دينُ الدَّولةِ دينُ السُّلطانْ
علمُ الدَّولةِ علمٌ مصنوعٌ مِنْ سروالِ..
عشيقةِ مولانا السُّلطانْ
و حدودُ الدُّولةِ مثلَ حدودِ السِّجنِ
تسيرُ على الخارطةِ..
مِن الجدرانِ إلى القضبانْ
و مِن القضبانِ إلى الجدرانْ



البندُ الأوَّلُ في الدَّستورِ
يقولُ :الدَّولةُ هي مزرعةُ للسُّلطانْ
و البندُ الثاني يتحدَّثُ عنْ شعبٍ يملكهُ السُّلطانْ
و البندُ الثالثُ يتحدَّثُ عنْ حقِّ الشَّعب..
بتقبيلِ حذاءِ السُّلطانْ
و البندُ الرابعُ يصفُ سعادةَ هذا الشَّعب..
بتقبيلِ حذاءِ السُّلطانْ
و البندُ الخامسُ
يحكمُ بالإعدامِ على مَنْ يتكلَّمُ دونَ استئذانْ
في حضرةِ أو في غيبةِ..
مولانا السُّلطانْ




مُفتينا يعبدُ والينا
و يمدُّ عمامتهُ البيضاءَ لهُ..
كالسُّجادِ الأحمرْ
و يؤذِّنُ في يومِ الجمعةِ كالدِّيكِ
و يضربُ بالمَزْهرْ
و ينادي:حيَّ على التطبيلِ..
ينادي:حيَّ على التزميرِ..
و يصعدُ مثل مُسيلمة الكذَّاب
إلى أعلى المنبرْ
يفتتحُ الخطبةَ باسم الله
و ينسى الله
و يتذكَّـرْ
اسم الوالي المكتوبَ بماءِ الذهبِ
على لوحِ المرمرْ
فيسبِّحُ باسم وليِّ الأمرِ
يُرتِّلُ خُطبَ وليِّ الأمرِ
و يفتحُ أبوابَ الفردوس لِكلِّ كلابِ و ليِّ الأمرِ
كما يُؤمرْ
و لمن يرضى عنهُ المُخبرُ و أمينُ الحزبِ..
و زوجةُ شرطيِّ المَخفرْ




الدَّولةُ سجنْ
محكومٌ فيها جميعُ الشَّعبِ
بحبِّ جميعِ رجالِ الأمنْ
و بحبُّ السحلِ
و حبِّ القتلِ
و حبِّ السحقِ
و حبِّ الطحنْ
و بحبِّ الموتِ بلا حقِّ بالألمِ
و لا حقٍّ بالدفنْ



الدَّولةُ حفلٌ يرقصُ فيهِ الشَّعبُ
على إيقاعِ رصاصِ رجالِ الأمنْ
و الوالي يضحكُ فوقَ منصتهِ..
و يحرِّكُ أصبعهُ للجوقةِ
كي يعتدلَ اللحنْ
دوزن أوتاركَ يا شعباً..
أغرقهُ عطفي حتى الذّقنْ
دوزن أعصابكَ يا شعباً..
مِنْ فرطِ الولهِ و فرطِ العشقِ..
يكادُ يُجَّنْ
مِنْ فرطِ القهرِ يكادُ يُجَّنْ
دوزن موتكَ
فالموتُ بأمري و لأجليَ
و على أحذيةِ رجاليَ..
فـنْ



مفتاحُ الفرجِ الصَّبرُ..
فما مِفتاحُ الصَّبرْ
نحنُ الشَّعبُ الخارجُ مِنْ رحمِ القهرِ
الداخلُ رحمَ القهرْ
يحملنا هذا الوطنُ
كأمٍّ تحملُ في داخلها الجَّمرْ
مِنْ يومَ ولدنا
في الوطنِ الضَّيقِ و المُظلمِ مثل الجُحرْ
و أظافرنا تنحتُ في الصَّخرْ
مِنْ يومِ ولدنا
لم يُرضعنا ثدي السُّلطةِ..
إلا القهرْ
مِنْ يومِ ولدنا
يسرقنا عَسعسُ الوالي في الليلِ..
و يسرقنا الوالي في عزِّ الظُّهرْ
مِنْ يومِ ولدنا
و كلابُ الوالي تحرسنا كالأغنامِ..
و يعلفنا الوالي بالصَّبرْ !



والينا
بـدرُ ليالينا
في عيدِ هزيمتهِ العشرينْ
ما زالَ يرصِّعُ بزتهُ الرسميةَ بنياشينِ النَّصرْ
ما زالَ يطلُّ على الشَّعبِ المُتهالكِ..
مِنْ شُبَّاكِ القصرِ
يعدُ الجنديَّ بكفنٍ لا يأكلهُ الدّودُ..
و يعدُ العاملَ و الفلاحَ الكادحَ..
بمضاعفةِ الأجرْ
يعدُ الأرملةَ بزوجٍ يحيا للتسعينْ
و يعدُ الرجلَ التسعيني بطولِ العُمرْ
والينا يعلفنا الأحلامَ
ليذبحنا في يومِ النَّحرْ
أوطانٌ تفتحُ كالتركاتِ..
إذا ما ماتَ وليُّ الأمرِ..
يرثهُ آلُ وليِّ الأمرْ
هذا يرثُ البترولَ
وهذا يرثُ الغازَ
و هذا يرثُ قطيعَ البقرِ
و هذا يرثُ قطيعَ البشرِ
و هذا يرثُ البرَّ
و هذا يرثُ البحرْ
و الواحدُ منَّا نحنُ الشَّعبُ
يفكِّرُ قبلَ قدومِ الموتِ..
بثمنِ النعشِ
و ثمنِ الكفنِ
و ثمنِ القبرْ
و يُطالبنا الوالي بالصَّبرْ !



الشُّعبُ يريدُ الحريَّةَ
و الحريِّةُ في عُرفِ الوالي
رجسٌ مِنْ عملِ الشَّيطانْ
الشَّعبُ يريدُ الحريَّةَ
و يدُّقُ البابَ على الوالي
فيقولُ الوالي للسَّيافِ..
اضربْ عنقاً مِنْ كل ثمانْ
الشَّعبُ يريدُ الحريَّةَ
و يهدُّ البابَ على الوالي
و يحطِّمُ تمثالَ الوالي
و السَّيفَ..
و يَعتقلُ السَّيافَ..
و يقتلُ مولانا السُّلطانْ
فيصيحُُ الوالي قبلَ الموتِ..
أنا الوطنيُّ..
أنا الثورةُ..
و الشَّعبُ عميلُ الأمريكانْ
الشَّعبُ عميلُ الأمريكانْ
الشَّعبُ عميلُ الأمريكانْ



يبتسمُ الموتُ لمولانا..
و يقولُ له:يخزيكِ يا شيطانْ
هوَّ انتَ يا متنيِّل ؟
هات إيدك..
نلعب يا بنيْ زيّ زمانْ
..
....
قرَّب أكتر
أكتر
أكتر
و تعالَ أضمَّك بالأحضانْ