يستطيع الإنسان الآلي (روبوت) اليوم أن يفتح الأبواب ويبحث عن مقبس الكهرباء لإعادة شحن نفسه بنفسه, وتصول فيروسات الحواسيب وتجول دون أن تكون هناك وسيلة لوقفها كما تقترب الطائرات بدون طيار, من تنفيذ مهام القتل تلقائيا, فهل تنفلت الأمور في النهاية من يد الإنسان وما خطر ذلك؟


يناقش عدد من خبراء الحاسوب في الوقت الحالي ما إذا كان على الإنسان أن يضع حدا للبحوث التي قد تسبب فقدان البشرية سيطرتها على الأنظمة المبنية على تقنيات الحاسوب التي تضطلع اليوم بحصة متزايدة من عبء العمل البشري بدءا بشن الحروب وانتهاء بالدردشة مع الزبائن عبر الهاتف.

ومثار قلق هؤلاء العلماء هو أن مزيدا من التقدم في هذا المجال قد يتمخض عنه تمزق عميق للمجتمع الإنساني، بل ربما تكون له عواقب وخيمة وخطيرة.


وتتنوع الأمثلة التي يوردها العلماءفي هذا الصدد, فيتحدثون عن البرامج الطبية التي تحاور المرضى وتحاكي التعاطف معهم وفيروسات ودودات الحاسوب التي تتحدى وسائل الإبادة, بل إن هناك من يرى أنها بلغت مرحلة "الصرصور" في ذكاء الآلة.




ولئن كان العلماء مجمعين حتى الآن على أن التكنولوجيات الحديثة لا تزال بعيدة جدا عن الانفلات من القبضة البشرية, فإن لقلقهم ما يبرره، إذ أن التقدم التكنولوجي بدأ يغير طبيعة القوة العاملة عبر تدمير وظائف على نطاق يزداد اتساعا, كمشروع تطوير السيارات التي تقود نفسها بنفسها وروبتات الخدمات التي تساعد في القيام ببعض الوظائف وكذلك في الأعمال المنزلية.

فالتقدم التكنولوجي جعل الناس يتعلمون العيش مع آلات تحاكي شيئا فشيئا السلوك البشري, وهناك مخاوف جدية من شبح تمكن المجرمين من استغلال برامج الذكاء الاصطناعي التي يجري تطويرها.

وقد ورد في عدد من قصص الخيال العلمي حديث عن الآلات الذكية, تنبأ آي جي غود وهو أحد الكتاب الأميركيين وأحد علماء الرياضيات في عام 1965 أن تتمكن الآلات الذكية من اختراع آلات أذكى منها.


وذكر عالم الحاسوب فرنور فينج أن ابتكار الإنسان لآلة أذكى ربما يعجل بنهاية "العهد البشري".


ورغم هذا القلق، يقول الدكتور أريك هورفيتس الباحث في مؤسسة مايكروسفت إنه متفائل بأن تستفيد البشرية من بحوث الذكاء الاصطناعي المستمرة حاليا, بل يرى أن هذه البحوث ربما تساعد في التعويض عن الإخفاقات البشرية.