صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 13 إلى 14 من 14

الموضوع: صعود المطر


  1. #13
    الحالة : انس. غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Dec 2010
    رقم العضوية: 6814
    الإهتمامات: الكتابة
    العمل: مهندس
    المشاركات: 886
    معدل تقييم المستوى : 1297
    Array

    الزمان : 1965
    المكان : كولومبيا
    الحدث :اجتماع في دائرة الاستخبارات
    وزير الامن الداخلي محدثا مدير الدائرة : ....حان الوقت للتخلص من كارلوس

    - لماذا ...!؟
    - انتهت الحاجة منه ....

    منهيا حديثا طويلا عن ضرورة اغتيال كارلوس وبسرعة قصوى ...
    بعد مغادرة الوزير ..رن هاتف طالع وكان المدير على الجانب الآخر من الخط و الذي طلب منه الاختفاء مؤقتا ريثما تهدأ الأمور ..
    في صباح اليوم التالي وجدت جثة وزير الأمن ملقاة في حاوية قمامة في أقذر شارع في بوغوتا ..
    في حين كان طالع (كارلوس ) يتناول طعام الفطور في قصره ......

    أحس كارلوس أن أيامه انتهت في هذا البلد المافاوي بامتياز ...
    فقد ازدادت جرائم كارلوس لدرجة تقشعر لها الأبدان من بشاعتها وعنفها ...
    حتى زوجته ابنة اكبر زعماء المافيا لم تسلم من أذاه وقسوته التي جعلت منه أسوأ زوج يمكن أن تتخيله أي امرأة طوال عمرها
    ومع ذلك أنجبت له من البنات مايكفي لسبعة أصهار.......... وصبيان
    *****
    نعود الى صيدا التي وصلها كارلوس ولكن باسمه القديم طالع بعد أن شاع في كولومبيا أن الحكومة قتلته وأخفت جثته .....

    تغيرت ملامح الشوارع والحارات كثيرا ...
    لم يعد أي حجر على حجر الا البلدة القديمة والتي نجدها في كل مدن العالم ناصبة هامتها ترفض اللحاق بركب الحضارة في مكابرة وعزة ونفس بالماضي الذي لن يرجع أبدا .

    كان طالع يؤمن أن المال يجلب السلطة والجاه والقوة وكل شيء
    فالمال في كفة والدنيا ومافيها في الكفة المقابلة ........
    لكن عندما بادرت المصائب في دق بابه بدت قناعاته تتغير..
    ابنتان من بناته لم تستطيعا اللحاق به وتمت تصفيتهما مع عوائلهم في مجزرة رهيبة .....
    كانت تلك الكارثة بداية الانكسار في عقل طالع الذي أصبحت قرارته مهزوزة وغير متماسكة
    مع ذلك ضل محتفظا بشخصية العراب ومايمثله من رعب لمجرد ذكر اسمه
    *******
    في اقطاعيته الجديدة جمع مجلس الأعيان واعطاهم تعليماته في صلف ووقاحة كانت بمثابة تفريغ لأحقاد الطفولة

    مرت سنوات طويلة بعد ذلك التاريخ تقلصت خلالها قوة طالع بسبب تقدمه في السن وانغماس أولاده في المجون بشكل رهيب
    لم تكن مشكلة طالع مع سلوك أولاده فهو آخر من يحق له أن يخطب في الشرف والأخلاق ...

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #14
    الحالة : انس. غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Dec 2010
    رقم العضوية: 6814
    الإهتمامات: الكتابة
    العمل: مهندس
    المشاركات: 886
    معدل تقييم المستوى : 1297
    Array

    لم يكن بامكاني أن أكون قاسيا لدرجة الكفر دون أن أصاب بنوبات من الجنون أحطم فيها ماأراه أمامي
    لأن السعادة التي حلمت بها طوال عمري لم أحظى بها
    رغم كل الهالة التي رسمت حولي ويالتيني كنت فقيرا وفي قلبي طمأنينة حكيم وثقة عابر ........

    ومع ذلك لم أستطع التخلي عن أي عمل تعودت أن أمارسه على مر السنوات....

    علاوة على أن أبنائي ساهموا مع أحفادي في ازدياد تذمر مجلس أعيان البلدة من ازدياد سطوتي وتناقص نفوذهم........

    الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن أنسى كيف مرت ثوانيه متباطئة متثاقلة وكأن الزمن أراد أن يتأمر مع المكان ليزيد من معاناتي.......

    كان الوقت عند الغروب وكنت كعادتي أتأمل ذلك المنظر البديع من نافذة غرفة المكتب المطل مباشرة على البحر.

    ويومها شعرت أن أمرا جللا سيحدث
    فقد انقبض قلبي بشدة وأحسست أن الشمس الغاربة هي شمسي أ نا

    فلن تعود لتشرق أبدا الا بمعجزة ....


    فقد وصلني خبرا أن مجلس الاعيان قرر أن يتخلص مني بأي ثمن

    وكان من يقود هذا الاتجاه وحيد آغا والذي كان من أكبر المتضررين من وجودي


    خضت في شبابي حروبا كثيرة خرجت في أغلبها منتصرا ولكن

    الان وبعد أن فشلت في جعل أبنائي أن يكونوا رجالا فما عساي أن أفعل ؟!


    لو كان الامر متعلقا بآغا واحد لهان الامر ......

    حسنا هذه المرة لم أهرب فلم يعد في الامكان اللعب على الزمن والطبائع والهمم ...

    الواقع أني فكرت أن أقوم بعمل انتحاري وأرتكب مذبحة بحق هؤلاء الذين يريدون أن يستولو على ما قضيت خمسين عاما في جمعه ...

    لم أحبذ هذه الفكرة المجنونة....

    و آثرت أن أذهب بنفسي الى وحيد آغا وأحاول أن أساومه علني أظفر ببعض من لمم .

    كمحاولة اليائس الاخيرة من النجاة بتعلقه بقشة حقيرة .

    مذ دخلت الى قصر وحيد آغا قرأت حكم الاعدام في عينيه .....

    مما جعلني أخرج مسرعا دون أفاتحه بالموضوع .....

    ذهبت الى الشاطئ الذي احتواني ورعاني وأنا طفلا وبكيت بحرقة

    لأول مرة من سنوات
    طويلة بعيدة نسيت خلالها طعم الألم والدموع .............

    حسنا لم يعد لدي خيارات كثيرة ...............اما أنتظر قتلي أو أن أهرب كجرذ جبان

    أو أن أعود الى حضن أمي وأبي الذين لم أراهما في حياتي .......


    والأن وختاما اذا أردتم أن تعرفوا عني عليكم أن تسألوا قطرات

    البحر المالحة
    .

    تمت



  • صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. زهور قوس المطر جمال الزهور وبهاء قوس المطر !!!!
      بواسطة ريماس في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 01-15-2011, 03:14 PM
    2. مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-28-2010, 04:37 PM

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1