صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 9

الموضوع: ليلــــة القــــدر .......!!


  1. #1
    الحالة : Sanaa غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 471
    المشاركات: 14,895
    معدل تقييم المستوى : 1695
    Array

    ليلــــة القــــدر .......!!

    ليلــــة القــــدر .......!!






    أولاً / ليلة القدر :

    لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وأخرهم ، وجعلها خير الأمم قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران ]. وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين ، والصراط المستقيم ، كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين ، قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر ] ، وقال تعالى : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت ].
    فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريباً ، ألا وهي ليلة القدر ، قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر } [ القدر ] ، وقال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] ، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك ، كما قال تعالى : { فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان ] .




    سبب تسميتها ليلة القدر:

    أولاً : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عزوجل وبيان إتقان صنعه وخلقه . . .

    ثانياً : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف لقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر } وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولاشك .

    ثالثاً : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] .

    وهذا لايحصل إلا لهذه الليلة فقط ، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة النصف من رجب ، أو ليلة النصف من أي شهر ، أو في أي ليلة لم يحصل له هذا الأجر . [ الشرح الممتع 6/494 ] . يقول الشيخ ابن عثيمين : أن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ولم يقل عالماً بها ، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم .



    علامات ليلة القدر :

    1ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان البر بعيداً عن الأنوار . 2ـ زيادة النور في تلك الليلة .
    3ـ الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي .
    4ـ أن الرياح تكون فيها ساكنة أي : لاتأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسباً .
    5ـ أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة .
    6ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
    7- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : " أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنها تطلع يومئذ لاشعاع لها " [ أخرجه مسلم ] .



    تحري ليلة القدر :

    ليلة القدر ليلة مباركة ، وهي في ليالي شهر رمضان ، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه ، وفي الأوتار خاصة ، وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان ، فكان أبي بن كعب يقول : " والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين " [ أخرجه مسلم ] .
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، يعني ليلة القدر " [ أخرجه أحمد بسند صحيح ] . والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً ، فعن عبدالله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين " قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه " [ أخرجه مسلم وأحمد ] ، وعن أبي بكرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التمسوها في تسع بقين ، أو سبع بقين ، أو خمس بقين ، أو ثلاث بقين ، أو آخر ليلة " وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة ، فإذا دخل العشر اجتهد " [ أخرجه أحمد والترمذي وصححه ] .

    وعن بن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " [ متفق عليه ] .

    وعن أبي سلمة قال : سألت أبا سعيد وكان لي صديقاً ، فقال : اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال : " إني أريت ليلة القدر ، ثم أُنْسِيُتها أو نُسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع " فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ـ قطعة ـ فجاءت سحابة فمطرت حتى سأل سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته " [ متفق عليه ] .

    وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " [ متفق عليه ] .


    مما سبق ذكره من الأحاديث يتضح لنا أن ليلة القدر لا يعلم بوقتها أحد ، فهي ليلة متنقلة ، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين ، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين ، فهي ليلة متنقلة ، ولقد أخفى الله تعالى علمها ، حتى يجتهد الناس في طلبها ، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها ، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة ، فقد أخفاها الله تعالى عن عباده لمثل ما أخفى عنه ليلة القدر .
    يقول البغوي رحمه الله تعالى : وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها .
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ، ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي ، واعتزاله النساء فيها ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ، أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وشد المئزر " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ، وفي رواية : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " .


    فعلى المسلم أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم ، فيجتهد في العبادة ، ويكثر من الطاعة في كل وقت وحين ، وخصوصاً في مثل هذه العشر الأخيرة من رمضان ، ففيها أعظم ليلة ، فيها ليلة عظيمة القدر ، ورفيعة الشرف ، إنها ليلة القدر ، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يقوم ويعتكف في هذه الليالي المباركات رجاء أن يدرك ليلة القدر ، رجاء مغفرة الله تعالى له ، فحري بكل مسلم صادق ، يرجو ما عند الله تعالى من الأجر والثواب ، ويطمع فيما عند الله تعالى من الجزاء الحسن ، ومن يرغب في جنة الخلد وملك لا يبلى ، وحري بكل مؤمن صادق يخاف عذاب ربه ، ويخشى عقابه ، ويهرب من نار تلظى ، حري به أن يقوم هذه الليالي ، ويعتكف فيها بقدر استطاعته ، تأسياً بالنبي الكريم ، نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم ، فما هي إلا ليالي عشر ، ثم ينقضي شهر الخير والبركة ، شهر الرحمة والمغفرة ، والعتق من النار ، ما هي إلا ليالي معدودات ، ويرتحل الضيف العزيز ، الذي كنا بالأمس القريب ننتظره بكل فرح وشوق ، وبكل لهفة وحب ، وها نحن في هذه اليالي المباركات ليالي النفحات الربانية الكريمة ، نتأهب جميعاً لتوديعه ، والقلوب حزينة على فرقاه ، والنفوس يملؤها الحزن والأسى على مغادرته وارتحاله ، ولا ندري أيكون شاهداً لنا أم شاهداً علينا ، فقد أودعناه كل عمل لنا ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال ، وأن يتجاوز عن سيئها وسقيمها ، إنه رباً براً رحيماً غفوراً .
    التعديل الأخير تم بواسطة Sanaa ; 08-09-2012 الساعة 03:43 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    الحالة : كرامة غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Aug 2010
    رقم العضوية: 2691
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: متابعة البرامج الدينية والثقافية
    السيرة الذاتية: سعادتي تكمن في إسعاد الأخرين وبالأخص أمي وأبي فهم نبض قلبي ونور عيني وكل حياتي
    العمل: ربة منزل
    العمر: 41
    المشاركات: 153
    الحالة الإجتماعية: متزوجة
    معدل تقييم المستوى : 94
    Array

    الله يجزيك الخير ياسناء على تزويدنا بهالمعلومات القيمة عن أعظم يوم في التاريخ وعن الأحاديث القيمة
    مشكوووووووووووووووووووورة جدا
    اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد



  • #3
    مغترب جديد
    الحالة : Natalia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2012
    رقم العضوية: 17094
    الدولة: النمسا
    المشاركات: 9
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array

    اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك


  • #4
    الحالة : fareslove غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jun 2012
    رقم العضوية: 15127
    الدولة: سوريا
    المشاركات: 69
    معدل تقييم المستوى : 118
    Array

    جزاك الله خيرا

  • صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1