نعم.. انا وجدت هناك
في عالمٍ ادّعوا فيه انهم العقلاء
ومن وعيهم ورشدهم وحكمتهم
حلّ الخراب.. وعمّ الدمار..
وكثر البلاء..
وانا كان قدري ان وجدت هناك..
لم اكن اريد .. ولم اختار..
لم اكن اعلم
ان خلف باب منزلي
هناك عالم اخر..
وان كل انثى لها عالمها

فقط كنت اعلم
ان التوازن الذي اعيش فيه
هو بداية الانهيار..
وان الطبيعة التي رسموها في عيني
ليس فيها من الجمال سوى
ادراكي لوجود القمر في اليل
وشروق الشمس في النهار
فالتزامي هنا يعني
ان لا اشتم عبق الازهار
وان انكرجمال الوانها
وان اقسم على عدم وجود البحار ومحيطاتها..
وان ابقى هنا.. في نفس الدائرة..
وليس لي الحق ان اعلم قطرها ومساحتها..
فقط.. كي احيا في غاية الارضاء.
جعلوا قلبي صحراء يستحيل الحياة فيها
وبلا استئذان..

اذنوا لمشاعري ان ترحل في اجازة طويلة..
ولاحلامي مقبرة خاصة
لايسمح لي بزيارتها
وعندما اقتربت من العشرين
اذنوا لي لحظة بالكلام..
فقلت اني انثى..فحلت اعوام الخصام
واصدر حكم الاعدام..
لانهم ضاعوا بين الحلال والحرام
وعشقوا ذاك الانحلال ..
ووضعوه اساسا في ذاك النظام..
ومارسوا السلطة مجددا .. وجرفوا امنياتي بوابل من الاحكام..
فحرام ان ارى القمر عند منتصف الليل..
وعندما تسطع الشمس محال ان انام..
وجنون ان ابتسم لتغريد العصافير..
وجرمٌا انظر من خلف نافذتي
الى اسراب الحمام..
وسنين اخرى من العذاب تنتظرني..
ان امتزجت دموعي بمياه الاستحمام..
فأعلنت بوعيٍ التزامي ..
واصطنعت من تذمري انسجامي..
واقسمت على عدم الاستسلام..
..