الزواج من أهم وأقدس العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، لما فيه من تنظيم واستقرار للفرد والمجتمع واستمرار للجنس البشري… لذلك يجب أن نولي هذه العلاقة اهتماماً خاصاً، فإذا بنيت على أسس غير سليمة وكان مسارها غير صحيح لا تحقق الهدف المرجو منها.



ومن أهم ركائز العلاقة الزوجية وأسس نجاحها هو ( الحوار الزوجي الناجح )، فهو الذي ينمي الحب بين الزوجين، ويشعر كل منهما بأهمية وجود الآخر في حياته، ويعطي لكل طرف صورة واضحة عن الآخر، فيسهل عليهما بذلك التعامل مع بعضهما وإدارة الأسرة، لأن الحياة الزوجية مبنية على التعامل المشترك بين الطرفين.. لذلك نجد أن نسبة كبيرة من الطلاق تكون في وقت مبكر لجهل كل طرف بشخصية ونفسية الطرف الآخر، والذي نتج عن انعدام الحوار الصحيح بينهما.

وحتى يكون الحوار الزوجي ناحجاً:
1- مرجعية الحوار: لا بد أن تكون المرجعية في الحوار الزوجي للضوابط الشرعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى.

2- الاستعداد للحوار: تجنب الحوار إذا كان الطرف الآخر غير مستعد، لأنه في هذا الحالة لن يتقبل أي رأي، ولن يتمكن من التفاعل.

3- الصراحة في الحوار: يجب أن يتسم الحوار بصفة الصراحة وإلا لن يستفيد أي طرف، بل قد يعمق الخلاف، خصوصاً عندما يكتشف أحدهما عدم صراحة الطرف الآخر مستقبلاً.

4- انتقاء مكان وزمان الحوار: يجب أن يكون الزمان والمكان ملائمان لنوعية الحوار… لذلك إحرص أن لا تحمل غرفة النوم إلا الذكريات الجميلة، لأن عقل الإنسان يربط بين الحدث وبين المكان والزمان.

5- الاستعداد للتنازل: يجب أن يتسم الحوار بالتعقل العاطفي، حيث يقول أحد العلماء أنه يجب أن نعطي العقل جرعة من العاطفة كي يرق ويلين، ونعطي العاطفة جرعة من العقل كي تعتدل وتتزن… لذا لا بد أن تكون لدى الطرفين روحية التنازل للطرف الآخر، وإلا لا فائدة ترجى من حوار يصر فيه كل طرف على رأيه ويقرر مسبقاً أنه لن يتنازل عن رأيه.

6- أسلوب إدارة الحوار: إحرص أن يكون أسلوب إدارة الحوار لطيفاً وهادئاً بعيداً عن التشنج والتعصب والعصبية، وتجنب إسكات الآخر أثناء كلامه، كن مستمعاً جيداً لوجهة نظره، وتجنب الانشغال عنه بأمور أخرى لأن ذلك يشعره بالاستفزاز وعدم الاهتمام.

7- الابتعاد عن الحوار الغاضب: تجنب الحوار أثناء الغضب، فالحوار في هذه الحالة يعقد المسائل أكثر، لأن الإنسان الغاضب قد يتلفظ بكلمات جارحة تؤثر سلباً على علاقته الزوجية، وقد لا يستطيع بعد ذلك جبر ما تم كسره.

8- لغة الحوار: لأسلوب الكلام دور كبير في تقبل كل طرف للآخر والتفاعل معه، لذلك لابد أن يراعي الزوج طبيعة ونفسية وحساسية زوجته ونظرة المرأة للأمور، لذلك يجب أن تختلف طريقة حواره معها عن تلك التي تكون مع الرجال، وكذلك بالنسبة للمرأة لابد أن تراعي طبيعة الزوج ولا تتكلم معه كما تتكلم مع صديقاتها.

9- الابتعاد عن لغة الأوامر: تجنب أثناء الحوار الزوجي لغة الأوامر فهذا يعطي إحساساً بأن الطرف الآخر يريد أن يفرض رأيه قسراً، مما يؤدي إلى العناد أكثر وإلى تأزيم الموقف وتعقيده والحكم مسبقاً على الحوار بالفشل.

10- تجنب قياس عيوب الطرف الآخر بمحاسن الآخرين، وإذا كان ذلك ضرورياً فلتكن بين مساوىء طرف الحوار ومحاسنه هو، لامحاسن غيره.
11- تجنب الحديث عن الأخطاء الماضية واسترجاع تاريخ المشاكل أو المساوىء، والاقتصار على آخر خطأ سبب المشكلة، وطرحه بدون تهويل ومبالغة حتى لو كان في واقعه خطأ كبيراً.


وهكذا .. فالحوار الزوجي الناجح الذي يقوم على أسس صحيحة وسليمة يزيد من المحبة والتآلف بين الزوجين ويساعد في استقرار الأسرة، أما إذا كان الحوار من أجل أن يغلب طرف الطرف الآخر فلن يأتي ذلك إلا بنتائج عكسية تزيد الأمور سوءاً..

نصيحة لكل المتزوجين

الحوار سفينة النجاة