الزمان : 1965
المكان : كولومبيا
الحدث :اجتماع في دائرة الاستخبارات
وزير الامن الداخلي محدثا مدير الدائرة : ....حان الوقت للتخلص من كارلوس

- لماذا ...!؟
- انتهت الحاجة منه ....

منهيا حديثا طويلا عن ضرورة اغتيال كارلوس وبسرعة قصوى ...
بعد مغادرة الوزير ..رن هاتف طالع وكان المدير على الجانب الآخر من الخط و الذي طلب منه الاختفاء مؤقتا ريثما تهدأ الأمور ..
في صباح اليوم التالي وجدت جثة وزير الأمن ملقاة في حاوية قمامة في أقذر شارع في بوغوتا ..
في حين كان طالع (كارلوس ) يتناول طعام الفطور في قصره ......

أحس كارلوس أن أيامه انتهت في هذا البلد المافاوي بامتياز ...
فقد ازدادت جرائم كارلوس لدرجة تقشعر لها الأبدان من بشاعتها وعنفها ...
حتى زوجته ابنة اكبر زعماء المافيا لم تسلم من أذاه وقسوته التي جعلت منه أسوأ زوج يمكن أن تتخيله أي امرأة طوال عمرها
ومع ذلك أنجبت له من البنات مايكفي لسبعة أصهار.......... وصبيان
*****
نعود الى صيدا التي وصلها كارلوس ولكن باسمه القديم طالع بعد أن شاع في كولومبيا أن الحكومة قتلته وأخفت جثته .....

تغيرت ملامح الشوارع والحارات كثيرا ...
لم يعد أي حجر على حجر الا البلدة القديمة والتي نجدها في كل مدن العالم ناصبة هامتها ترفض اللحاق بركب الحضارة في مكابرة وعزة ونفس بالماضي الذي لن يرجع أبدا .

كان طالع يؤمن أن المال يجلب السلطة والجاه والقوة وكل شيء
فالمال في كفة والدنيا ومافيها في الكفة المقابلة ........
لكن عندما بادرت المصائب في دق بابه بدت قناعاته تتغير..
ابنتان من بناته لم تستطيعا اللحاق به وتمت تصفيتهما مع عوائلهم في مجزرة رهيبة .....
كانت تلك الكارثة بداية الانكسار في عقل طالع الذي أصبحت قرارته مهزوزة وغير متماسكة
مع ذلك ضل محتفظا بشخصية العراب ومايمثله من رعب لمجرد ذكر اسمه
*******
في اقطاعيته الجديدة جمع مجلس الأعيان واعطاهم تعليماته في صلف ووقاحة كانت بمثابة تفريغ لأحقاد الطفولة

مرت سنوات طويلة بعد ذلك التاريخ تقلصت خلالها قوة طالع بسبب تقدمه في السن وانغماس أولاده في المجون بشكل رهيب
لم تكن مشكلة طالع مع سلوك أولاده فهو آخر من يحق له أن يخطب في الشرف والأخلاق ...