أزمة مضاعفة .. و مواطن لم يعد يملك سوى " الصبر "....!!!



















جمعتني المصادفة بصديق يملك سيارة تعمل على الديزل، وتابعنا سوية برنامجاً استطلاعياً بثته إحدى القنوات المحلية عن حال المواطن في كل من الحسكة وحلب ودمشق وريفها والسويداء، ومن ضمن ما قاله أحدهم إن سعر ليتر المازوت وصل إلى خمسين ليرة في دمشق، وإن هذا السعر غير معقول، مبدياً استغرابه بأن كل السيارات التي تعمل على الديزل تسير في الشوارع ما يعني وفرة المادة ولكن بسوقها السوداء، وكان من صديقي أن قال بلا شعور: (ممتاز ممتاز)، وبالطبع فإن اعتراضيته هذه بناها على أساس السعر الرائج في الرقة. لم أعقِّب على صديقي، ولكني فوجئتُ بنفسي وأنا أردد كلمة (ممتاز ممتاز) مع كل فقرة يبثها البرنامج.

(ممتاز) لأن الزحام على الخبز في الحسكة أقل بكثير من حاله في الرقة، و(ممتاز) لأن أحد الدمشقيين قال ممتعظاً: إن سعر ربطة الخبز وصل إلى خمس وعشرين ليرة، على حين استقر سعر الربطة في الرقة عند المئة ليرة، و(ممتاز) أيضاً لأن أسعار ركوب سيارات الأجرة لم ترتفع في حلب (وفق البرنامج) بينما لم ترحم شبيهاتها مواطني الرقة، و(ممتاز جداً) حين ظهرت شوارع السويداء مكتظة بسياراتها بينما خلت منها شوارع الرقة بسبب توقف محطات الوقود عن التوزيع منذ ما يقارب الشهر.

كل هذا ذكرني بلقاء أجرته الإذاعة مع محافظ الرقة الذي طمأن المواطنين حينها بأن الخبز سيتوفر بكثرة لدرجة أننا (كحكومة) سنبحث عن سبل تصريفه، وذكَّرني بأن ما يشاع عن شح المازوت إنما هو حالة زائلة، وأن محطات الوقود تبيع البنزين بشكل يومي، وبالنسبة لنا كمواطنين فإن حديث المحافظ أكد أنه يعي خفايا الشارع الرقي، ولكنه لم يعثر على الحل، بل على العكس فإن الأزمات التي خنقت المواطن ارتفعت وتيرتها، وربما لو أن محافظ الرقة لم يصرِّح لبقيت الأمور على الأقل وفق ما كانت عليه، نصف أزمة ونصف تأقلم بدلاً من أزمة مضاعفة ومواطن لم يعد يملك سوى الصبر.





وائل حميدي / الوطن