تكرمي ياغالية كان المفروض الجزء التاني المسا ومشانك هلأ


لكي نستطيع أن نفهم نفسية طالع الجبل علينا أن ندخل في أعماق روحه وأن نتقمص شخصيته ونقنع أننا هو .....لذلك سندعه هو يخبرنا بقصته لنعرف أية أقدار ساقت عيوننا لقراءة هذه السطور .!!




ولد ت قبل سبعين عاما في بيت مكون من أربع جدران وسقف توتياء في قرية من قرى صيدا المطلة على بحرنا الأبيض...

سماني جدي بهذا الاسم لان أبي خرج يوما طريدا هاربا الى الجبل ولم يعد الا جثة هامدة قبل ولادتي بيوم واحد .

لم يكن حظ أمي بأفضل من حظ أبي وآثرت أن ترقد بجانبه بطمأنينة، وتتركني وحيدا في هذه الدنيا الموحشة ،
في سنوات طفولتي الاولى كان صديقي الوحيد البحر ،نمضي الليالي الطويلة .....نبكي معا نضحك معا ننام سوية ونستيقظ معا........
آمنت لفترة طويلة من حياتي أن البحر هو أمي وأبي .......أما جدي فكان رجلا قاسيا صامتا
لاأتذكر أني رأيته يبتسم ولو مرة في السنوات العشرين التي قضيناها معا .
آخر ما آذكره من جدي دمعة تدحرجت على خده مسرعة كأنها هاربة من مارد حين كان يودعني وأنا أركب على ظهر سفينة شحن وهو موقن أنه لن يراني ثانية .
كان جدي يقول لي دائما أننا لم نختار أين نولد ومع ذلك علينا أن نحب ونعطف على مسقط رأسنا ، كان يتوسل الي بالخصوص أن لا أحقد على قريتنا ، ومع ذلك لم أستطع أن أمنع نفسي من صب جام غضبي على من يذكرها أمامي
ولو عرضا ...
كان شعورا غريبا رافقني في بداية الرحلة فجرا...بعد حين خف وقع الصدمة وتراخت قبضة الخوف الممسكة بخناقي ومع الظهيرة استعدت برودة أعصابي وصرت استمتع بشم هواء البحر الرطب المبهر برائحة الهروب من الشقاء ......

يتبع
< >>