تأهل برشلونة لربع نهائي دوري الأبطال بعد انتصاره الساحق على ضيفه بايرليفركوزن 7-1 في إياب ثمن النهائي على ملعب كامب نو، بعد انتصاره ذهابًا في ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف.

المباراة كانت أشبه بحلبة الملاكمة التي تضم ملاكمين أحدهما يُسدد اللكمات دون رحمة والآخر يستقبلها دون إبداء أي رد فعل، بمعنى أقرب لكرة القدم كان اللقاء من جانب واحد تمامًا وتميز بسيطرة كاملة من البارسا على الملعب وعديد المحاولات الهجومية والفرص الخطيرة مقابل انهيار كامل للضيف الألماني دفاعيًا وهجوميًا خاصة في الشوط الثاني.

البارسا ورغم سيطرته الكاملة على الشوط الأول إلا أنه لم يصل كثيرًا لمرمى بايرليفركوزن بسبب غياب الرغبة في بذل الكثير من الجهد والاكتفاء بالتمرير الجماعي ومحاولة الاختراق بالتمريرات البينية في العمق وعلى حدود منطقة الجزاء مع التمريرات العرضية من داني ألفيش، الفرصة الأولى كانت بعد 12 دقيقة فقط بتوغل من ليونيل ميسي في الجانب الأيمن ثم تسديدة جيدة تصدى لها الحارس بيرند لينو بجدارة قبل أن تصل إلى بيدرو الذي يُعيد تسديدها للمرمى لكنها ترتد من المدافع وتضيع الفرصة.

الفرص الحقيقية غابت عن الشوط حتى ظهر ليونيل ميسي من جديد واستلم تمريرة ممتازة من تشافي في الدقيقة الـ28 انفرد على أثرها بالحارس لينو قبل أن يلعب كرة ساقطة بطريقة اللوب تمر فوق الحارس وتذهب لتحتضن شباكه معلنة تقدم أصحاب الملعب بالهدف الأول.

الهدف لم يغير شيئًا في سيناريو اللقاء خاصة في استسلام بايرليفركوزن الكامل لمصيره وسيطرة برشلونة المطلقة على اللقاء، والنتيجة كانت عدد من المحاولات الهجومية للبارسا لم ينجح لاعبوه في إنهائها بالشكل المناسب حتى تدخل الموهوب الأرجنتيني مجددًا وأحرز الهدف الثاني بعد فاصل من المراوغة داخل منطقة الجزاء انتهى بتسديدة متقنة في الدقيقة الـ42 من اللقاء.

لم يحدث أي اختلاف في الشوط الثاني سوى أن رغبة البارسا في الاستمتاع وإمتاع الجماهير وصلت للذروة واستسلام بايرليفركوزن أيضًا وصل إلى حد الإنهيار خاصة على الصعيد الدفاعي، ذلك بتباعد الخطوط وفتح المساحات وغياب الرقابة وارتكاب الهفوات الفردية المباشرة والتي لم يكن نجوم كتالونيا بحاجة لها، ونتيجة ذلك كان إضافة البارسا 5 أهداف أخرى مع إضاعة أكثر من فرصة أخرى.

ليونيل ميسي أحرز السوبر هاتريك الثاني له في دوري الأبطال بإحرازه الهدف الثالث بطريقة مشابهة كثيرًا للأول في الدقيقة 49 ومن ثم الهدف الخامس باستغلال خطأ كارثي من لينو في التقاط الكرة في الدقيقة 58، وبين الهدفين كان البديل تيّو قد أحرز الهدف الرابع بتسديدة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 55 وبعد دقيقتين فقط من دخوله الملعب، قبل أن يعود نفس اللاعب ويُحرز الهدف السادس للبارسا في الدقيقة 62 بطريقة مشابهة.

إعصار البارسا الذي بدأ مع انطلاق الشوط الثاني وتواصل حتى الدقيقة 62 هدأ كثيرًا خاصة على صعيد الفرص الخطيرة على مرمى لينو، لكن ميسي أبى أن يترك الملعب دون استغلال انهيار ليفركوزن الكامل في دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وهذا ما فعله النجم صاحب الرقم 10 بإحراز الهدف الخامس له والسابع للبارسا في الدقيقة 84 بتسديدة رائعة جدًا جعلت الأرجنتيني اللاعب الأول في تاريخ البطولة الذي يُحرز 5 أهداف في مباراة واحدة.

بايرليفركوزن لم يظهر في المناطق الدفاعية للبارسا سوى في لقطات نادرة أسفرت الأكثر جدية منها عن هدف الفريق الوحيد وأحرزه كريم بن عربي بتسديدة جميلة في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي انتهت بانتصار البارسا بسباعية لهدف وضعته ضمن الفرق الـ8 الأفضل في القارة العجوز.