الإطلالة الجديدة لـ«ميني»


ما الذي يمكن أن نستخلصه من طرح شركة «ميني» سيارتها الجديدة «ميني كوبيه» الذي يثير أكثر من تساؤل حول الغاية منه: هل هي مناورة تسويقية أم خطوة تطويرية ضرورية لصورة السيارة؟ ربما تكون الغاية مزيجا من الهدفين. ولكن الواضح أن الشركة تتحرك على عدة محاور؛ أبرزها ضرورة التوسع في قطاعات جديدة من سوق السيارات الأخرى. ولأن صورتها لا تسمح بإنتاج سيارة أكبر من طراز «كونتريمان»، باتت بحاجة لإنتاج سيارة صغيرة أو تتخذ توجها ما جانبيا.
يمكن اعتبار سيارة «الكوبيه» وشقيقتها الأخرى المنتظرة، «ميني رودستر»، حصيلة التوجه الجانبي الجديد لدى الشركة، لأنه لا يعتمد على الشكل؛ بل على تقنية الدفع الأمامي نفسها المعتمدة في سيارتي «هاتش» و«كونفيرتبل» الحاليتين.

يتضح ذلك بجلاء من منظر السيارة الصغيرة على اعتبار أن كل شيء فيها، من قاعدتها حتى الخط الخارجي لنافذتها، يظهر شبها كبيرا بنظيراتها. ويتأكد هذا الشبه بمقارنة قاعدة العجلات المتطابقة وحجم «الكوبيه» الأطول بخمسة ملليمترات فقط من سيارة الهاتش.
وهذا يجعل سقف السيارة المظهر الوحيد المختلف عن السابق، فالزجاج الأمامي مائل بشدة وأقل ارتفاعا بطول 3 سنتيمترات. وقد لاقت هذه التعديلات قبولا لدى قطاع من المشترين. وربما يكون سعر السيارة هو أفضل مميزاتها.
تحتفظ سيارة «ميني» بالتصميم الداخلي نفسه على الرغم من وجود مقعدين فقط فيها. أما لوحة العدادات فهي لوحة السيارات الأخرى نفسها، أما الفارق الأكبر فهو السقف المنخفض.. وهذا يعطي سيارة الـ«كوبيه» خصوصية مميزة، على الرغم من القواطع البيضاوية في سقف السيارة التي تحرم السائق، إلى حد ما، من فسحة الرؤية.
هل أعادت شركة «ميني» النظر في تصاميمها؟ يبدو أن هذه السيارة معدة لاجتذاب الذكور من المشترين، وهو أمر تحتاجه مبيعات الشركة. لكن جاذبية الكوبيه تبدو مثيرة للجنسين أكثر مما تستهوي الرجال فقط.
* الأداء
* تتفوق هذه السيارة على كل سيارات «ميني» من حيث السرعة، فهي الأسرع بينها على الإطلاق. ومن خلال محرك بقوة 211 حصانا، تستطيع السيارة الانطلاق من سرعة الثبات إلى 62 ميلا في غضون 6.4 ثانية؛ رقم يحتل صدارة عناوين صحف السيارات يدعمه في ذلك الاستجابات الهائلة من نطاق دورات المحرك.

