ليش المواطن دايما .. هو " الحلقة الأضعف " ...؟!!













عندما يصل الأمر إلى التلاعب والغش بقوت المواطن السوري مع غياب الرقابة والتفتيش وعدم محاسبة هؤلاء الناس سنصل إلى مرحلة أصعب بكثير من قيام بعض الاستغلاليين ببيع بعض المواد الغذائية التي تلزم كل بيت كالألبان والأجبان بطريقة غير شرعية كما شاهدنا هذا الأمر بسوق باب سريجة بدمشق حيث هناك بعض البسطات على أطرف السوق تقوم ببيع الألبان والأجبان بسعر أرخص من المحال النظامية مع وجود عدة إشارات استفهام وتعجب.








سوق الفقراء

يطلق عليه أهل الشام لقب «باب الفقراء» وسوق محدودي الدخل، إنه سوق باب سريجة القديم المتجدد دوماً الذي يمتد من سور «المدينة القديمة» عند باب الجابية وحتى منطقة شارع «خالد بن الوليد» بالقرب من منطقة القنوات شرقاً وغرباً وبطول يقدر بنحو 1 كم. مئات الدكاكين تخصصت في بيع المواد الغذائية وأهمها الخضار والفواكه والمخللات واللحوم والأجبان والألبان والزيتون بأنواعه، كما تخصص بعضها في بيع وتحضير معظم أنواع الحلويات الدمشقية المعروفة.

وكما هي العادة تشهد السوق في الأيام العادية ازدحاماً شديداً من ذوي الدخل المحدود لأن أسعار البضاعة في محال السوق رخيصة نسبياً إذا ما قيست بأسعار أسواق دمشق الأخرى.



استغلال واضح

بعض التجار «الاستغلاليين» يحاولون تشويه سمعة هذه السوق الشعبية وذلك بوضعهم بسطات لبيع الأجبان والألبان المغشوشة يخدعون المواطن ببيعها بأسعار أرخص من سعر المحال النظامية على نحو يثير الشبهات، وبهذا الوقت بالذات مع غياب الرقابة يعتقد المواطن الفقير أنه وجد حلاً لغلاء الأسعار دون معرفته بأن هذه البضاعة مغشوشة كما علمنا وأثناء زيارتنا للسوق تبين لنا صحة هذا الكلام.



دخلاء السوق

(غرباء) بهذا المسمى وصفهم أصحاب المحال المشهورة بالسوق وهم من يقومون بوضع بضائعم على قارعة طرقات السوق ويبيعون الألبان والأجبان المغشوشة بعدة طرق حيث أكد لنا بعض الناس الذين يقصدون السوق لشراء احتياجاتهم اليومية من خضار وفواكه ولحوم طازجة بأنهم اشتروا من هذه البسطات لأنها أرخص بكثير من أسعار محال السوق دون معرفتهم بأنها مغشوشة وهذا الأمر يحدث مع كل زبون جديد للسوق أو حتى الزبائن القدامى الذين لا يدرون بهذا الأمر حتى الآن.




أين الرقابة؟

لسان حال زبائن سوق باب سريجة يقول أين الجهات المختصة المسؤولة عن مراقبة البضاعة التي تباع في السوق؟ ولماذا يكون المواطن هو الحلقة الأضعف دائماً؟ وأين الحل لهذه المشكلة التي تتكاثر يوماً بعد يوم لتمتد لكل أسواق دمشق الذي يقصده القاصي والداني من جميع المحافظات؟ والمضحك المبكي بالموضوع كلام المواطن محمود الخالد الذي قال: كيف للمواطن الفقير أن يرى سعراً أرخص من المحال ولا يقوم بالشراء منه بسبب الضائقة المالية التي أصابت البشر والغلاء الفاحش للأسعار.



طرق الغش

طبعاً رفض أصحاب البسطات الاعتراف بحقيقة بضائعهم المغشوشة وقالوا إنها بضاعة ذات مواصفات قانونية ومصنوعة من حليب البقر ومغلية بشكل ممتاز على الرغم من التأكيد أن سعر كيلو الجبن أو اللبن إذا ما جمعنا تكلفته سيكون أغلى من سعر البيع، ولكي نكون حياديين ونناقش الموضوع بحيادية أخذنا كيلو لبنة وكيلو جبنة إلى مختص وقام بتحليله بطرق علمية وشرح لنا طريقة الغش، حيث يتم وضع حليب مجفف بدلاً من حليب البقر أو الماعز وأكد وجود كميات كبيرة من مادة النشاء في الجبن، وهناك طريقة أخرى للغش كما أكد لنا الخبير بصناعة الألبان والأجبان بوضع مادة (السبيداج) التي تدخل في صانعو بودرة الأطفال عادةً وتستخدم في الدهانات، وتعطي للبنة شكلاً ممتازةً أكثر من اللبنة المصنوعة بشكل قانوني وبعد تأكدنا من كلام المختص ذهبنا إلى المحال المختصة ببيع الألبان والأجبان وسألناهم عن طريقة صناعتها بالشكل النظامي وتكلفة الكيلو بالليرة السورية.



طريقة تحضيره وتكلفته

أصحاب البسطات يبيعون كيلو الجبن بنحو 170 إلى 200 ل. س وكيلو اللبنة بنحو 100 ل. س وهذه الأسعار أضحكت أصحاب المحال المعروفة ببيع هذه الأصناف، وقالوا: إن سعر تكلفة كيلو الجبن يتجاوز 210 ل. س إذا ما صنع بالطريقة النظامية من حليب البقر وتم غليه جيداً وكيلو اللبنة تكلفته 160 ل. س وأكدوا أنه من المستحيل أن تكون بضاعة البسطات نظامية لأن سعر البيع أقل من سعر التكلفة وبخبرتهم بهذا المجال قال أبو شادي صاحب إحدى محال السوق إن الغش يكون بوضع مادة النشاء وعدم غلي الحليب بشكل جيد.


أين جمعية حماية المستهلك من هذه المخالفات الغذائية التي تدخل بيوت الفقراء؟ سؤال سأله أصحاب محال السوق والكثير من زبائنه بزيارة استمرت لساعات طويلة بسوق باب سريجة لإيصال صوت المواطن للجهة المسؤولة.




محمد نزار المقداد لـ الوطن