في محاولة الأطراف للنيل من بعضها , يلجأون للسخرية والنكته والمثل , حتى أصبح ذكر اسم مدينة ما يقترن بمثل معين أو صفة ما.

من الطبيعي أن تتنافس المدن والبلدات والمناطق والمجموعات البشرية فيما بينها ,وأن تحاول كل مجموعة التباهي بما لديها وانتقاد ومحاولة النيل من الطرف الآخر,ولعل هذا الأمر لا ينحصر بمجموعة بشرية بعينها بل يمكن تعميم الأمر على مختلف البلدان والشعوب.
وفي محاولة الأطراف للنيل من بعضها , يلجأون للسخرية والنكته والمثل , حتى أصبح ذكر اسم مدينة ما يقترن بمثل معين أو صفة ما.
ومن البديهي أن ما سنذكره من الأمثال والنكت , هو تسجيل لهذة الظاهرة ولا ينطبق بحال مع حقيقة الواقع وصفات هذة المناطق.
فبين جبلة وطرطوس مثلا ما صنع الحداد ..ولا يرتاح كل طرف إلى الآخر ..
فيقول الجبالوة: اغسل يديك إذا صافحت طرطوسيا ..وينكتون على أهل طرطوس بأنهم شعب لا يعمل بل يقضي وقته في شرب المتة , ولا يسألك الطرطوسي إذا كان يريد أن يضيفك مشروب ما عن نوع المشروب بل يسألك: كيف بتحب تشرب المتة ..بلا سكر أو بزهورات أم سادة.
ويعللون عدم وجود فريق لكرة القدم بالدرجة الأولى لهذا السبب حيث يظنون أن المتة (ترخّي) الهمة ..ومن الأمثال التي ينسبونها لأهل طرطوس أن حكمتهم : لعن اللة ثلاثة من حضر ولم ينقع, ومن نقع ولم يكرع , ومن قام ولم تقطع ( عن المتة).
ويقولون أن في طرطوس فئتان : إما مشايخ أو مخابرات !!
وبالمقابل ينظر أهل طرطوس لجبلة على أنها بلد المدعومين والشبيحة ..وربما ذلك عائد لزمن كان عدد لا بأس به من جنرالات الجيش من جبلة وريفها (انقلب الزمن الآن وأصبح أهل جبلة يشتكون أيضا أن معظم المسؤولين والوزراء في الساحل من طرطوس)..
وأيضا كان شبيحة الثمانينيات يختارون مدينة جبلة لعرض مواهبهم في التشفيط وإبراز عضلاتهم .
ونفس الأمر يقال على العلاقة بين أهل طرطوس وصافيتا , ويتهم الطراطسة أهل قرية (بحنين) بالبخل ولهم في ذلك روايات .
أما بانياس فهذة المدينة المظلومة والمحكومة بين فكي غول تلوث المصفاة والمحطة الحرارية لم تسلم أيضا من النكت والأمثال..
فيتهم أهل المدينة بالإنغلاق والتزمت , ومن النكت التي تروى:جال فيما مضى سيرك هندي المنطقة الساحلية وكان يوجد فيل ضمن هذا السيرك كان سايسه يمشيه مساء كنوع من الترييض ,أثنان بانياسيةشربانين راكبين عالموتور ,شاهدوا الفيل ,قال الأول :دير بالك كأنو فيه فيل قدامك.. أجابه السائق:فيل ...وببانياس !! عان عاااان..طاخ .
ويتهم المراقبة(نسبة للمرقب )بالتعصب , وبارمايا بالفتوات , وتعنيتا بالسهر واللهو وكثرة الأعراس,
وعن أهل اللاذقية , يقول الجبلايون :اللوادقة بنادقة ..وكيف بتعرف اللادقاني ؟ إذا شخ الأول لحقو التاني..وينسبون لهم التنبلة (اثنان من الصليبة يجلسان على مقهى رصيف ,الأول : أبو صطيف أديش بدك لحتى تقطع الشارع لهونيك, أبو صطيف : شي نص ساعة, الأول: آي شو صاروخ !!
وأيضا : الأول : شايف هالنملة هونيك عالحيط , التاني: آي ...بس ماني شايف الحيط!!
بينما يتهم اللوادقةأهل جبلة بالتحرر الإجتماعي الزائد.واستخدام الواسطة بشكل مفرط.
وعن ادلب يقولون : إقلب أنت في إدلب ..ومكتوب على لوحة الترحيب على مدخل إدلب :أهلا بكم وبأولادكم ..وأيضا افتتح مسبح مختلط في إدلب : رجال مع أولاد!!
أما عن أحياء جبلة الشعبية ..فكثيرا ما يطلقون أسماء للسخرية منها مثل حارة الفلط ..وحارة التنابل وهذة الأخيرة سميت كذلك ,بحسب ما يدعون أن أهل هذة الحارة يذهبون للصيد أو العمل ويعيشون لأسبوع كامل بما جنوه وخلال هذا الأسبوع لا يعملون بل يجلسون على القهوة ,يدخنون النراجيل ويتسلون بالورق وبالطاولة.حتى تنضب النقود ليعيدوا الكرة من جديد.
وعن قرى جبلة : يقولون بقر( بيت ياشوط) , وكنّك أي عنّد نسبة ل(كنكارو ), وينسبون لأهل (حرف الساري) الملعنة والخبث , ول(حلبكو) المشائخ, ولأهل (حمام القراحلة) حب المال ومسرات الدنيا, ويضرب المثل بالجهل والبعد عن المدنية بقريتي (بطموش ومعرين ) ,وللواسطة والثراء السريع ل (قرفيص),وللخروج عن المألوف ل (سربيون)...
وهكذا لا تكاد اسم مدينة أو حي أو قرية من وسم معين أو صفة يقترن بها , مع أن هذا الأمر هو تعميم ظالم , وأن الحقيقة هي ربما بعيدة كل البعد عن هذة الصفات إلا أن الأمر غالبا ما يتداول عبر الأجيال لترتبط حادثة معينة جرت في زمن بعيد باسم إحدى هذة البلدات .
وكدلالة على الأمر نذكر أخيرا هذة النكتة عن اسم منطقة في صحراء سيناء اسمها المطار السري : فقد قررت الحكومة المصرية أيام عبد الناصر إنشاء مطارا سريا في سيناء , وفعلا تم الأمر , ولكن الذي جرى هو أن سائقي سيارات الأجرة في المنطقة كانوا إذا اقتربوا من المنطقة صاحوا على الركاب : المطار السري مين نازل عالمطار السري !؟