اسعد الله أوقاتكم بكل خير ...


وأدام عليكم الصحه والعافيه ...


حكايـــــــــــه ... بين أمــــــــــي وبائعـــــــــة الورد ... بقلمــــــــي .


بالأمس أمي خبزت رغيفا وقالت لي يا بني إذهب وأعطيه لبائعة الورد التي تسكن جوار بيتنا

ذهبت مسرعا لبائعة الورد كان لها أمام بيتها المتواضع كشكٌ صغير تجلس به وتبيع الورد

فلم أجدها هناك وذهبت لبيتها طرقت الباب فلم يجيبني احد ...

فرجعت لأمي وقلت لها يا امي لم أجد بائعة الورد في كشكها الصغير وطرقت باب بيتها فلم يجب أحد

فقالت لي أمي يا بني ... إذهب وأطرق الباب جيدا ربما تكون نائمه وقل لها هذا رغيف من أمي إذهب هيا

عدت الى بيتها وطرقت الباب وكم طرقت الباب ... وناديت يا بائعة الورد أين أنتي ؟؟ أحضرت لكي رغيفا

فلم يجيبني أحد ... ورجعت الى بيتنا وقلت لامي يا أمي لا يوجد احد هناك ربما قد غادروا البيت

فجلست امي في حيرة من الأمر وتتسائل وتقول ... ترى أين ذهبت وما حل بها ... وإن ذهبت هنا أو هناك

لم تخبرني بأنها ذاهبه .. فأنتي يا حبيبتي ليس لكي سواي ... ترى ما أصابك وما حل بك يا بائعة الورد .

ومرَ يومٌ آخر ... وعادت أمي الكرة مرة أخرى وذهبت وذهبت بنفسها وعادت دون أن تجدها في بيتها .

نظرت أمي بعيدا .... وسألتني وقالت يا بني كان هناك جزار وبائع الفواكه وبائع الخضار والبقال ..

أين هم أين ذهبوا ... فوجدت نفسي أتائل وأقول .... بقال وجزار وبائعة الورد كانوا هنا دوما كنا نراهم ..

ما حل بهم وما حل بضيعتنا يا أمي ... عادت البيت أمي والدمعه في أعينها ... وهي في حرة من أمرها ..

مرت أيام وأسابيع وشهور ... إلى ان طرق البيب فقلت من الطارق فرد صوت خفيت يقول ............

أنا بائعة الورد يا بني إفتح الباب ... فسمعت أمي وجائت مسرعة ورمت نفسها بأحضان بائعة الورد وتبكي وهي تبكي

جلست .. واحتست كوباً من الماء ... وسألتها أمي ما حل بكِ يا بائعة الورد فبكت وانهالت الدموع من أعينها وقالت

طفلتي الصغيرة التي كانت تستيقظ كل يوم صباحا وترتدي ملابس الروضه وتذهب الى روضتها ... فقامت أمي من مقعدها

تصرخ بوجهها ما بها ماذا حصل ما أصابها وهي منفعله ... فقالت بائعة الورد وهي منهارة من شده البكاء ........

لقد جائت غيمة سوداء واختطفت مني إبنتي الصغيرة ...

خرجت بائعة الورد وهي في حاله لا يرثى لها دون ان تودع أمي واتجهت بجوار بيتها الصغير ...

وقفت مندهشة ... ثم صرخت أين بيتي وأين الشجرة التي كنت أجلس تحت ظلها .. وأين جاري البقال

وأين وأين وأين ..... وعادت من جديد لتختفي مرة أخرى لتمضي شهور أخرى على غياب بائعة الورد

وعادت مجددا ... عادت فوجدت ضيعتها بصورة مختلفه عما رأتها بالسابق ... فما عادت ضيعه

أصبحت مجرد اطلال لأحلامها واحلام جيرانها ... فلا هناك شجرة أو عصفور يغرد أو كشكها المتواضع

وأين بيت فلان وفلان وبيت فلانه وفلانه وجلست على اطلال بيتها تقلب كفيها على بعضهم وقالت من جديد

لقد جائت تلك الغيمة السوداء واخذت مني صغيرتي وبيتي وشجرتي وجارتي وحبيبتي . وبدأت تنظر في ركام بيتها

فوجدت دمية صغيرة حيث كانت تلعب بها صغيرتها المفقوده ... التي سلبتها منها الغيوم السوداء ..

وابتدأت بالبكاء البكاء ... وهي تحتضن دمية صغيرتها وتنادي وتقول يا فلذة كبدي .. يا حبيبتي .. يا صغيرتي

وفجأة ... قامت بائعة الورد من على اطلال بيتها ... وذهب وعادت وهي تحمل في يدها .................

شجرة زيتون .. وعود ريحان ... وابتدات تغرسهم امام أطلال بيتها المدمر وتسقي تلك الشجرة بالماء

فاندهش من كان هناك والتفوا حولها وجائت أمي والتفت حولها في دهشه وغرابه ... قالت لها أمي ...

ما هذا ... ماذا تفعلين أتريدين ان تغرسي شجرة بين اكوام من الركام ... من سيرعاها ومن سيسقي تلك الشجرة ؟؟

فقالـــــــــــــت بائعــــــــــــة الورد ...


يتبــــــــــــــــــــــــع