تطرح «ميني» عدة نسخ من السيارة؛ منها «كوبر» العادية بقوة 122 حصانا، و«كوبر إس» بقوة 184 حصانا ومحرك سعة 1.6 لتر، إلى جانب السيارة «كوبر إي دي» بقوة 143 حصانا وسعة 2.0 لتر. وتعد الأخيرة الأفضل بين هذه السيارات كونها تتضمن الكثير من المقومات، وعزم دوران قويا.
المتمرسون في قيادة السيارات على الطرق السريعة والطرق الفرعية لا بد أن يستهويهم الكثير من الإمكانات التي تتمتع بها السيارة في سيرها على هذه الطرق، على الرغم من خسارة متعة النقلة النهائية في سيارة «جيه سي دبليو» لدى تجاوزها السيارات الأخرى على الطريق. إضافة إلى ذلك، فإن سعر سيارة «إس دي» أرخص بنحو 4 آلاف و500 دولار وأكثر اقتصادا في استهلاك الوقود.
يبدو الشكل الرياضي واضحا في كل الموديلات، في الوقت الذي تضيف فيه علبة السرعة التي تحتوي على ناقل يدوي بست سرعات لمسة جمالية. لكن الأقل إثارة للإعجاب هي ضوضاء الطريق وأصوات الإطارات ناهيك بالصوت الذي يحدثه اصطدام الهواء بحاجز النوافذ أو سقف السيارة المنزلق.
* قيادة السيارة
* رغم قوة مجموعة المحركات العائدة لهذه السيارة، فإنه لا جديد فيها حقا؛ فبإمكان قائدها أن يحصل على مكونات القوة نفسها في سيارة «ميني هاتش» وقد يجد صعوبة في ملاحظة الميزات المحدودة التي تتمتع بها الكوبيه، ولكن كيف سيكون شعوره لدى قيادتها؟
مع احتفاظها بالسمات نفسها لسيارة «ميني هاتش» الأساسية ونظام التعليق المماثل، لن يستغرب سائقها أن يلحظ أن «الكوبيه» تحتفظ بالملامح الأساسية لشخصية الـ«ميني»، باستثناء فارق واضح؛ فسيارة «ميني» عززت بنيتها وقوت «رفاصاتها» وصماماتها، وأضافت قضيبا مانعا للتدحرج وقلصت محور الثقل ونفلت توازن الثقل إلى الأمام؛ الأمر الذي أضفى على «الكوبيه» طابعا أكثر جدية من سيارة «الهاتش». لذلك، حتى في ظروف أحوال جوية سيئة، تبقى «الكوبيه» ثابتة وممتعة القيادة.
مع ذلك سوف تهتز عجلة القيادة عندما تواجه السيارة مطبا - وهي ظاهرة تعاني منها كل طرز «ميني» - إلا أن طراز «جيه سي دبليو» أقل تأثرا بالمطبات من نظيره الهاتشباك.
ولكن، في المحصلة النهائية، تثير هذه السيارة شعورا لا يقاوم بأنها سيارة قادرة بكامل إمكاناتها على تلبية رغبات قائدها في السرعة؛ فتوازن عجلة التوجيه ملائمة، وردود فعل الكوبيه لمداخلاته صادقة وتوحي بالثقة. وكل ذلك بمساعدة نظام اتزان ديناميكي، ونظام تعليق هوائي إلكتروني يعمل بفاعلية كبيرة، مما يجعل سائقها يشعر بارتياح كبير في قيادتها حتى مع إغلاق كل وسائل المساعدة الإلكترونية.
بالحديث عن الراحة، فجودة القيادة أمر مضمون على الطرق الأوروبية.. وهناك خيارات أخرى لأنظمة تعليق في سيارات «سبورتس» و«جون كوبر» و«وركس».
* التنسيق الداخلي للسيارة
* لا يوجد الكثير مما يمكن قوله على هذا الصعيد، ومدى الارتياح لمقصورة الداخل يتوقف على خيارات مشتري السيارة. مستوى موقع مقعد الراكب ليس منخفضا عن سيارات «ميني» الأخرى، ولكن مستوى الرؤية أسوأ، خاصة في حال فتح الجناح الخلفي النشط.
كانت إضافة الجناح الخلفي الأول بالنسبة لأي منتج من منتجات «بي إم دبليو»، يرتفع بصورة أوتوماتيكية عند سرعة 50 ميلا في الساعة، ويعود ليرتد عندما تنخفض السرعة إلى ما دون 37 ميلا في الساعة، ومفتاح كهربائي لرفع السقف بصورة يدوية. كان غياب المقاعد الخلفية تعني حقيبة أوسع للسيارة عن حقيبة السيارة «كلابمان» بـ280 لترا.
* استهلاك الوقود والأمان في السيارة
* تشمل كل سيارة كوبيه أنظمة المساعدة المعهودة؛ وبينها نظام التوقف وإعادة التشغيل، ونظام توليد الطاقة من الفرامل، ومؤشر لتغيير السرعات في السيارة.. الأمر الذي يجعلها اقتصادية وأقل بثا لغاز ثاني أكسيد الكربون من أي سيارة منافسة لها.
وعلى هذا الصعيد تتبوأ «كوبر إس دي» موقع الريادة بتحقيقها 114 غراما/ كيلومترا، واستهلاك غالون واحد لكل 65.7 ميل. لكن حتى سيارة «جيه سي دبليو» تحقق 39.8 ميل/ غالون، فيما يبث عادمها 165.7 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر.
المعتادون على مظهر سيارة «ميني» التقليدي قد لا تعجبهم التغييرات الجديدة، فيما قد يشعر المتطلعون إلى سيارة رياضية سريعة بتغييرات طفيفة. لكن الشركة كانت دائما ما تؤكد على أن هذه السيارة ستكون منتجا قويا.. فهي، عمليا، سيارة «ميني هاتش» بمقعدين فقط وسقف استثنائي، لكن روح الاستقلال التي تمثلها هذه السيارة قد تثبت ما يتطلع إليه البعض، وفوق كل هذا، فهي تعيد صياغة متعة القيادة الأساسية في هذه النوعية من السيارات.
* أهم مميزات السيارة
* المتعة الكبيرة لسيارة «ميني»، والنوعية المعتادة لسيارات «ميني»، والحقيبة الضخمة، والتميز.
* أبرز عيوب السيارة
* الشكل والمفهوم لن يرضيا الجميع، والفرق بين الكوبيه والهاتش ليس كبيرا كما يأمل البعض أن يكون.