج محركات «إيكو بوست» المحركات ذات الحقن المباشر وذات الشحن التوربيني التي تهدف إلى تحسين القوة وترشيد استهلاك الوقود مع الحد من الانبعاثات الغازية الضارة.
وتتردد أنباء غير مؤكدة بعد عن أن شركة «فورد الهند» باشرت بالفعل محادثات مع منتجين محتملين من أجل توفير أجزاء من سيارة «فورد» الصغيرة التي ستكون واحدة من 7 موديلات ستدشنها الشركة في الهند بحلول عام 2015. ومن المرجح أن تُطرح السيارة في الأسواق عام 2014، ومن المتوقع أن تستهدف جمهور سيارتي «ماروتي إيه ستار» و«هيونداي آي 10». وبعد طرح سيارة «ماروتي زن» القديمة، يشعر العديد من الشباب المتحمسين في الهند من أنهم حرموا، على مدى السنوات القليلة الماضية، من سيارة يمكنهم تحمل تكلفتها. وتصلح سيارة «فورد فيغو» الصغيرة الجديدة المزودة بمحرك «إيكو بوست» لأن تملأ هذا الفراغ وتحقق رغبتهم.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج السيارات في الهند ارتفع بنسبة 27.7 في المائة خلال العام المالي المنتهي في مارس (آذار) 2011، فقد وصل حجم الإنتاج إلى 3 ملايين سيارة في أعقاب زيادة خلال العام المالي الماضي بلغت نسبتها 28.2 في المائة. وتضاعف الإنتاج تقريبا على مدى السنوات الأربع الماضية. وعلاوة على الشركات الهندية المصنعة للسيارات مثل «تاتا» و«ماهيندرا» و«باجاج»، هناك شركات عالمية أخرى تعمل في الهند أبرزها «سوزوكي» و«هوندا» و«فورد» و«فولكس فاغن» و«رينو» و«نيسان» و«جنرال موتورز» و«هيونداي» و«تويوتا» و«فيات».