في سنوات القرن الماضي هاجر الكثير من العرب الى دول أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية ....شكلوا نسيجا هاما في تلك الدول ..أحدهم ...طالع

**********

بقيت عينا طالع مشدودة الى بلدته وهي تصغر وتسود رويدا رويدا حتى ابتلعها الافق تماما
وخرجت من المكان والذاكرة

ألف آخ من هذه البلدة لم يعرف معها الا البؤس والشقاء ...محدثا نفسه بمرارة.

في الحياة أناس ذاقوا طعم الفقر المدقع ومنهم ذاق طعم اليتم من الابوين ومنهم العذاب والشقاء
لكني ذقت من كل هؤلاء معا من الفقر واليتم والبؤس والجهل..

لطالما أرقتني تلك القصة ..لماذا أنا من عليه أن يتحمل كل ذلك وآخرون ولدوا وفي أفواهم ملاعق من ألماس ...؟!!!
أن تسمع عن شيء بالتأكيد مختلف اختلافا كبيرا عن أن تقع فيه ..!
أيمكنني أن أنقل شعوري بالغضب والحنق ومقدار الالم والدموع على ما قاسيته في طفولتي ...
طفل لم يرى والديه ولم يعرف معنى الحنان وحضن الام ولمسة الأب ...طوال أعوامي العشرين لم تحظى جيبي بمبلغ أكبر من عشر ليرات !

كلنا نشفق على المعذبون والفقراء وربما نبكي اذا رأينا رجلا أعمى أو مبتلى ووووووو
ولكن هل دخلنا قلبه وعرفنا مقدار الالم والاسى الكامن؟؟
ومن يأكل العصي ليس كمن يعدها
خطر لي مرة أن أسال شيخ البلد عن السبب
والى الان لا انسى كلماته مع اني لم اقتنع ربما بسبب امتلاء قلبي بالكراهية لكل شيء كانت كلمات الشيخ :
لابد من وجود حكمة في ذلك ولو لم تفهمها الان


قال تعالى :





{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } الآية 22
وما عليك الان الا بالاقتناع بوجود الحكمة وغدا
سيصبح بصرك كالحديد لتستطيع أن ترى مالم تقدر عليه سابقا بعيونك البشرية الضعيفة...
********
وصلت سفينة طالع الى مستقرها في بلاد المهجر بعد شهور

مرت السنوات وطالع يكافح ليكون شيئا في بلاد المهجر
ساقته قدماه الى عصابات المافيا والتي اعتلى سلم النجومية فيها بسهولة بسبب القسوة التي رضعها وكانت خير معين له في تكديس ثروة طائلة مهدت لسطوع نجمه كزعيم يحسب حسابه على بعد آلاف الاميال

يتبع



< >>