وقف الحسون على اطلال عشه المخروب والالم يعتصر
قلبه الضعيف باكيا
من ظلم بني البشر :

خربتم عشي ... خربتم بيتي ..... تبا لكم ولشيطانكم
مزقت الرياح العاتية
اوراق الشجر في اقسى شتاء

مر على مدى الزمان
حتى سيقان الغابات
تخلت عن لحائها ولحافها مرغمة

وبدت في منظر مخز كئيب .
شجر عار من اوراقه مسلوخ الجسد
كخروف العيد السعيد.....


تعانق الحسون مع الاغصان المذبوحة
في صورة ملائكية تعاطفية
خطف المشهد كل الانظار وصمت كل الضجيج لسماع الانين

وغنى العصفور المواويل الحزينة
بحنين خارق ....
ابكى حتى وحوش الغابة

وانطفأ ........ الفرح ....
حتى البومة المفتوحة العينين ابدا
اغمضتهم على دمع مالح بطعم البحر الميت

والشجرة حائرة مذهولة
أتنعي جسدها
ام تداري حسونها الصغير
سالت دموعها انهارا
وطلبت منه ان يصمت ....

استمر مصمما على اكمال مواله القاتل
حتى انهارت كل الغابات
وانتحرت

واغتصبت زهرات الوادي
بسمة خفيفة كرمى
لعيون الحسون

ودفعت فدية .....
.... ملايين النسمات
كرمى لدماء ورقة صنوبر

مغتالة ببرودة
قاتل محترف
وانفلت حلق المدفع والهاون

عن الاف الطلقات
المجنونة
في سباق محموم

لخنق بسمة طفل
في مهدها
وسلخ عزة رجل في اوجها

طارت ارجل .....طارت رؤوس
وكل في همه وخياله
سابح ومفتون

تفحمت القلوب
او كادت
وجفت العيون او تاهت

متى نعود ....متى نعود