لم نصدّق انفسنا لما خرجت اول مظاهرة في دمشق و الثانية عند وزراة الداخلية و تبعهما اطفال درعا الابية الذين خطّوا ما عجز عنه الاباء و الاجداد ليقصّوا الشريط التكريمي لانطلاق الثورة , ثارت درعا و تبعتها المحافظات باستحياء لكن عندما رؤوا القتل و القمع و البطش ذاد من زخم المظاهرات و ذادت اعداد البلدات و المدن المنتفضة الى ما وصلنا اليه اليوم , ستة اشهر من القتل و الانشقاقات الخجولة قرر من يملك ثمن البندقية و خرطوشها الذود عن العرض والوطن و الكرامة , مع ارتفاع سعر البندقية الى 2000 دولار و وصلت الطلقة الى 200 ليرة سورية , كيف يستطيع الفقير الذي بالاصل لا يملك قوت يومه الا بعد ساعات طويلة من العمل فكيف الان و قد توقف العمل و التجارة و الصناعة فبات بين السندان و المطرقة بين جوع اطفاله و مزابح النظام الصفويصهيوني , ادعى الالفات من العرب والسوريين دعم الثورة و جمعوا الملايين بل المليارات و لكن للأسف لم تصل لأهلها وان وصلت فمن الجمل بعره , ادّعوا دعمهم للجيش الحر و افراد الجيش الحر يبيعوا ما يملكون من عقارات و سيارات و غيرها ليسلحوا انفسهم وهذه حقيقة , تاخر النصر و ذادت المذابح و كثر المعتقلون و المفقودين والهائمين على و جوههم فروا من الموت بالسكاكين او قذائف الطيران ليموتوا برمال المخيمات و ذلّها و لو كنا لا نلوم الاردنيين حكومة بالطبع انما لومنا وعتبنا على من ضميناهم الى صدورنا يوم فرّوا من الموت مئات الالاف من اللبنانيين و مليونين و نصف عراقي تفنن السوريين بخدمتهم , اليوم جاء رد الجميل و يا له من جميل يسلم النشطاء و غير النشطاء للنظام في لبنان و يحرموا حتى الجرحى من العلاج العراق تبني اسوار الباطون المسلّح على المعابر و تمنع حتى الطير من دخول اراضيها و تركيا كتّر الله خيرهم متقيدين بالعدد و الذائد يبقى خارج الاسلاك الشائكة منتظرين قرار امريكي اسرائيلي لاستقبالهم او قذائف طيران النظام , الاتراك حضّروا قرار لا يجيز لللاجئ التنقل في الاراضي التركية و خاصة الجنود الفارين و انا مع الاتراك بحالة الجنود البواسل , الاردن التي تعتقلهم في مخيم مات حتى اليوم 40 طفلاً من الرمال و الجفاف و يتوقع ان ترتفع حالات الوفاة بسبب الامراض و قلة الاكل , الامارات التي سلمت عشرات السوريين للنظام و ليبيا الثورة التي اغلقت حدودها في وجه الفارين من السوريين , والجزائر التي تستقبل السورين على قارعة الطريق و في الحدائق , كثير من السورين يفضلون الموت بقذائف البراميل على عيشة الذلّ في بلاد العرب ذلّاني , تأخر النصر ليس لعدم اتفاق العالم او تأخر الدعم الاسلامي او العربي للشعب السوري انما كل العالم مع المعارضة مازالوا يساعدوا النظام لقمع الثورة و سحقها و ثانياً لعلّة فينا انفسنا تفككنا و تشتت شملنا و الاختراقات اللكبيرة في صفوف الثوار و صفوف الجيش الحر من قبل النظام و الاسلحة البسيطة و التخوين و المصلحة الشخصية و الوجاهات و الانساب العريقة و غير العريقة , لا اريد ان اعطي صورة قبيحة عن حالنا لكن هذه الحقيقة ان لم نتجاوز كل الخلافات الشخصية و المصلحة الفردية و نتكاتف و نوحّد كلمتنا و نشدّ عزيمتنا سيؤول بنا الحال الى تدخل عسكري مباشر كما حصل في العراق نحن غير تونس و مصر و ليبيا و اليمن و البحرين و ذلك بسبب السرطان الصهيوني المتحكّم بكل قرارات الامم المتحدة و مجلس الامن و الجامعة العربية و حتى اجتماع الحكومة في اي بلد عربي قالها الشعب السوري و مازال يرددها مالنا غير يا الله , نسأل الله ان ينصرنا و يرحم شهدائنا و يعافي جراحانا و يفك اسرانا .